لبحث تطوّرات المفاوضات النووية على خلفية الطلبات الروسية

وزير الخارجية الإيراني يزور موسكو اليوم

وزير الخارجية الإيراني يزور موسكو اليوم
  • القراءات: 451
ق. د ق. د

يحل وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبد الهيان، اليوم بالعاصمة الروسية موسكو لبحث التطورات المتعلقة بمفاوضات فيينا حول الملف النووي الايراني والتي تواجه تعقيدات إضافية بسبب المطالب الروسية للحصول على ضمانات أمنية متعلقة بالأزمة الأوكرانية. وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الإيراني إلى موسكو أياما فقط بعد توقف مفاوضات فيينا حول النووي الايراني على خلفية الطلب الروسي بالحصول على ضمانات أمريكية لإنهاء حربها على أوكرانيا. وقال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن زيارة عبد الهيان إلى موسكو تندرج في إطار مواصلة المباحثات النووية، مشيرا إلى وزراء خارجية الدول الاخرى المعنية بالملف النووي الايراني على اتصال دائم.

وحمل خطيب زاده مجددا الولايات المتحدة مسؤولية احتواء باقي القضايا التي لا تزال دون تسوية في الملف النووي الذي تسعى الدول الغربية إلى احتوائه عبر إحياء اتفاق فيينا النووي لعام 2015 والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد منذ عام 2018. وأضاف أن "المواضيع المتبقية تحتاج إلى قرار سياسي أمريكي.. عندما يعلنون أنهم اتخذوا قرارهم، يمكن لكل الوفود أن تعود إلى فيينا"، مضيفا "لسنا على وشك إعلان اتفاق". ورأى المسؤول الايراني أن الطلبات الروسية يجب أن تبحث بين مختلف الأطراف المعنيين بالاتفاق بنفس الطريقة التي تم فيها التعامل مع طلبات أخرى، موضحا أن، ما تطالب به روسيا علني وشفاف ومطروح في محادثات فيينا ويجب أن تتم مناقشته في اللجنة المشتركة. وتشدد طهران على أن القرار السياسي الأمريكي هو المطلوب لضمان إنجاح المباحثات التي واجهت في الفترة الأخيرة تعقيدات إضافية تمثلت على وجه الخصوص بطلب روسيا ضمانات أمريكية بأن العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا لن تؤثر على تعاونها الاقتصادي والعسكري مع طهران.

وهو ما تسبب في توقف العملية التفاوضية التي كانت بلغت مراحل جد متقدمة أعطت الانطباع بوشك التوصل الى اتفاق بين طهران والدول الغربية المتفاوضة التي تضم كلا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا. وكان الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات أعلن الجمعة الماضي تعليق التفاوض في فيينا "نظرا لعوامل خارجية"، مشيرا إلى أن الأطراف المعنيين سيواصلون التباحث بشأن الاتفاق، مشددا على أن نص التفاهم شبه جاهز. وبينما أبدت الدول الغربية قلقها من أن تؤدي المطالب الروسية التي تأتي في خضم توتر جيو- استراتيجي غير مسبوق منذ عقود الى تأخير التوصل إلى تفاهم بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، اعتبرت الولايات المتحدة مطالب موسكو بأنها "خارج سياق" القضية المرتبطة بالاتفاق النووي ودعت إيران وروسيا إلى اتخاذ "قرارات" للتوصل إلى أرضية توافقيه بشأنه، معتبرة أن الكرة أصبحت في ملعبهما لتجاوز المأزق.

وكانت الدول الأوروبية الثلاثة، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المعنية بالاتفاق، حثت على عدم "استغلال" المباحثات لإحياء اتفاق فيينا، محذّرة من أن ذلك "يهدد بأن يؤدي إلى انهياره، بما سيحرم الشعب الإيراني من رفع العقوبات والمجتمع الدولي من الضمانات المطلوبة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وتربط طهران علاقات وثيقة مع موسكو سياسيا واقتصاديا وعسكريا كما أدت روسيا دورا أساسيا في التفاوض بشأن الاتفاق وخطواته التطبيقية مثل نقل يورانيوم مخصب من إيران إلى أراضيها ودعم برنامج طهران المدني.