إثر الاحتجاجات الجزائرية والإيفوارية

‘’الخضر" و’’الفيلة" في آخر مباراة تنظَّم على ملعب "جابوما"

‘’الخضر" و’’الفيلة" في آخر مباراة تنظَّم على ملعب "جابوما"
  • القراءات: 885
ع. إسماعيل ع. إسماعيل

أخيرا، كان للاحتجاجات الجزائرية عن سوء أرضية ملعب "جابوما" بمدينة دوالا، الأثر الإيجابي لاستمرار أطوار كأس أمم إفريقيا المنظمة حاليا في الكاميرون، في أحسن الظروف؛ إذ إن الملاحظات التي صدرت من هنا وهناك، دفعت، أخيرا، باللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إلى التحرك للنظر في مسألة ملعب "جابوما"، وما نجم عنها من مشاكل، بسبب تنظيم المباريات على أرضيته، لا سيما بعد صدور ردود أفعال، كانت أغلبها تصب في ضرورة حماية اللاعبين من التعرض لخطر الإصابات، وعدم إمكانية تقديم عروض كروية جميلة، قد تؤدي بفريقهم إلى الإقصاء من المنافسة.

وقد اجتمعت لهذا الغرض اللجنة التنفيذية لـ "الكاف"، واتخذت قرارا سليما، يقضي بعدم إجراء مباريات الكأس على أرضية ملعب "جابوما"، لا سيما أن لجنة المنافسة كانت تنوي إجراء بعض مباريات الدور ثمن النهائي، في ذات الملعب.

قرار اللجنة التنفيذية لـ "الكاف" جاء كتحصيل حاصل لاحتجاجات الجزائريين، وحتى الإيفواريين، الذين طالبوا بنقل المباراة التي تجمعهم اليوم، بالفريق الوطني الجزائري، إلى ملعب آخر، لكن الكاف قررت أن تكون المواجهة بين الخضر والفيلة، آخر لقاء يجري على أرضية ملعب "جابوما"، الذي سيكون مسرحا لمباراة حاسمة تجمع الفريقين الجزائري والإيفواري.

تشكيلة المدرب جمال بلماضي ستكون مضطرة لتحقيق الانتصار في هذا الموعد لكي تمر إلى الدور ثمن النهائي بالرغم من أن مهمتها تبدو صعبة للغاية بسبب عائق أرضية ميدان جابوما، وقوة المنافس الإيفواري، الذي سيحاول، هو الآخر، فرض نفسه على منافسه الجزائري لتفادي حسابات النقاط المؤهلة، إذ إن فريق الفيلة تعادل في مباراة واحدة، وفاز في أخرى.

ودائما في ما يخص مباريات المجموعة الخامسة، ستكون أنظار الرياضيين مشدودة، اليوم الخميس، إلى ملعب ليمبي بمدينة دوالا، الذي سيجمع مباراة فاصلة في التأهل إلى الدور ثمن النهائي، ينشطها منتخبا سيراليون وغينيا الإستوائية. 

إيتو وأنطوان بيل يحاولان إخفاء حالة الملعب الكارثية!

أزعجت تصريحات لاعبي المنتخب الوطني ومدربهم جمال بلماضي بشأن سوء أرضية ملعب جابوما بمدينة "دوالا"، أزعجت كثيرا الهيئات الكروية الكاميرونية بالرغم من أن الملعب المذكور ظهر للعيان أنه لا يصلح لاحتضان مباريات كأس أمم إفريقيا.

رد فعل الكاميرون جاء على لسان صامويل إيتو، النجم الدولي السابق والرئيس الحالي للهيئة الفيدرالية لكرة القدم الكاميرونية، الذي حاول في تصريحاته الأخيرة، الدفاع عن صلاحية ملعب "جابوما" بالرغم من أن كثيرا من الأطراف الرياضية التي تتابع بعين المكان مباريات المجموعة الخامسة من هذه الكأس الإفريقية، أجمعت كلها على الصعوبات التي يجدها اللاعبون للسيطرة على الكرة فوق أرضية  الميدان التي تكثر فيها الحفر، بينما بعض مساحاتها خالية من العشب الطبيعي.

صامويل إيتو بدا في تصريحاته غاضبا جدا على ملاحظات الجزائريين حول حال ملعب "جابوما". وسعى إلى التقليل من حدتها، حيث قال بلهجة شديدة، إن منتخب غينيا الاستوائية فاز باستحقاق فوق أرضية الملعب التي يشكو منها الجزائريون. وبدا الرئيس الحالي للاتحادية الكاميرونية، فاقدا لصواب كلامه عندما قال: "إن الجزائريين تناسوا أن أحسن ملعب لديهم لا يصلح حتى لزرع البطاطا!".

ولم يكن صامويل إيتو الوحيد من بين الكاميرونيين، الذي حاول إخفاء حقيقة مساوئ أرضية ملعب "جابوما"، حيث حذا حذوه الحارس الدولي الكاميروني السابق جوزيف أنطوان بال، الذي قال إن جمال بلماضي أربك لاعبي فريقه، عبر إثارة حالة ملعب "جابوما" ، محملا المدرب الجزائري مسؤولية إخفاق اللاعبين الجزائريين في مباراتهم ضد منتخب غينيا الاستوائية. وقال أنطوان بيل بتأسف كبير: "الأمر المزعج، أن الجزائريين هم الوحيدون في هذه الدورة، الذين يشتكون، فليست الأرضية ما يحول دون تسجيل مخالفة أو ضربة جزاء؛ ألم يلعب أفارقة شمال إفريقيا في إفريقيا الوسطى؟! يقضون وقتهم في الشكوى من كل شيء، كحرارة الطقس، والشمس، والرياح، والجمهور، فهم لا يقدمون الأفضل، لأنهم يجدون الكثير من الأعذار!".

وسواء صامويل إيتو أو أنطوال بيل، فإن كليهما حاول إخفاء وضعية أرضية ملعب "جابوما"، الذي لم يثر حالته فقط الجزائريون، بل كثير من الملاحظين الرياضيين، الذين يتابعون بعين المكان، مباريات المجموعة الخامسة، التي تضم منتخبات الجزائر، وكوت ديفوار، وسيراليون، وغينيا الاستوائية، فضلا عن صور لحالة الملعب، التي تناولتها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أظهرت عمالا كاميرونيين يقومون بأعمال ترميمية لأرضية ميدان ملعب "جابوما"الشبيه بمزرعة!