أغلبها تسجل في القطاع الخاص

نصف مليون جزائرية تلد عن طريق "القيصرية" سنويا

نصف مليون جزائرية تلد عن طريق "القيصرية" سنويا
  • القراءات: 743
أسماء منور أسماء منور

نقابة القابلات: نسب القيصريات تصل إلى 60 % والخضوع لها يكون لدواع طبية

القيصريات تحوّلت من نشاط طبي إلى نشاط تجاري في القطاع الخاص

بلغ عدد العمليات القيصرية التي تخضع لها الجزائريات أزيد من 490 ألف عملية من أصل مليون و200 ألف ولادة مسجلة سنويا، أكثرها تتم في القطاع الخاص. وحسب المعلومات المتوفرة لدى "المساء"، فإن الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة، كشفت تسجيل ارتفاع كبير في عدد الجراحات القيصرية خاصة في القطاع الخاص، حيث بلغت النسبة قرابة 45 من المائة من اصل مليون و200 ألف ولادة حية تسجل سنويا. في ذات السياق، أشارت ذات المصادر، إلى أن الولادة عن طريق شق البطون، تسجل بكثرة في القطاع الخاص، بينما تعرف معدلات معتدلة في القطاع العام، حيث تكون لدواع طبية بحتة بعد استنفاذ كل الطرق، موضحة أن القيصريات تضمن مداخيل هامة للعيادات الخاصة من جهة، وتكون في أغلب الأحيان بناء على طلب من الحامل لتجنب آلام الولادة العادية، من جهة أخرى.

وحسبما كشفته مصادر من المفتشية العامة لوزارة الصحة لـالمساء"، فإن أغلب الشكاوى التي ترفع يوميا ضد مصالح التوليد، تتضمن تعرض المقبلات على الولادة إلى سوء المعاملة أثناء عملية الولادة، كما تشمل سوء المعاملة الإيذاء الجسدي أو اللفظي أو التمييز أثناء الولادة، مع تعرض بعض النساء للصفع والصراخ في وجههن، أو الاستهزاء بهن أو الضغط عليهن بالقوة، وتسجيل شجارات كثيرة مع عائلة الحامل. في سياق متصل، أضافت ذات المصادر، أن وزارة الصحة فتحت تحقيقا في ظاهرة القيصريات، التي تحوّلت من نشاط طبي إلى نشاط تجاري يحقق مداخيل هامة في القطاع الخاص، حيث تجاوزت النسبة المسجلة في الجزائر، المعدلات التي حددتها منظمة الصحة العالمية، فيما يخص الولادة عن طريق القيصرية والتي تقدر بـ15 من المائة. وحول الموضوع، أكدت نعيمة رباعي، عضو النقابة الوطنية للقابلات الجزائريات والفيدرالية الوطنية لعمال الصحة، أن معدل الولادات القيصرية يتجاوز 50 من المائة من مجمل الولادات المسجلة في الجزائر، مشيرة في اتصال مع "المساء"، أن نظام الولادات في الوقت الحالي، أصبح مختلفا عن النظام السابق، "حيث كانت النساء فيما مضى يتحملن وقت الانتظار الطويل في المخاض الذي يصل إلى ساعات طويلة.. بالمقابل فإن الحوامل حاليا لا يتحملن طول فترة الولادة، التي تصل إلى 16 أو 17 ساعة من الانتظار، حيث يطلبن الخضوع للقيصريات لتفادي الألم".

وقالت ذات المتحدثة، إن القطاع العمومي يستنفذ كل الطرق من أجل الولادة العادية وهناك مراحل كثيرة يتوجب المرور عليها من أجل اللجوء إلى الجراحة القيصرية، مشيرة إلى أن الارتفاع الكبير لا يسجل في المستشفيات العمومية. وفيما يخص العنف اللفظي، أكدت ممثلة نقابة القابلات، أن القابلة هي التي تتعرض للعنف خلال عملية التوليد، وتضطر إلى طلب المساعدة من المقبلة على الولادة، خوفا من خسارة المولود وتعرض حياة الأم للخطر، مشيرة إلى أن الاتهامات والشكاوى التي ترفع ضد القابلات لا أساس لها من الصحة، ولا يمكن التعدي بالضرب على المقبلات على الولادة أو حتى شتمهن كما يتم الترويج له. وتعمل المراكز الاستشفائية على تطبيق المخطط الاستعجالي للتكفل بمصالح الاستعجالات وبالنساء الحوامل، تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون ، القاضية بتجنيد كل الفاعلين في القطاع، من خلال تعزيز الاستعجالات وإعادة تنظيمها من حيث  توفير الوسائل البشرية والمادية الكافية. وشدّد رئيس الجمهورية، على ضرورة تعزيز شبكة التكفل بالمرأة الحامل عند الولادة، وعدم رفض استقبال النساء الحوامل قبيل الولادة ومطابقة كل مرافق طب التوليد للمقاييس من حيث المقرات والموارد البشرية والتجهيزات.