رغم الإقصاء المبكر للخضر من "كان" 2021

لنرفع المعنويات والهمم

لنرفع المعنويات والهمم
  • القراءات: 386
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

خرج الفريق الوطني من الباب الضيق في نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي تتواصل أطوارها في الكاميرون، فلا عذر لنا لإخفاء هذه الحقيقة المرة، التي نتجرعها الآن، لسنا الوحيدين الذين تفاجؤوا بهذا الإقصاء المبكر، بل وحتى الاختصاصيين والملاحظين الأجانب الذين راهنوا على إمكانية احتفاظ "الخضربلقبهم القاري، وإضافة إلى سجلهم، النجمة الثالثة. لو بلغنا الأدوار المتقدمة من المنافسة وتم إقصاؤنا، فإن الأضرار المعنوية تكون بأقل حدة، لكن الإقصاء بهذه الكيفية أحدث لنا وجعا كبيرا، حقيقة لا يمكن إنكارها، بل لا يمكن إيجاد لها مبررات، لأن هذه الأخيرة ستكون واهية إذا ما ربطناها بحرارة الطقس وارتفاع نسبة الرطوبة وسوء الحظ، ومشاكل أرضية ميدان "جابوما"، فهي عوامل يشعر بها كل لاعبي المنتخبات الإفريقية المشاركة في هذه الدورة، ولا يمكن جعلها استثنائية على اللاعبين الجزائريين. 

اليوم خرجنا من الدور الأول بعد تتويجنا في 2019، وكأن التاريخ يعيد نفسه، لما فزنا بالكأس الإفريقية سنة 1990، ولم نبلغ الدور الثاني في دورة زنغيشور سنة 1992، وسواء جماعيا أو فرديا، ظهر الفريق الوطني بشكل سيء، فلم نتعرف على نجومه ولا على خطته التي كانت عقيمة، وسجلنا هدفا يتيما من تسعة أهداف، ظللت تقديراتنا. بلماضي حاول إعطاء دم جديد لتشكيلته، بإقحام اللاعب سعيد برحمة واستخلاف بن العمري المصاب بعبد القادر بدران، إلى جانب إعادة زروقي إلى منصبه الأصلي، أمل كبير كان يحذونا قبل انطلاق المباراة ضد كوت ديفوا، وظننا أن "كومندوس" جمال بلماضي استوعب الدرس مما حدث له أمام سيراليون وغينيا الاستوائية، وسيسحق "الفيلة"، لكن العكس هو الذي حدث، لنتلقى الضربة القاضية أتت على كل أحلامنا في هذه الدورة، التي أرجعتنا إلى أرض الواقع، وهو ضرورة إعادة النظر في التعداد الموجود حاليا بين أيدي الناخب الوطني، لأن صراحة، بعض اللاعبين لم يعد لديهم المستوى الفني ولا البدني للاستمرار مع الفريق الوطني.

لقد فقد أكثرهم أحقيتهم في حمل الألوان الوطنية من جديد، ولا يمكن لهم أن يتمسكوا بحلم المشاركة في الدورين الأخيرين لنهائيات كأس العالم 2022، الشيء المؤكد منه، أن المدرب جمال بلماضي لن يتهرب من مسؤولياته في الكشف عن الأسباب الحقيقية، التي كانت وراء الفشل الذريع للخضر في دورة الكاميرون، من أجل تجديد صراحته المعهودة مع الرأي العام الوطني، الذي لن يتوان في مطالبته بتأكيد أو نفي الإشاعات، التي تتحدث بحدة عن وقوع صراعات بين بعض اللاعبين، بل ذهبت هذه الإشاعات إلى حد القول، بأن الناخب الوطني لم يعد يسيطر على مجموعته.

يتعين الآن، التوقف عن التحسر على ما حدث لنا في الكاميرون وطي بسرعة، صفحة تلك المشاركة التعيسة، بتجديد الثقة في المدرب جمال بلماضي، والوقوف خلف المنتخب الوطني مهما كانت التغييرات، التي ستحدث في صفوف تعداده، فليس هناك فائدة من مواصلة الانتقاد الهدام، ونحن على بعد شهرين أو أقل من انطلاق مباريات السد الخاصة بالمونديال القطري، فالوقت كفيل لرفع المعنويات والهمم، لأن فريقنا الوطني مهما كان ثقل المتاعب التي عانى منها في الآونة الأخيرة، يبقى كبيرا بسجله الثري الذي قارب الرقم القياسي في عدد المباريات بدون انهزام. التأييد الأول للمنتخب الوطني ولمدربه جمال بلماضي، جاء من الدولة، بلسان رئيسها السيد عبد المجيد تبون، الذي جدد الثقة في المدرب بلماضي والتشكيلة الوطنية، والعبرة نأخذها من هذا السلوك الوطني، لكي نخوض المباريات المتبقة من تصفيات المونديال، بإرادة وعزيمة لا يمكن قهرهما.