جمعية "حرفة وأمل" لإدماج المعاقين

تنظيم معرض للصناعة التقليدية

تنظيم معرض للصناعة التقليدية
ليندة دراعة، نائب رئيس جمعية “حرفة وأمل”، لإدماج الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة
  • 950
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت ليندة دراعة، نائب رئيس جمعية "حرفة وأمل"، لإدماج الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤخرا، على هامش معرض الصناعة التقليدية المنجزة بأنامل ذوي الإمكانات الخاصة، المنخرطين في الجمعية، و الذي نظم بمناسبة اليوم الوطني للمعاق، الموافق لـ14 مارس من كل سنة، إلى ضرورة مساعدة الحرفيين من ذوي الإعاقة في تسويق منتجاتهم، من خلال منحهم مساحات أو محلات وورشات للعمل والعرض، ومشاركتهم في معارض الحرف اليدوية المحلية والوطنية. جاء المعرض الذي نظمته الجمعية، بالتنسيق مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، على مدار أربعة أيام، واحتضنته "دار عبد اللطيف" بالحامة، الجزائر العاصمة، تحت شعار اكتساب المهنة لضمان المستقبل، وهو شعار يعكس مدى أهمية تحقيق الاستقلالية المالية لذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يكون فردا مسؤولا، وبإمكانه إعالة نفسه وأسرته، لاسيما إذا كان من عائلة معوزة وتعاني صعوبات مالية.

أضافت نائب رئيس الجمعية، أن إنشاء هذه الجمعية قبل ثلاث سنوات، جاء لسد الفراغ الموجود بين المدرسة والتكوين المهني، حيث قالت: "هناك فجوة بين المرحلتين، فبعد تمدرس الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد بلوغه سن 16 سنة، يجد نفسه خارج المنظومة التعليمية، وبعيدا عن الحياة المهنية، قبل أن يلتحق بمراكز التكوين المهني، وهي المرحلة التي سعت الجمعية إلى امتصاصها، من خلال دمج هؤلاء الأطفال وكذا الشباب، في ورشات الجمعية، لإكسابهم مهارات فنية تمكنهم من اكتساب مهنة والاسترزاق منها مستقبلا". أضافت ليندة، أن وزارة التضامن ثمنت كثيرا عمل الجمعية، التي استحسنت مسعاها الهادف إلى تطوير قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في الحياة المهنية من خلال عالم الفن. تعمل الجمعية، حسب محدثتنا، وفق برنامج خاص، إذ تدوم الدورة أربع سنوات؛ السنة الأولى يكون فيها التكوين في شكل جذع مشترك، يدرس خلالها الطالب كل ما يتعلق بفن الفسيفساء والرسم وصناعة الجلود وكذا الدوم، بتأطير من أساتذة متخصصين تطوعوا لغاية جميلة.

من جهتها، قالت شندرة بيليلي، أستاذة وفنانة تشكيلية، إن الجمعية تهدف من خلال ورشاتها إلى خلق فضاء خاص بهذه الفئة المهمشة من المجتمع، وإعطائها فرصة اكتساب المهارات للاستعداد للحياة المهنية وتحقيق الاستقلالية المادية، وأكدت أن للمعاقين إمكانات عظيمة لا يستهان بها، وأكثر ما يتميزون به؛ الحماس الشديد والصبر والجدية، وهي خصال قد يفقدها أحيانا الأسوياء، على حد تعبيرها، مشددة على ضرورة مساعدتهم بعد مرحلة التكوين، بمنحهم محلات لعرض منتجاتهم وتسويقها، ودعوتهم إلى المشاركة في المعارض الخاصة بالصناعات التقليدية، وليس فقط خلال مناسبات خاصة، كيوم المعاق، لأن ذلك سيزيد من تهميشهم ومعاناتهم. الجدير بالذكر، أن المعرض عبارة عن فضاء لتسويق القطع الفنية، وهو مفتوح أمام الزوار لاكتشاف مهارات هؤلاء الفنانين الصاعدين، واقتناء القطع الفنية المعروضة بأنامل أبرياء، أطلقوا العنان لمخيلتهم الواسعة لمزج ألوان وخامات، قد يعجز السوي على تحقيق ذلك التناسق بكل عفوية.