المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد رابح غربي لـ "المساء":

يجب التدخل العاجل قبل إقصاء الجزائر من الاتحاد الدولي

يجب التدخل العاجل قبل إقصاء الجزائر من الاتحاد الدولي
المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد رابح غربي
  • القراءات: 2231
حاورته: فروجة. ن حاورته: فروجة. ن

اليد الجزائرية تعيش حالة انهيار مُطلق!

المطلوب تعبيد الطريق لإعادة القاطرة إلى سكّتها قبل فوات الأوان

على المنتسبين للّعبة التدخل لإخراج اليد الجزائرية من النفق المظلم

شغور العارضة الفنية للمنتخب الوطني الأول فضيحة!

تأسف المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد لفئة أقل من 21 سنة، للوضع الذي آلت إليه "اليد الجزائرية"، مناشدا بذلك السلطات العمومية، التدخل الفوري لتدارك الوضع قبل حدوث الكارثة؛ في إشارة منه إلى إمكانية إقصاء الجزائر من الاتحاد الدولي للعبة؛ ما يعني غياب الجزائر عن الساحة الدولية والقارية. وبلهجة شديدة الغضب قال صاحب ثلاثية مونبولييه (الكأس، والبطولة ورابطة أبطال أوروبا) في هذا الحوار الذي خص به "المساء"، إن وقت "الديريكتوار" انتهى، وعلى الوزارة تحديد موعد إجراء العملية الانتخابية في أقرب الآجال، لا سيما أن السباعي الجزائري مقبل على مواعيد دولية، أبرزها البطولة الإفريقية، والألعاب المتوسطية.

بداية، نبذة عن مشوار رابح غريبي كلاعب ومدرب.

في الحقيقة، رابح غربي يعشق كرة اليد حتى النخاع، وهذا وليد عدة عوامل، بدءا بالجو العائلي، من خلال تأثري بشقيقي الأكبر مقران، الذي كان من أبرز اللاعبين خلال السنوات السبعينات والثمانينات، إضافة إلى الجوار الذي كان بمحاذاة ملعب واقنوني الذي خرج منه العديد من الأسماء المعروفة في الساحة الوطنية لذات التخصص. وخطواتي الأولى نحو كرة اليد، كانت سنة 1980م. ولعبت لعدة فرق، من بينها اتحاد العاصمة، ونادي حيدرة، ونادي مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر، وصولا إلى اتحاد البناء.

وماذا عن بداياتك مع التشكيلة الوطنية؟

التحقت بالتعداد الوطني عام 1985، وشاركت في الألعاب المدرسية للأمم التي جرت بالجزائر ودورة تونس الدولية في ذات السنة، تحت إشراف التقني الوطني آنذاك فيلالي قرد الواد. واستقر تواجدي في قائمة الخضر بمختلف أصنافها العمرية من الأشبال حتى الأكابر. وخضت جل المواعيد التنافسية لليد الجزائرية؛ البطولة الإفريقية والعربية، والألعاب الإفريقية والعربية، والألعاب المتوسطية، والألعاب العالمية والألعاب الأولمبية. وتخلل هذا المشوار تجارب احترافية نحو تونس وفرنسا، حيث كانت وجهتي الاحترافية الأولى نحو النادي الإفريقي التونسي في الموسم الرياضي 1992 ـ 1993، وحققت معه آنذاك ثنائية لقب البطولة والكأس. واستمرت مسيرتي التونسية حتى عام 1996. وفي ذات السنة تلقيت عرضا احترافيا آخر من فريق مونبولييه الفرنسي، الذي أنهيت معه مشواري كلاعب عام 2003. وفي تلك الفترة حقق مونبولييه نتائج مشرفة، من خلال تتويجنا بأربعة كؤوس فرنسية. وفي موسمي الأخير فزنا بثلاثية (البطولة، والكأس، ورابطة أبطال أوروبا).

 لا شك أن هذا التألق قابله تشريف نوعي من السلطات العليا للبلاد؟

فعلا، بعد تتويجي بثلاثية مع فريق مونبولييه عام 2003، نظم قنصل الجزائر بذات المدينة، خالد مواكي، آنذاك، حفلا على شرفي، ومنحني، بهذه المناسبة، وسام الاستحقاق بعد الوجه اللافت والمشرّف لليد الجزائرية في مدينة لديها تقاليد عريقة في ذات الاختصاص؛ بمعنى أن الانضمام في صفوفها يُعد إنجازا في حد ذاته، ناهيك عن التألق والبروز فوق الميدان. هذا الإنجاز لم يكن لرابح غربي وإنما للجزائر أولا؛ لأن اللاعب في مشواره الاحترافي، يذكر اسم بلده قبل الكشف عن هويته.

وماذا جاء بعد محطة مونبولييه؟

قررت إنهاء مشواري كلاعب بتتويج نوعي وتاريخي، يمهد طريق رابح غربي نحو تجربة أخرى رغم أنني تلقيت عروضا كثيرة في ذات السنة (2003) من فرق فرنسية، على غرار نادي أنجي ونيم. حسمت الموقف، واخترت الاستثمار في قدراتي التدريبية، بخوضي تربصا تكوينيا لمربي الرياضة؛ قصد الحصول على شهاد تأطير لاعبي المراحل الصغرى مع فريق مونبولييه.

وكيف كانت تجربتك التدريبية؟

كما أسلفت، استثمرت في شخصي كثيرا قصد دخول المجال التدريبي بأقدام ثابتة، وعليه قررت الاتحادية الجزائرية عام 2012، استدعائي كمساعد مدرب للتقني الوطني صالح بوشكريو، فأشرفنا على استعدادات السباعي الجزائري لمونديال إسبانيا، وكذا الألعاب المتوسطية. وفي 2013 توجهت نحو تجربة احترافية بالخليج، مع نادي القرين، الذي توليت عارضته الفنية حتى سنة 2017، وقت تعييني على رأس المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة.

في كل مرة تلبّون النداء الوطني بفخر واعتزاز؟

بطبيعة الحال، هذا أقل شيء يمكن أن أقدمه للجزائر، التي منحتني الكثير والكثير لبلوغي المستوى الذي أنا فيه حاليا. وفي 2017 لبيت النداء، ورفعت التحدي أمام الجماهير الجزائرية التي قصدت قاعة "حرشة حسان" للفرجة والإثارة في مباريات الخضر في بطولة العالم التي استضافتها الجزائر آنذاك. والحمد لله بلغنا الهدف، وتمكنا من الوصول إلى الدور الثاني. وبنفس التشكيلة التي كانت تضم لاعبين محليين فقط، حققنا المرتبة الثالثة في البطولة الإفريقية والمركز الرابع في الألعاب الإسلامية التي جرت بأذربيجان.

رابح غربي ما وراء مونديال الشباب 2017؟

أكثر حقبة تعقيدا في مشواري من خلال تدخّل رئيس الاتحادية في ذلك الوقت (لحبيب لعبان) في صلاحياتي، إلى جانب اتخاذه قرارات بصفة انفرادية، الأمر الذي نتج عنه تعفن وسط الكرة الصغيرة الجزائرية. وإثر هذا الوضع، قررت العودة إلى الخليج بتدريب نادي الكاظمة السعودي. والحمد لله، التجربة كانت إيجابية، حيث اتفقت مع مسؤولي النادي، بإيصال الفريق إلى البطولة العالمية للأندية، التي غاب عنها منذ عشر سنوات، وكان ذلك عندما احتل فريق الكاظمة المرتبة الثالثة في الكأس الآسيوية.

هل بإمكان رابح غربي تقديم يد العون لإخراج اليد الجزائرية من المستنقع الذي تتخبط فيه؟

بطبيعة الحال، أنا تحت تصرف بلدي ولعبتي التي أعشقها حتى النخاع. أول شيء أطلب التدخل الفوري للجهات المختصة، للنظر في وضعية اليد الجزائرية، التي تعيش حالة انهيار مُطلق في السنوات القليلة الماضية، وبصفة خاصة في عهدة الرئيس الموقوف مؤقتا، بنتائج مُخيبة للآمال قاريا وعالميا، تزامنا والتألق اللافت لبقية العرب، الذين تطوروا بشكل لافت للأنظار، مثل مصر، التي أصبحت منتخبا عالميا بأتم معنى الكلمة، إضافة إلى تونس، وحتى البحرين. كما إن الاتحادية الموقوفة، كانت عاجزة عن إنهاء الطبعة الماضية من البطولة بصفة طبيعية. وسعت لتغيير نظام المنافسة لأسباب وصفها محيط كرة اليد الجزائري، بأن الغرض لم يكن رياضيا، بل انتخابيا؛ باعتبارها تزامنت مع الجمعية العامة الانتخابية الماضية.

ما هو الحل الأنسب في نظركم؟

كخطوة أولى نحو الاستقرار وعودة المياه إلى مجاريها، حل "الديكتوار"، علما أن المكتب المؤقت عهدة تسييره محددة بـ 40 يوما، لكن الوضع مختلف تماما في الجزائر؛ إذ يمتد لأكثر من شهرين، وهذا ما جعلنا أضحوكة في الهيئات القارية والعالمية. وعلى الوزارة تعبيد الطريق نحو تنظيم الجمعية الانتخابية لاختيار الرجل المناسب لإعادة القاطرة إلى سكّتها قبل فوات الأوان، وحدوث ما لا يُحمد عقباه؛ بمعنى إقصاء الجزائر من المنافسات الدولية، وفي مقدمتها البطولة الإفريقية المؤهلة إلى مونديال 2023.

وما تعليقكم على شغور العارضة الفنية للمنتخب الوطني الأول؟

فضيحة من العيار الثقيل؛ المنتخب الوطني الأول ممثل الجزائر في المحافل الدولية،  وشغور العارضة الفنية منذ فترة، يترجم سياسة المصلحة والأنانية التي ينتهجها المسؤولون في حق هذه اللعبة التي تُعد رقم "2" من حيث الشعبية بعد كرة القدم. الجزائر لديها موروث غني من حيث الكوادر، حان الوقت للاستعانة بخدماتهم لتولي مهام إعادة ترتيب المنتخب الذي مر بفترة فراغ، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد من جهة، وبيروقراطية تسيير الفرع من جهة أخرى.

المشوار التدريبي لرابح غربي يفوق 30 سنة؛ في حالة استدعائكم على رأس "الخضر"، هل تلبّون النداء للمرة الثالثة؟

كل غيور على وطنه لا يتردد في تلبية النداء، وبالتالي تجربتي تحت تصرف الجزائر في أي وقت كان. في الحقيقة اليد التونسية والخليجية أخذت مني الكثير مقارنة بتوظيف خبرتي وتجربتي التدريبية بالجزائر، وبحكم معرفتي المسبقة بتعداد الخضر الحالي، الذي أشرفت على تأطيره في سنة 2017. وبمناسبة احتضان الجزائر مونديال الشباب، سيسهل مهمة ترتيب الأمور من حيث الانسجام والروتين التدريبي، وتبقى الأمور التقنية والتكتيكية هي الشغل الشاغل، خصوصا أن الرهانات المقبلة ستدخل في الأيام القليلة المقبلة، في العد التنازلي، ويخص الأمر كلا من البطولة الإفريقية المؤجلة إلى 22 جوان 2022، بالإضافة إلى ألعاب وهران المتوسطية، المرتقبة ما بين 25 جوان و5 جويلية.

نفهم من كلامك أنك على اتصال دائم باللاعبين الذين شاركوا في مونديال الشباب 2017؟

منتخب الشباب الذي شاركنا به في مونديال الشباب 2017، هو نتيجة مشروع قمنا به رفقة رئيس الاتحادية الأسبق سعيد بوعمرة عام 2014، ولكن، للأسف، هذه المادة انتهت صلاحياتها بعد المونديال، حيث إن العهدة التي توالت بعد سعيد بوعمرة، لم تحسن الاستثمار في هؤلاء الشبان، الذين برزوا، بامتياز، في مونديال حرشة حسان، على غرار مختار كوري، وخليفة غضبان، وحاج صدوق، وزهير نعيم، وجديد وغيرهم من اللاعبين، وكلهم ينشطون، حاليا، في فرق أوروبية وخليجية.

علمنا، مؤخرا، أنك التقيت رئيس الاتحاد الدولي والإفريقي لكرة اليد في السعودية، ماذا جرى في ذات اللقاء؟

فعلا أتيحت لي فرصة الالتقاء برئيسي الاتحاد الدولي والإفريقي لكرة اليد بمناسبة احتضان السعودية منافسات الكأس الآسيوية للأندية، حيث تكلمت مع الرجل الأول في الهيئة الدولية حسن مصطفى، الذي بدا مستغربا الوضع الذي آلت إليه اليد الجزائرية، مبرزا في كلامه، قضية رئيس الاتحادية الموقوف لحبيب لعبان بسبب قضية الفساد، وكذا الفترة الماراطونية لـ الديكتوار الحالي، ملحا في الوقت نفسه، على إيجاد حل مناسب في أقرب الآجال قبل حدوث الكارثة، كاشفا أنه في اتصال يومي مع الوزير عبد الرزاق سبقاق، للوصول إلى الحل الأمثل قبل الدخول في العد التنازلي للمواعيد الدولية القادمة، وفي مقدمتها البطولة الإفريقية المؤهلة للبطولة العالمية، وكذا ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقررة بوهران في الصائفة القادمة.

وماذا عن لقاء منصوري أريمو؟

نفس الانطباع التمسته عند المسؤول الأول عن الهيئة القارية، الذي سألني بصريح العبارة: ماذا يحدث لأسياد القارة؟ اليد الجزائرية أمتعتنا قاريا، ومثلتنا أحسن تمثيل في الألعاب العالمية وحتى الأولمبية، إضافة إلى نوعية الكوادر التي تتمتع بها الجزائر. والدليل على ذلك انتداب الأندية الخليجية للتأطير الجزائري، إضافة إلى امتلاكها خزانا من الشباب، الذين تتلاهف عليهم الفرق، التي تنشط في مختلف البطولات العالمية، وفي مقدمتها الخليجية والفرنسية.

هل من إضافة؟

أنتم مشكورون على هذا الحوار، الذي وضع الأصبع على الجرح العميق نظير الموروث السلبي للاتحادية السابقة (لحبيب لعبان). وعلى أبناء الفرع التدخل لإخراج اليد الجزائرية من النفق المظلم؛ باختيار الرجل المناسب خلال الجمعية الانتخابية، التي يجب على الوزارة الوصية، تنظيمها في أقرب وقت ممكن.