عرض أول لـ"سولا"

احترام المرأة ليس حكرا على الفرنسي

احترام المرأة ليس حكرا على الفرنسي
  • القراءات: 512
دليلة مالك دليلة مالك

استقبلت قاعة "سينماتك" الجزائر العاصمة، أول أمس الخميس، ضمن مبادرة "لا يعني لا"، العرض الأول للفيلم الروائي الطويل "سولا" للمخرج صلاح إسعاد في الجزائر، الذي يرصد حياة أم عازبة تحاول أن تستقر مع ابنتها في هدوء، وبعيدا عن طمع الرجال فيها، ويصور المخرج هذه القصة في رحلة طريق طويلة، تتخللها أحداث مختلفة. فيلم "سولا" (إنتاج 2021، فرنسي جزائري، 80 دقيقة)، كتب السيناريو صلاح إسعاد وسولا بحري، وهي التي أدت دور البطولة بالاسم نفسه "سولا"، من نوع الدراما الاجتماعية. يروي تعطش الرجال لأم عازبة لا تستقر في سيارة معينة بحثا عن بيت للاستراحة ولو لليلة واحدة، وما يزيد من معاناتها رضيعتها "زهرة"، لكنها استطاعت أن تقنع خالتها أن تعتني بها لبعض الساعات فقط، وفي تلك الأثناء، تتعرض سولا لمحاولة اغتصاب من رجلين، وسرعان ما أتى صديقها "أمين" (أدى الدور إيدير بن عيبوش)، وابن عمه المغترب بفرنسا، لإنقاذها، وفي سيارة أخرى، تمضي نحو مدينة عنابة للسهر هناك.

يبدأ الفيلم من طرد سولا من بيت العائلة من طرف أبيها، ولم يتحدث المخرج عن خلفية هذه الحادثة، ولا عن الشخصية النفسية لسولا، لم يتعرض لها على أساس أنها ضحية اغتصاب مثلا، أو أنها عاهرة، ولكن على الأغلب هي ضحية إغراءات رجل مجهول، لأنها رفضت دخول مجال العهر لما طلبت منها صديقتها "أمال" العمل معها في بيت دعارة. لكن من جهة ثانية، لا ترفض من الأجنبي أن يقترب منها، بعد أن دافع عنها لما أراد "أمين" الدنو لجسدها بطريقة بشعة، وهذه الصورة النمطية التي ركز المخرج صلاح إسعاد على تمريرها، وأن المغترب صاحب التربية الفرنسية هو من يلقن دروس حقوق المرأة واحترامها، وكأن كل الجزائريين متعطشون للجنس ومكبوتون ولا يحترمون النساء، ويجب أن ننتظر من الفرنسي أن ينقذ هذه الأم العازبة أو يصونها.

هذا الأمر الذي يعطي للفيلم اختلالا في الموازين، فكل الشخصيات التي نسجت أحداث القصة كانت طامعة في سولا، ولا يمكن الحكم هكذا بشكل قطعي على كل الجزائريين، ولا يمكن الحكم على أن كل الفرنسيين حتى وإن كانوا مغتربين، على أنهم جيدون، لكن لما نعرف أن الفيلم إنتاج مشترك فرنسي جزائري، نستطيع تفسير هذه الرؤية الإخراجية لصلاح إسعاد.  ينتهي الفيلم بوقوع حادث مرور، يموت فيه أمين وابن عمه، وتنجو سولا وابنتها، ومن المفارقة أنها تسارع للخروج من السيارة المحطمة مع ابنتها، لكنها تتوجه لحتف الرضيعة زهرة وترميها في البحر، وهو ما يتناقض مع إحساس الأمومة القوي، لكنها بكل سهولة تخلصت منها، فمن غير المنطقي أن ترمي فلذة كبدها، والمنطقي أن ترمي بنفسها معها، أو أن تواصل الكفاح من أجل مستقبل أفضل، أقل بؤسا ومعاناة.