بسبب أهميتها داخل مدينة قسنطينة

الأنفاق الأرضية في لمساتها الأخيرة

الأنفاق الأرضية في لمساتها الأخيرة
  • القراءات: 624
زبير. ز زبير. ز

قرر المجلس الشعبي الولائي لقسنطينة، في أول تحرك لرئيسه الدكتور شراف بن ساري، في الميدان، قرر إعادة بعث مشروع تهيئة الأنفاق الأرضية بوسط المدينة، التي تُعد من أهم المعالم السياحية بمدينة الجسور المعلقة، والتي تحولت، وأخذت بعدا تجاريا من خلال استقطابها عشرات التجار، الذين كانوا يعرضون مختلف السلع والخدمات. قام رئيس المجلس الشعبي البلدي، خلال الأيام الأخيرة رفقة عدد من الأعضاء المنتخبين، بزيارة ميدانية إلى الأنفاق الأرضية، التي لا تبعد سوى بعشرات الأمتار عن مبنى بلدية قسنطينة، حيث عاين الأجزاء المتبقية من مشروع الترميم، الذي انطلق منذ سنوات ضمن مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، ولم يُكتب له أن يرى النور خلال فعاليات التظاهرة التي دامت سنة كاملة، واختُتمت في شهر أفريل من سنة 2016.

واستمع رئيس المجلس الشعبي البلدي الدكتور شراف بن ساري، في موقع المشروع المقابل لنزل سيرتا، إلى عدد من التجار الذين مازالوا يمارسون نشاطهم بهذا المكان رغم عزوف الزوار، ونقص حركة المواطنين، وعددهم لا يتعدى 5 أو 6 محلات تبيع الكتب، والملابس القديمة وبعض الأكسسوارات، حيث استمع إلى انشغالاتهم، خاصة في ما تعلق بنقص المرافق، على غرار المراحيض، وغياب النظافة، ومشكل التذبذب في الكهرباء. وفاقت نسبة تقدم أشغال تهيئة وترميم الأنفاق الأرضية بوسط مدينة قسنطينة، 85 ٪، ليقترب موعد تسليمها بعد حوالي 6 سنوات من الإغلاق الذي عرفته، إثر نشوب حريق بها، وهو ما جعل السلطات الولائية وقتها، تقرر إغلاقها، وتحوّل عددا من التجار إلى سوق "بوليقون"، ومن ثم توزيعهم على محلات بتجمعات سكانية للسكن العمومي الإيجاري بالخروب، في حين يبقى عدد منهم ينتظر العودة لممارسة نشاطهم بهذه الأنفاق، التي اكتست بعدا تجاريا وسياحيا بعاصمة الشرق.

وكان رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق الدكتور نجيب عراب، وقبل نهاية عهدته بأيام، زار رفقة رئيس دائرة قسنطينة ومدير مديرية الإنجازات لبلدية قسنطينة، مشروع إعادة تهيئة ورد الاعتبار للأنفاق الأرضية بوسط المدينة، للاطلاع على مدى تقدم أشغال وضع أنظمة الحماية، وهو ما يعكس مدى اهتمام السلطات المحلية بهذا المشروع، الذي طال انتظاره. وواجه مشروع ترميم الأنفاق الأرضية بوسط مدينة قسنطينة، العديد من العراقيل التي أخرت تسليمه في وقته المحدد، وعلى رأسها مشاكل بيروقراطية في التعامل مع بعض المصالح الإدارية. كما تعرّض النفق الأرضي الثاني بشارع عبان رمضان أسفل ممرات الأقواس، لبعض الأضرار، مما جعل السلطات البلدية تقرر تسجيل عملية جديدة لترميمه وإصلاحه، وإعادة الحياة التجارية له. وتغيَّر وجه الأنفاق الأرضية بشكل كبير، حسبما لوحظ من خلال عمليات التهيئة التي عرفتها، في ظل استخدام مواد بناء عالية الجودة، على غرار الرخام، والغرانيت، مع اتخاذ التدابير الملائمة لتفادي أي حادث، كالذي تم تسجيله منذ أكثر من 6 سنوات، حيث تم أخذ الحيطة، ووضع أنظمة إطفاء آلية، لتكون إضافة إلى وسط مدينة قسنطينة، وهي التي عرفت تدهورا كبيرا خلال استغلالها كفضاء تجاري بعدما تم إغلاقها عقب الحريق، إذ تحولت إلى مرتع للمنحرفين.