المترشحون في حملة صامتة لموعد 5 فيفري

كواليس وتحالفات للفوز بحقيبة "السيناتور"

كواليس وتحالفات للفوز بحقيبة "السيناتور"
  • القراءات: 724
شريفة عابد شريفة عابد

المنتخبون يسخّنون المعركة.. والمواطنون يكتفون بدور المتفرّج

عددالأصوات يحسم التموقع بالهياكل السيادية لمجلس الأمة

انطلقت الحملة الانتخابية للتجديد النصفي بمجلس الأمة، من خلال إسداء تعليمات حزبية للمنتخبين بتزكية المترشحين المؤشر عليهم من قبل قياداتهم السياسية، وموازاة مع ذلك شرع بعض المتنافسين في عقد لقاءات جوارية مع المنتخبين من نفس التيار السياسي، وحتى خارج أحزابهم والقوائم التي ليس لديها مرشحين، وهذا باستعمال طرق الإقناع العادية أو الوعود بالترقيات في المناصب المحلية بالمجالس المنتخبة، حسب ما استقته "المساء" من شهادات من قيادات سياسية معنية بالموعد. وعلى الرغم من أن انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، تختلف مراحلها عن تلك التي تخضع لها الانتخابات الأخرى رئاسية، برلمانية ومحلية، باعتبار أن هذه الأخيرة موجهة لإقناع الناخبين أي المواطنين، أما الثانية فهي تستهدف المنتخبين ولا تقوم على برنامج انتخابي سياسي الأمر الذي يجعلها "حملة إنتخابية غير علنية" وبعيدة عن المواطن.

وتفرض الأعراف السياسية وأهمية المنصب السيادي للغرفة العليا للبرلمان، على المترشحين لمنصب مجلس الأمة، القيام بحملة انتخابية داخلية بين زملائهم المنتخبين من المجالس الشعبية البلدية والولائية، باستعمال وسائل قانونية وأخرى قد تكون مكتومة، لترجيح الكفة لصالحهم يوم الاستحقاق. ولا تظهر أهمية الحملة الانتخابية في حسم النتائج الخاصة بالإقتراع المزمع تنظيمه يوم 5 فيفري، في ضمان الفوز فقط، وإنما في تحديد نوعية المناصب التي ستكون من نصيب المترشح الأكثر عددا في الأصوات.

الأفلان يدخل حملة تعبئة بالمحافظات

وفي إطار الحملة الانتخابية أسدى حزب جبهة التحرير الوطني، تعليمات لرؤساء المحافظات من أجل عقد جمعيات عامة للمنتخبين المحليين بالولايات، من أجل تحسيس المنتخبين بتزكية مرشحي الحزب المؤشر عليهم من قبل القيادة السياسية. وقال سيناتور الحزب عن ولاية باتنة، السيد عبد المجيد مختار، في تصريح لـ«المساء " إن محافظة باتنة، عقدت أمس السبت، جلسة تحسيسية مع منتخبي الحزب لإقناعهم بالسير وراء مرشح  الآفلان بالولاية. وأوضح المتحدث أنه بالموازاة مع ذلك يقوم المنتخبون بإدارة حملتهم الخاصة بعقد المترشح للقاءات خاصة مع المنتخبين من حزبه وخارجه لضمان الفوز بفارق أصوات مريح يوم الاقتراع يمنحه البطاقة الخضراء للتواجد في الهياكل السيادية بالغرفة العليا، لأن فارق الأصوات له تأثير كبير في التموقع بالمناصب السيادية على مستوى الغرفة العليا. وعن استعمال المال الفاسد في هذا الاستحقاق ـ أضاف المتحدث ـ أن ذلك يبقى مرتبطا ببعض المناطق والأشخاص، وأن المصالح المختصة مؤهلة لإحباط مثل هذه المحاولات إن وجدت، مشيرا أن ولاية باتنة المجاهدة  لم تشهد هذه الظاهرة خلال الاستحقاقات الماضية بمختلف أنواعها لأن سمعة الأشخاص وانتمائهم السياسي تسبق الشكارة.

الأفافاس يعوّل على دعم الأحرار

وضمن هذا السياق، أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي لبجاية، مهني حدادو، ومترشح جبهة القوى الاشتراكية لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، في تصريح لـ"المساء" أنه يوجد بالولاية مترشحين لمنصب السيناتور، حيث يعوّل الحزب على دعم الأحرار له من أجل خوص هذا الاستحقاق والاحتفاظ بمنصب الولاية في الغرفة العليا. وأضاف المتحدث أن العدد الإجمالي لمنتخبي الآفافاس بالولاية يقدر بـ319 منتخب منهم 304 منتخب من المجالس الشعبية البلدية و15 منتخبا بالمجلس الشعبي الولائي، مقابل 625 منتخب من القوائم الحرّة، في حين تقدر الكتلة الناخبة بالولاية بـ756 منتخب يتنافس عليها 8 مترشحين، هذا بدون احتساب البلديات 4 التي لم تجر فيها الانتخابات المحلية الماضية.

"حركة البناءتتحدث عن مزاد لشراء الأصوات

ويرى العضو القيادي في حركة البناء الوطني، كمال بن خلوف، في تصريح لـ"المساء" أنه من الصعوبة بمكان مراقبة تسلل المال الفاسد في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، مشيرا إلى أن" بعض المترشحين يستعملون اليوم المال من أجل  الظفر بأصوات المنتخبين، موضحا أن المعلومات التي تتوفر لديه تشير الى وجود عروض قدرها 600 الف دج للصوت الواحد".كما انتقد بن خلوف، الطريقة التي تمت بها دراسة الملفات-حسبه- على مستوى السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات.

حمس:وعود لكس بأصوات المنتخبين

ودائما في إطار الأساليب التي يلجأ إليها بعض المترشحين للظفر بدعم أوفر وضمان أصوات الناخبين المنتخبين  يوم الاقتراع الخاص بالتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، قالت العضو القيادي في حركة مجتمع السلم، فاطمة سعيدي، لـ"المساء" أنه بالإضافة الى استعمال المال الفاسد من قبل بعض المترشحين من "عديمي الضمير"، هناك أساليب أخرى تستغل كأوراق تأثير على سريان الاقتراع ومنها وعود بالانتداب بمنح المترشح لمناصب للمنتخب المحلي برئاسة اللجان البلدية أو الولائية الهامة التي تمر عليها المشاريع المهمة، وعادة ما يحدث هذا في البلديات التي لم تجر بها بعد المداولات لتوزيع رئاسة اللجان وغيرها .

وتظهر أهمية الانتداب في رئاسة الهياكل ـ حسب المتحدثة ـ في الراتب والامتيازات التي يتحصل عليها المنتخب بالمجلس المحلي ولائي أو بلدي، سيما في اللجان الهامة التي تمر عليها دراسة المشاريع المهمة وخاصة في البلديات الغنية التي لديها مداخيل هامةهذا، ويبقى انخراط المواطن والمجتمع المدني ووعي المنتخبين المحلين، الفيصل في ضمان نزاهة الاقتراع الخاص بالغرفة العليا لضمان استكمال وتجديد المؤسسات في إطار الشفافية والنزاهة، في ظل تأكيد رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، بأن الهيئة لن تتسامح مع أي تجاوز، والاقتراع سيكون شفافا ونزيها في كلّ الحالات والأحوال.