.. للوفاء عنوان

بوزيد يستذكر التشكيلي الراحل قاسمي

بوزيد يستذكر التشكيلي الراحل قاسمي
الفنان النحات عبد الرزاق بوزيد
  • القراءات: 751
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الفنان النحات عبد الرزاق بوزيد لـ "المساء"، إنه وجد صعوبة في جمع أعمال الفنان الراحل أسامة قاسمي، لتنظيم تكريم له بدار الثقافة ببرج بوعريريج، نظرا لسخاء هذا الفنان الذي رحل في أوج عطائه وشبابه (29سنة)، من خلال إهداء لوحاته لكل من يطلبها. أضاف بوزيد لـ "المساء"، أنه لم يجد أعمال الفنان قاسمي حتى في بيته العائلي، فوجه إعلانا لكل مالك للوحة من لوحات الفنان الراحل، لإعارتها منظمي هذه التظاهرة، فكان ذلك. وتم تنظيم هذا المعرض بدار الثقافة لبرج بوعريريج بحضور عائلته. وتابع أن خبر وفاة الفنان السنة الماضية، شكّل ضربة موجعة للفن التشكيلي في برج بوعريريج، وفي الجزائر برمتها، مشيرا إلى رحيل قاسمي عن عمر ناهز 29 سنة بعد إصابته بسكتة قلبية مفاجئة.

وعاد بوزيد إلى ظروف تنظيم هذا التكريم، فقال إنه كان يتجاذب أطراف الحديث مع التشكيليين وزميليه في العمل في دار الثقافة ببرج بوعريريج، زكريا مستاري وياسمينة بوخاري. وتحدثوا عن المرحوم، الذي كان يتسم بعدة صفات حميدة، حيث كان لا يبخل على أحد بأعماله إلى درجة خلو بيته العائلي من لوحاته، ليتم أخذ قرار جماعي بجمع أعماله، وتنظيم معرض له. وقد أُسندت لبوزيد مهمة البحث عن لوحات قاسمي، والإتيان بها، فنشر ملصقة، يطلب فيها إعارة أعمال الراحل له. كما اتصل بمعهد الفنون الجميلة بقسنطينة؛ حيث درس الفقيد هناك. وأكد بوزيد تفاعل البعض، وهو ما مكّنه من جمع 25 عملا. كما أُرسلت له بعض الصور لأعمال أسامة قاسمي الموجودة بفرنسا، مضيفا أن كل هذه الإجراءات جرت بموافقة من أهله بوساطة الفنانة ياسمينة بوخاري. بعدها، طرح بوزيد فكرة تكريم الفنان الراحل على مدير دار الثقافة ببرج بوعريريج، الذي رحب بها، ومد يد العون لتنظيمها. كما تبنى مدير الثقافة الفكرة، وقدم المساعدة أيضا.

أما الفنان المصور الفوتوغرافي خير الدين بلعلمي، فاهتم بإنجاز فيلم وثائقي حول أسامة قاسمي، بالاستعانة بشهادات أساتذته بقسنطينة، وزملائه وأصدقائه، في حين جرى توثيق أعمال الراحل في كتيّب صغير، بحكم أن كل اللوحات المعروضة بمناسبة هذا التكريم، ستعود إلى أصحابها. وتابع مرة أخرى أنه جرى تنظيم مسابقة رسم للصغار بعنوان "مسابقة الرسام الصغير قاسمي أسامة". وقد طُلب من الأطفال إعادة رسم بعض أعمال الفنان الراحل. وقد حضر التكريم أساتذة وطلبة معهد الفنون الجميلة، وبعض الفنانين من سطيف وبوسعادة، والعديد من الوجوه الفنية والثقافية المحلية أيضا، إلى جانب أفراد من عائلته طبعا. وتحدّث بوزيد إلـى "المساء" عن الكم الهائل من المشاعر التي تدفقت في ذلك اللقاء، الذي نُظم تحت شعار "يرحل الطيبون ويبقى الأثر".

للإشارة، وُلد الفنان أسامة قاسمي عام 1991 ببرج بوعريريج. أحب الفن. ومنذ صغره التحق بورشة دار الثقافة في سن مبكرة، حيث درس أبجديات الفن على يدي الفنان سمير بن سالم، ليلتحق بمعهد الفنون الجميلة سنة 2013، ويعود بعد التخرج إلى دار الثقافة كموظف (منشط ثقافي)، ثم يستقيل بعد فتحه وكالة إشهارية خاصة. كما تحصّل خلال مشواره الفني، على عدة جوائز محلية ووطنية، أهلته ليمثل الولاية في جوهانسبورغ جنوب إفريقيا، وفي قطر. وتوفي الفنان في 23 جويلية 2020 عن عمر 29 ربيعا. وخلّف وراءه العديد من الأعمال التي ترقى إلى المستوى العالمي بشهادة كبار الفنانين. وكان، دائما، ينجز أعماله تحت شعار "الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية".