تعنيف المرأة في تظاهرة "لا يعني لا"

"ريش".. هل مصر بكل هذه الوساخة؟

"ريش".. هل مصر بكل هذه الوساخة؟
الفيلم الروائي الطويل المصري "ريش" للمخرج عمر الزهيري
  • القراءات: 640
دليلة مالك دليلة مالك

عرض الفيلم الروائي الطويل المصري "ريش" للمخرج عمر الزهيري، مساء أوّل أمس، بقاعة السينماتك في الجزائر العاصمة، ضمن تظاهرة "لا يعني لا" التي ترافع عن قضايا المرأة بحملها شعارا لا للعنف ضدها، وحسب المنظمين فإنّ هذا الحدث السينمائي بدأ في 2018، وسبق وأن استقبلته كلّ من فلسطين والأردن وتونس، واحتضنته الجزائر للمرة الرابعة. عن فيلم الافتتاح الذي اختير أن يكون الفيلم المصري (إنتاج 2021، 112 دقيقة)، الذي أحدث ضجة إعلامية وصخبا وسط النقّاد، فقد عرض على الجمهور الجزائري الذي اكتشف نظرة أخرى عن مصر وحياة المصريين بشكل عام، غير أنّ السرد الدرامي لقصة الفيلم ربما كان مبالغ فيه، إذ أعطى المخرج عمر الزهيري صورة قاتمة إلى حدّ السواد عن بلده، وكأنّ مصر لا يحلو فيها المعيش، وليس هناك ولا ذرة جمال فيها، وذلك بتركيز عمدي لإظهار الأوساخ والغبار والبناء المتهرئ وعدم وجود النظافة.

ولا يقتصر الأمر على الشكل فقط، فضمنيا يسلّط العمل على أفكار الناس البالية، وإيمانهم بالخرافات والشعوذة، بشكل مفرط، إنّه فيلم ناقد بقوّة موجعة لحال المجتمع المصري، وأنّ المال هو سيد المواقف، والذي بيّنه المخرج في أوراق نقدية بالية وغير نظيفة. قصة الفيلم تدور عن عائلة متواضعة جدا، عن زوجة بالكاد تتكلّم، وزوجها المتحدّث الوحيد، ولهم ثلاثة أولاد، وتقوم هذه الزوجة بأشغال البيت طوال الوقت وهي تغرق في صمت عميق، وفي يوم قام الزوج بتحضير حفل عيد ميلاد لابنه، وفي فقرة الساحر اختفى الرجل وقد أصبح دجاجة بعد أن رفع الساحر صندوقه السحري، في صورة عبثية غريبة. تبدأ الزوجة في رحلة البحث عن زوجها، وقد ذهبت لمقر الشرطة ولم تفلح في كتابة استمارة الشكوى، وانطلقت إلى كلّ مكان عسى أن تجده، وتقوم بإحضار مشعوذ ليجد الحلّ في مرحاض بيتهما، إذ جدير ذكره أنّ هذه المشاهد كلّها توضّح حجم وساخة البيوت والمؤسّسات المصرية، لكن المخرج في مشهد إعطاء أحد الأشخاص للأولاد علبتين من الشكولاطة الأوروبية كان لامعا، وهذا الأمر يستدعي حقا تساؤلا وجوديا.

وقد نال هذا الفيلم عدّة جوائز، مثل تتويجه بجائزة أسبوع النقاد لمهرجان كان السينمائي الدولي بفرنسا، وجائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي). وعن تظاهرة "لا يعني لا" ستختتم مساء اليوم بعرض الفيلم الروائي الجزائري الطويل "سولا" لصالح إسعاد، وقبله سيقام لقاء للحديث والنقاش عن حال المرأة أمام ظاهرة العنف التي تواجهها، ينشطها كل من عويشة بختي، أمين الزاوي، ياسمين شويخ وليلى توشي.