في فيلم جديد

دنزل واشنطن يجسّد ماكبث شكسبير

دنزل واشنطن يجسّد ماكبث شكسبير
  • القراءات: 573
وكالات وكالات

في وقت سابق، حسم الممثل البريطاني دانيال كريج خطوته المقبلة بعد آخر مشاركة له في سلسلة أفلام العميل السري البريطاني جيمس بوند. وصرح كريج بأنه سيقدم أشهر شخصيات شكسبير شخصية ماكبث، الجنرال القاتل الطموح، وذلك على مسارح برودواي العام المقبل، بعدما قدّم شخصية بوند للمرة الخامسة في فيلمه الجديد "نو تايم تو داي" (لا وقت للموت)، الذي كان العرض العالمي الأول له أواخر عام 2021 في لندن. استعادةُ شخصية شكسبير الشهيرة لم تكن حكرا على كريج في الإنتاجات الجديدة. ففي السينما تقدَّم شخصية ماكبث في فيلم جديد بعنوان "ذي تراجيدي أوف ماكبث"، يقتبس مسرحية شكسبير وبطلها وعوالمها بشكل مغاير، في عمل مثير، سواء في طرحه للقصة أو الطريقة التي صوّر بها، والتي تعيدنا إلى كلاسيكيات هوليوود والسينما العالمية

ومنذ أن ابتكر شكسبير شخصية ماكبث قبل أربعة قرون، لم يجسدها أحد من عيار دنزل واشنطن، الذي يجسد هذه الشخصية في الفيلم الجديدوقد حصل النجم الحائز جائزتي أوسكار. ويُعتبر من أهم الممثلين في عصره على ترشيحات لمعظم الجوائز السينمائية المقبلة، عن دوره في "ذي تراجيدي أوف ماكبث"، الذي بات متوافرا اعتبارا من الجمعة عبر "آبل.تي.في"وقد يبدو عمر كل من دنزل واشنطن (67 عاما) وفرانسيس ماكدورماند (64 عاما) التي أدت دور الليدي ماكبث، عائقا أمام ولادة وريث لمملكتهماويقول واشنطن: "هما متعبان وأكبر سنا"، موضحا أن الوقت الذي يمر يلعب دورا كبيرا في هذه النسخة، ويدفع الشخصيتين نحو الشر والجنون. ويضيف: "الشخصيتان تفكران على النحو الآتي: لقد حان وقتنا، وهذا حقنا؛ أعطونا إياه".

وهل كان الممثل الذي يقاتل الأعداء بالسيف مرتين في الفيلم، ليؤدي هذا الدور، بشكل مختلف، قبل عشرين أوثلاثين عاما؟

يجيب واشنطن مبتسما: “لربما كنت استخدمت قدراتي البدنية أكثر، ولما كانت أعاقتني الحال التي بلغتها ركبتايَ في هذه المرحلة من حياتي"أما كون دنزل واشنطن أسود البشرة ومثله كوري هوكينز (33 عاما) الذي يؤدي دور عدوه في الفيلم ماكدوف، فلا يتوافق مع السياق التاريخي لقصة من المفترض أن أحداثها تدور في اسكتلندا خلال القرن الحادي عشر، لكن هذا التفصيل ليس جديدا في اقتباسات ماكبث؛ إذ قدّم أورسون ويلز، على سبيل المثال، نسخة من المسرحية عام 1936، كان جميع الأبطال فيها من السودوقال واشنطن خلال حلقة نقاشية مع الصحافة: “من المؤكد أننا متنوعون. وأعتقد أن هذا الأمر ممتاز"، مضيفا: "في رأيي المتواضع، يجب أن نصل إلى مرحلة لا ينبغي أن نتحدث فيها عن التنوع كما لو كان أمرا غريبا". وأضاف: "هؤلاء الشباب مهما كان لون بشرتهم، سواء أكان أسود أم أبيض أم أزرق أم أخضر، موهوبون جدا، ويتمتعون بمهارات عالية، ولهذا السبب وصلوا إلى هذه المرحلة". ويقول هوكينز: "لا يمكنني تغيير بشرتي ولا شعري، لكن ما أستطيع فعله هو أن أكون جيدا حيث لم يكن يُتوقَع أن أكون".

واختار المنتج والمخرج جويل كوين أن يكون فيلمه بالأبيض والأسود، وبصيغة الصورة شبه المربعة التي كانت تُعتمد في نهاية حقبة السينما الصامتة، مكتفيا بالحد الأدنى من المؤثرات الصوتية، مما يضفي على الفيلم نكهة بدايات هوليوودوسبق أن عُرضت نسخ سينمائية من "ماكبث"، أنجزها مخرجون كبار على غرار أورسون ويلز وأكيرا كوروساوا ورومان بولانسكي. ويؤكد واشنطن أنه لم يشاهد إطلاقا أيا من هذه النسخ، بل تجنبها عمدا لكي لا يفكر هل سيستطيع تقديم نسخة أفضل منها. ويضيف الممثل الذي تكون شخصيته في "ماكبث" هادئة قبل الوقوع في الغضب والطموح ثم الجنون، "لم أكن أرغب في أن يؤثر ذلك على أدائي، لذلك أقبلت على الدور بمخيلتي، وبنظرة جديدة"ولم يكن ماكبث الشخصية الأولى التي يؤديها واشنطن لشكسبير، بل أدى دور "يوليوس قيصر" في برودواي. وظهر في فيلم "ماتش أدو أباوت ناثينغ" للمخرج كينيث براناه.

ويأمل كوري هوكينز أن يرغب الأولاد المنتمون إلى الأقليات في الاطلاع على أعمال شكسبير بعد مشاهدة الممثلين السود الآخرين في الفيلمويقول: “قد يثير هذا العمل فضولهم”. ويتابع: “نعم يحب السود شكسبير؛ نحبه من دون معرفة ذلك؛ لأن هنالك الكثير من الإشارات إليه في الأغنيات والثقافات التي نحبها|. ويقول هوكينز: "نملك شكسبير بقدر ما يملكه الآخرون".