حذّرت منظمة حماية المستهلك من الانسياق وراءها

ومضات إشهارية "كاذبة" لترويج منتجات "مجهولة الهوية"

ومضات إشهارية "كاذبة" لترويج  منتجات "مجهولة الهوية"
  • القراءات: 896
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أعرب كمال يويو، المكلف بمكتب العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، عن سخطه لما آلت إليه بعض القنوات التلفزيونية، بعرضها ومضات إشهارية وصفها بـ"الكاذبة"، مشيرا إلى إحدى العلامات التجارية التي تعرض في كل مرة، علاجا لمشكل معيّن؛ وكأنها علامة لأحد المخابر العالمية، توهم الفرد بأن ما تقدمه علاج سحري لمختلف المشاكل الصحية، ومؤكدا أن "الأمور تميّعت بشكل كبير"، لا سيما بعد دخول من سماهم "المشعوذين"، عالم الأعمال، فأصبحوا يبدعون في تسويق منتجاتهم"، مؤكدا على ضرورة تدخّل السلطات لوضع قوانين صارمة لضبط هذا المجال، وحماية المستهلك، خصوصا أن فئة كبيرة تنجرّ وراء الإشهار الكاذب.

أكد كمال يويو أن القنوات ليس من مهامها التحقيق في مصداقية تلك الومضات الإشهارية التي تعرضها، خصوصا أنها مؤسسات تجارية، يعني أن ما يهمها هو تحقيق الربح من خلال الومضات الإشهارية، وليس التحقيق في مصداقية ما تشهّر به. وأشار المتحدث إلى كل ما تعرضه تلك الإعلانات، خصوصا ما يتعلق بالمكملات الغذائية، والتي يدَّعى أصحابها أنها طبيعية وتعالج مختلف المشاكل الصحية حتى الأكثر تعقيدا، والتي تنتشر بكثرة، على غرار السكري، وضغط الدم، وتصل إلى عرض منتجات أخرى، لا يمكن للعقل تقبّلها؛ كزيادة طول الجسم. وأضاف كمال يويو أنه سبق لمنظمة حماية المستهلك المطالَبة بتوقيف الحملات الإشهارية الخاصة بالمكملات الغذائية؛ إذ كانت تمارس التضليل، وتهدد المنظومة الصحية للبلاد، وقال: "على إثر ذلك باركنا في جويلية 2020، قرار التوقيف الفوري لهذه الحملات، بإعطاء أوامر صارمة للقنوات المعنية"، موضحا أن "هذه الظاهرة تبرز من جديد؛ ما يهدد صحة المستهلك، وكذا ما يتعرض له من احتيال في اقتناء مواد غير فعالة، توهمه بالعلاج السحري لمشاكل تستدعي استشارة مختصين لعلاجها". وأضاف: "لقد كانت المنظمة السبب في وقف تسويق ست مكملات غذائية، لاحتوائها على مواد سامة وخطيرة على صحة المستهلك، لا سيما أن هذه المنتجات أصبحت واسعة الاستهلاك، ويقتنيها الفرد بدون أي وصفة طبية، عادة ما تنصح بها مواقع التواصل الاجتماعي، التي تروّج أكثر لذلك النوع من المنتجات.

وقال يويو إن المستهلك الجزائري لديه ميول إلى التداوي الذاتي، والتداوي بالأعشاب، وهذا ما يجعل الاستثمار في هذا المجال، مثمرا لدى البعض، ويجعل قناصي الفرص ينتشرون بشكل ملفت للانتباه، لكسب المال السريع والوفير بدون أي اهتمام بما يمكن أن يصيب الزبون بعد اقتنائه الدواء المزعوم، والذي قد يسبب مشاكل صحية. وقال يويو: "بعد استجابة سلطة الضبط لمطالب المنظمة التي التمست فيها تنظيم وضبط الإشهار الخاص بمنتجات المكملات الغذائية لخطورتها، ونقلت انشغالات المستهلكين واستياءهم الكبير من الومضات الإشهارية الكاذبة واللامتناهية المتعلقة بمنتوجات المكملات الغذائية، بالاستعانة بأطباء ومختصين، واستغلال فئة الأطفال في هذا الإشهار التضليلي، والتي بلغت درجة لا تطاق، لا بد من ضبط هذه السوق، وردع هذه الممارسات"، مشيرا إلى أن المنظمة أصبحت، اليوم، تتلقى تهديدات مجهولة المصدر، من متعاملين اقتصاديين ومؤسسات إشهارية، إلى جانب شن حملات انتقامية مسعورة ضد المنظمة لكسرها، وكسر مصداقيتها أمام المستهلكين، وإيجاد أرضية بعيدة عن رقابة المنظمة؛ باعتبارها همزة وصل بين المستهلك والسلطة الرادعة، لتوقيف ممارساتهم، التي لا يحكمها الضمير المهني ولا المهنية.