منتدى الذاكرة يستحضر ذكرى رحيله بشهادات حيّة

محمد بلوزداد.. الرجل الأكثر ذكاء والأقل كلاما

محمد بلوزداد.. الرجل الأكثر ذكاء والأقل كلاما
  • القراءات: 496
ي.س ي.س

كفر بخروج المستعمر بالحوار.. وتوفي متمنيا سماع صوت الآذان

أقرّ مشاركون في منتدى الذاكرة الذي تناول أمس، موضوع تأسيس المنظمة الخاصة تكريما للفقيد محمد بلوزداد، في الذكرى الـ70  لرحيله الفضل الكبير لهذا المناضل الفذ في اندلاع الثورة التحريرية التي ولدت من رحم المنظمة السرية التي أنشأها.

واستعرض الأستاذ والباحث في التاريخ عمار رخيلة، في المنتدى الذي نظمته جمعية "مشعل الشهيد"، المسار النضالي لمحمد بلوزداد، الذي كان أول مؤسس ومسؤول عن المنظمة الخاصة، وهو الذي تولى مسؤولية لجنة شباب بلكور التابعة لحزب الشعب، وكان من منظمي مظاهرات ماي 1945 في الجزائر، مما جعله محل متابعة من قبل الشرطة الاستعمارية ليضطر الى الاستقرار في قسنطينة.

وأضاف المحاضر أن محمد بلوزداد، استطاع تأسيس قيادة أركان المنظمة الخاصة التي تكونت من خيرة شباب حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية المتشبع بالروح الوطنية، وكان له الدور البارز في دفع عجلة التحضير للعمل المسلح ضد المستعمر الفرنسي، حيث بدا ذلك واضحا في مؤتمر حركة انتصار الحريات الديمقراطية يومي 15 و16 فيفري 1947، الذي لعب فيه دورا كبيرا لتكوين جناح عسكري داخل الحركة.

وأشار المتحدث الى أن بلوزداد أقام في المنظمة الخاصة نظاما داخليا محكما، حيث تم خلال سنتين تجنيد شباب وتكوينهم فكريا وعسكريا، مشددا على أن الفقيد عاش من أجل الدفاع عن الأرض والهوية.وأكد المحاضر أن هؤلاء الشباب وعلى رأسهم محمد بلوزداد،  "استطاعوا بفعل روحهم الوطنية وتكوينهم السياسي، تأطير مجموعات من الشعب الجزائري والحصول على الأسلحة وإنشاء شبكات للاتصالات والاستعلامات، والقيام بالتالي بالعديد من العمليات الفدائية ضد الاستعمار التي حضرت لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة".

من جهته قال الأستاذ محمد لحسن زغيدي، إن بلوزداد عرف منذ نعومة أظافره بروحه الوطنية العالية وكرهه للاستعمار، حيث أظهر حنكة وكفاءة وذكاء في النضال من خلال انتسابه لحزب الشعب الجزائري عام 1943، في حي بلكور وأبان أيضا عن قدرة فائقة في قيادة الرجال وتعبئتهم تجاه القضية الوطنية، مشيرا الى أن بلوزداد "استطاع إعادة إذكاء شعلة الوطنية لدى الشباب الجزائري".واستدل الأستاذ في هذا السياق، بما قاله الراحل آيت احمد، في حق محمد بلوزداد، عندما وصفه بالرجل الأكثر ذكاء والأقل كلاما في المكتب السياسي، مشيرا إلى أن تحفظه لا يعني عدم الاكتراث، بل كان ذلك ينم عن اهتمام مشبع بالتواضع والمحبة".

كما ذكر المتحدث بشهادة محمد عصامي، أحد مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية، عندما قال إن بلوزداد، كان مقتنعا بأن فرنسا لن تخرج من الجزائر عبر الحوار السياسي، بل بالسلاح الذي يعد اللغة الوحيدة التي يفهمها المستعمر، مما جعله يؤسس قيادة هيئة أركان المنظمة الخاصة بمساعدة حسين لحول، كما كان من بين أعضائها أحمد بن بلة وعمار ولد حمودة ومحمد ماروك وجيلاني رجيمي وبلحاج جيلالي ومحمد بوضياف وأحمد محساس، إضافة الى حسين آيت أحمد، الذي كان نائبا له.

ويعدّ محمد بلوزداد من مواليد 3 نوفمبر 1924، وتوفي يوم 14 جانفي 1952 بفرنسا عقب إصابته بمرض السل. ونقل عن بعض أقاربه بأنه توفي وهو يتمنى سماع صوت الآذان.