خوفا من ارتفاع الأسعار في رمضان
تهافت على تخزين الخضر واللحوم

- 603

تستعد الكثير من العائلات خلال هذه الأيام، لاستقبال الشهر الفضيل من خلال بعض التحضيرات الروتينية، ترقبا لتسجيل زيادة في الأسعار خلال هذا الموعد الديني، نظرا لما دأب المستهلكون على تسجيله في هذه المناسبة، التي يُفترض أن تكون فرصة للتراحم بين الناس.
تخصص الكثير من العائلات ميزانية خاصة للترحيب بالشهر الكريم، من خلال تحضيرات مميزة وفريدة، منها إعادة ديكور البيت، فيما يذهب البعض إلى صيانته وإعادة طلائه، وآخرون يقتنون أواني جديدة وحتى أفرشة توحي بالدفء الذي يميز الشهر المبارك، وسط نفحات روحانية تعبدية في هذا الشهر الكريم، في حين تهتم عائلات أخرى بجانب الطبخ، وتحضيرات الأكل. ولا يكتمل ذلك إلا باقتناء بعض المشتريات قبل أسابيع عديدة من حلول الشهر، استعدادا أو بالأحرى ترقبا لأي زيادات في الأسعار لمواجهة تلك المضاربة بما يُعرف بـ “العولة”.
ولقد شرعت مجموعات من النساء على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، في مشاركة تحضيراتهن وتجهيزهن منازلهن لاستقبال الشهر الكريم، إما بتخزين الطعام في المجمد، أو بتنظيف المنزل، أو حتى تزيينه بزينة رمضان المبهجة.
ولقد تجلت التحضيرات، حسب الاستطلاع الذي أجرته “المساء” في بعض أسواق العاصمة، في اقتناء النسوة مواد استهلاكية قابلة للتخزين، خصوصا المعلبات التي يحتجنها في تحضير الأطباق الجانبية، على غرار المقبلات والسلطات، حسبما أكد موسى بائع بمحل، قائلا: “إن أكثر ما تقتنيه العائلات خلال هذه الفترة التي تسبق الشهر الفضيل، المعلّبات القابلة للتخزين، ليس تحسبا لندرتها، وإنما لمواجهة أي احتمال في زيادة الأسعار”، مشيرا إلى أن سوقنا اليوم يشهد العديد من التذبذبات، والتي قد تتسبب في حدوث أزمات غير متوقعة، هذا ما جعل الكثيرين ـ حسبه ـ يتخوفون من تلك الوضعية، ويقتنون ما يحتاجونه طيلة الشهر الفضيل، ضاربا، مثلا، بعلب التونة الكبيرة، والذرى المعلّبة، والجبن وغيرها، والتي يتم اقتناؤها منذ الآن لتخزينها واستعمالها في تحضير الإفطار.
ومن جهة أخرى، قال حكيم بائع خضار في العاصمة، إن أكثر ما يقتنيه ربات البيوت للتخزين الطماطم والفلفل الحلو والحار، إلى جانب البازلاء وكذا الثوم، وهي من الخضار التي يمكن تثليجها وتخزينها بسهولة، واستعمالها في الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن بعض هذه الخضار ترتفع أسعارها في الشهر المبارك، ليصبح الفرد في حيرة من أمره في مسألة التوفيق بين كل مقتنياته ومشترياته اليومية، ولهذا يُعد الاقتصاد ولو نسبيا في المصاريف تحسبا للشهر، أمرا إيجابيا وجيدا للعائلة، لا سيما محدودة الدخل.
وفي هذا الصدد، حذّر مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، من سلوك بعض النساء خلال الشهر الفضيل، والمتعلق بعملية التخزين، قائلا: “إن بعض النسوة يجهزن بعض المكونات للاستخدام مباشرة خلال الشهر الفضيل، مثل فرم البصل والثوم، وتخزينهما، وإعداد بعض الصلصات، وتجهيز الدجاج أو اللحم واللحم المفروم، وتقطيع الخضروات، وتخزين كل ذلك في الثلاجة والمبرد، إلا أنه لا بد من معرفة طرق الحفظ، وكيفية التخزين، ومدة الحفظ أيضا، وما هي أنواع الخضار أو اللحوم التي يمكن تخزينها، وخاصة فترة تخزينها”، مشيرا إلى عملية التذويب التي تسبق الطهي، ومضيفا: “رغم أن كل تلك التجهيزات التي توفر وقتا وجهدا أثناء الطبخ، وكذلك تقلل من عبء غسيل الصحون والأواني أثناء الصيام، إلا أنها عملية حساسة، ولا بد من حسن القيام بها، واحترام المعايير التي تجعلها سليمة وآمنة للمستهلك، لوقايته من الإصابة بتسممات غذائية حادة وخطيرة”.