نوّه بمساهمة الإعلام الإيطالي في توثيق أحداث الثورة ونشر قيمها الإنسانية.. ربيقة:

ملتقى دولي خاص بأصدقاء الثورة الجزائرية شهر ماي القادم

ملتقى دولي خاص بأصدقاء الثورة الجزائرية شهر ماي القادم
  • القراءات: 308
ي. س ي. س

أول عرض لمقتطفات من أشرطة أصلية لثورة التحرير وثقها الإعلام الإيطالي

السفير الإيطالي: توفير كل الوثائق الخاصة بالثورة الجزائرية عبر منصة رقمية ابتداء من جويلية القادم

أعلن وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس، عن تنظيم ملتقى دولي خاص بأصدقاء الثورة الجزائرية شهر ماي المقبل، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الـ60 لعيد الاستقلال.

وأثنى السيد ربيقة، في كلمته خلال افتتاح أشغال ندوة تاريخية بعنوان "الثورة الجزائرية في الإعلام الإيطالي: الإذاعة والتلفزة والصحافة المكتوبة الإيطالية نموذجا"، بالمتحف الوطني للمجاهد، على "كل أصدقاء الثورة الجزائرية في كل الدول الشقيقة والصديقة، الذين قدموا للشعب الجزائري دعما ماديا أو معنويا"، معلنا عن "إقامة ملتقى دولي علمي، أكاديمي وتكريمي خاص بأصدقاء الثورة الجزائرية شهر ماي المقبل، في إطار الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، سيحضره جمع من أصدقاء الثورة وأساتذة مهتمون بتاريخ الجزائر من مختلف ربوع العالم".

وبخصوص الندوة التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954 وكذا سفارة جمهورية إيطاليا بالجزائر، أوضح الوزير، أنها تعبّر عن "جودة العلاقات الثنائية المتميزة بين الجزائر وإيطاليا ومتانة الروابط التاريخية بين الشعبين الصديقين، والتي ترمز في مجملها إلى القيم الإنسانية السامية"، حيث قال في هذا الصدد إن "الشراكة الاستراتيجية الثنائية التي تجمع حاليا الجزائر بإيطاليا في شتى المجالات جاءت من الإرادة القوية التي تحدو الرئيسين السيد عبد المجيد تبون، والسيد سيرجيو ماتريلا، لتعزيز علاقات التعاون الوثيقة بما يلبي تطلعات الشعبين الصديقين ويعظم مصالحهما المشتركة".

بالمناسبة لفت ربيقة، إلى أن "ملازمة الإعلام لكل أشكال المقاومة والتصدي لمحاولات مصادرة حقوق الشعوب في الحرية والعيش الكريم، ساهم في تقويض كل أشكال الهيمنة من خلال دوره في تشكيل الرأي العام وتعميق الوعي بشأن قضاياه، وإدراكا من قيادة الثورة التحريرية بأهميته، جعلت من الصحافة صوت الثورة في وجه الدعاية التضليلية لسلطات الاحتلال الفرنسي، فكانت الصحافة العالمية منبرا لممثلي جبهة التحرير الوطني بالخارج، لتجنيد وتعبئة الطبقة السياسية والشعبية في مختلف دول العالم لدعم ونصرة القضية الجزائرية ومن بينها إيطاليا".

ونوّه الوزير، بمساهمة أبناء إيطاليا وخاصة الإعلاميين منهم في توثيق أحداث الثورة التحريرية ونشر أبعادها وقيمها الإنسانية، مضيفا بالقول "على هذا الأساس بادر رئيس الجمهورية سنة 2021، بمنح وسام أصدقاء الثورة الجزائرية للصحفيين الإيطاليين، بييرو أنجيلا وبرناردو فالي، عرفانا لما قدماه للجزائر".

وتم خلال الندوة عرض ولأول مرة مقتطفات من أشرطة مصورة أصلية لثورة التحرير وثقها إعلاميو مؤسسة الإذاعة والتلفزة الإيطالية، وهو ما وصفه الوزير بـ«العمل غاية في الأهمية وثق لمحطات خالدة من تاريخنا المجيد"، متطلعا إلى "تعميق التعاون مع المؤسسة في هذا المجال وتوسيعه إلى مؤسسات أخرى في مختلف الدول التي تحوز على أعمال توثيقية خاصة بالثورة المجيدة".

من جانبه، كشف السفير الإيطالي بالجزائر، جيوفاني بوغلييزي، عن "تحضيرات لتوفير كل الوثائق الخاصة بالثورة الجزائرية للجمهور عبر منصة رقمية خاصة بالإذاعة والتلفزة الإيطالية ابتداء من شهر جويلية القادم"، مشيرا إلى أن "هذه الندوة التي تأتي في إطار تخليد ذكرى استقلال الجزائر، مناسبة لتعميق علاقات التعاون الهامة التي تربط الجزائر وإيطاليا".

ولفت السفير إلى أن "البلدين تربطهما علاقات استراتيجية تقوم على صداقة عميقة وصادقة مبنية على الاحترام وتشمل كل المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية وحتى الإنسانية"، مضيفا بالقول: "إن الجمهورية الإيطالية وإعلامها ينظران إلى الجزائر بمنظور الصداقة الكبيرة".

وشهدت الندوة مداخلات لكل من أستاذة التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة فلورنس-إيطاليا، برونا بنياتو، الأستاذ بجامعة الجزائر 2، عبد الله معسوم والباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، أحمد كاتب، تمحورت في مجملها حول مساهمة الإعلام الإيطالي في توثيق الثورة الجزائرية

وإسماع صوتها، حيث تناول المحاضرون كيفية تطور الخطاب الإعلامي الإيطالي ما بين (1954 و1962) وصولا إلى تخصيص أعمدة عن القضية الجزائرية، وكذا تغير المصطلحات عند الحديث عن الثورة الجزائرية خلال تلك الفترة، إلى جانب أبرز الأسماء التي ساندتها على غرار أنريكو ماتي، بيرو أنجيلا وبرناردو فالي.

وتم على هامش الندوة التي حضرها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري، أحمد راشدي، وزير الاتصال محمد بوسليماني، ووزير الرقمنة والإحصائيات حسين شرحبيل، إلى جانب عدد من أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد بالجزائر، وكذا إطارات ممثلين لمختلف القطاعات، تكريم السفير الإيطالي والأساتذة المحاضرين من قبل وزير المجاهدين وذوي الحقوق.