كان لها رواج كبير في الشهر الفضيل

كتب الطبخ تختفي بسبب وصفات الأنترنت

كتب الطبخ تختفي بسبب وصفات الأنترنت
  • القراءات: 765
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

توجهت العديد من النساء، خلال السنوات الأخيرة، نحو عالم الأنترنت، للتصفح والإبحار في عالم الجمال والأناقة والطبخ، وهذا ما أثر بشكل كبير على اقتناء المرأة لكتب الطبخ، التي ظلت إلى فترة غير بعيدة، واحدة من "المراجع" الأكثر رواجا واقتناء، سواء أثناء المعارض أو المكتبات، إلا أن التطور السريع لمحتويات الأنترنت، بما فيها صفحات التواصل الاجتماعي، استحوذت على المقروئية بشكل كبير، وزادت فيديوهات عالم الطبخ من أسر ربات البيوت بوصفات تبدو "شهية ومضمونة".

كانت كتب الطبخ في السنوات السابقة، تشهد إقبالا لا مثيل له، خصوصا خلال الأيام والأسابيع التي تسبق حلول الشهر الفضيل، حيث تحاول النسوة من خلال تلك الكتب الصغيرة، البحث عن وصفات جديدة، أو بكل بساطة، معرفة الوصفات التقليدية بأصالتها وأسرارها، لاسيما حديثات الزواج، أو المقبلات عليه، إذ يعد الشهر الفضيل فرصة مثالية لعرض تلك المهارات، في محاولة إثارة إعجاب أهل البيت، أو بكل بساطة الاستمتاع بذوق أطباق لذيذة عند الإفطار. في الوقت الذي لا يستغني الكثير من الأشخاص، عن الغوص في عوالم القراءة عبر الكتب الورقية، يتجه البعض إلى الأنترنت وتحميل وصفات عديدة بدون تكلفة مادية تذكر، وقد عمدت بعض المؤثرات في مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى حصص الطبخ، إلى نشر سلسلتها الخاصة من الكتب، بعدما شهدت هذه الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف النساء، ومشاهدة واسعة على الأنترنت، إذ بلغ سعر البعض منها 50 دينارا جزائريا للكتيب، وأغلاها لا يتعدى 300 دينار، وبهذا وجدت النساء مراجع تساعدها على معرفة أسرار الطبخ والاستعانة بها، لتحضير أشهى الوصفات، والأهم في كل ذلك، أن تكون وصفات بمراحل مبسطة، تسهل عليها تحضير أصعب الأطباق بطريقة جد سهلة.

في هذا الصدد، أشارت مجموعة من النساء ممن حدثتهن "المساء"، أن الأنترنت احتلت مكان الكتاب، لسهولة ولوج ذلك العالم دون عناء، حيث أكدن أن كتب الطبخ لم تبق رائجة مثلما كانت سابقا، ليس ذلك فقط، إنما اختفى كذلك دفتر كتابة الوصفات، الذي كان يوجد في كل بيت ولدى كل امرأة، وينتقل أحيانا من الأم إلى البنت، ويكون بمثابة إرث، لأصالة الوصفات المحفوظة فيه، والتي كان من الصعب الحصول على أسرارها، لتظل حبيسة العائلة، مما يترجم أن بعض الوصفات كانت تنجح في إعدادها بعض النسوة دون الأخريات.