ضعف التطعيم في البليدة أعاد الوضع لنقطة الإطلاق

عزوف المواطنين أدى إلى فساد كميات كبيرة من اللقاح

عزوف المواطنين أدى إلى فساد كميات كبيرة من اللقاح
  • القراءات: 654
رشيدة بلال رشيدة بلال

كشف المختص في الأمراض المعدية، الدكتور عبد الحفيظ قايدي، تزامنا والدخول في مرحلة رابعة من انتشار الفيروس التاجي، عن تخصيص كل من مستشفى بوفاريك و«الفابور" و«فرانس فانون" للتكفل بمرضى "كوفيد 19"، تنفيذا لتعليمات مديرية الصحة، وتأتي هذه الخطوة الاستباقية، حسبه، من أجل تجنب جملة من المشاكل التي تم الوقوع فيها سابقا، لتسهيل عملية التكفل وتجنب العشوائية والفوضى. وحول الوضعية الوبائية، ومدى الإقبال على التلقيح، أمام تفشي فيروس المتحور "أوميكرون"، وإمكانية تلقيح الأطفال، قدم المختص عدة تفسيرات للوضع الوبائي بهذه الولاية.

قال الدكتور قايدي في رده عن سؤالنا حول الوضيعة الوبائية على مستوى ولاية البليدة “إن الفرق الطبية اكتسبت عبر المراحل السابقة التي عرفتها الجزائر، خبرة في التعامل مع الوباء والتكفل الاستباقي بالمرضى، خاصة ما يتعلق بارتفاع الحالات الوافدة وكيفية التعامل معها”، وحسبه، فإن المساعي جارية بالتنسيق مع مديرية الصحة، من أجل معالجة كل المشاكل التي يمكن أن تظهر، لتمكين الفرقة الطبية من العمل بأريحية، على الأقل من حيث توافر الوسائل الأزمة للتكفل بالمرضى من أسرة ومولدات الأكسجين.

وحول الوضعية الوبائية الحالية، أكد المختص أن “المواطنين لابد أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعي الصحي، لأن الفترات القادمة ستعرف تسجيل عدد كبير من المصابين، أو ما يعرف بمرحلة الذروة بالمتحور ‘أوميكرون’، الذي تشير الدراسات العلمية إلى أنه يختلف عن فيروس ‘دالتا’ من حيث سرعة الانتشار”، مما يعني، حسب المتحدث، أن عدد المصابين به سيكون كبيرا، بالمقارنة مع المتحور “دالتا”، مشيرا إلى أنه رغم أن فيروس “كوفيد” المتحور في شكل “أوميكرون” أقل خطورة من المتحور “دالتا”، إلا أن هذا لا يمنع من اتخاذ التدابير الصحية والتقيد بكل ما يوصي به البروتوكول الصحي لكسر سلسلة العدوى.

ضعف التلقيح يؤزم الوضعية الوبائية

أشار المختص في الأمراض المعدية، إلى أن الإحصائيات المعلنة عنها من طرف مديرية الصحة بولاية البليدة، تشير إلى تلقيح 300 ألف شخص فقط، وهي نسبة ضئيلة جدا، وأن النسبة ضعيفة على مستوى كامل التراب الوطني. موضحا أن من الانعكاسات السلبية لضعف التلقيح، ترتب عنا انتهاء مدة صلاحية عدد كبير من جرعات التلقيح، بسبب عدم وجود رغبة في التلقيح من المواطنين، مما يعني أن مصالح الصحة قد تكبدت خسائر جراء هذا العزوف، وأن المواطن لم يتحمل مسؤولياته اتجاه الدور الذي كان يجب أن يلعبه من حيث الوعي وإجراءات الصحية، لكن للأسف الشديد يقول: “ما يتم ملاحظته، أن هناك خرق صارخ لكل التدبير الوقائية، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة”. مضيافا بقوله، إن ما يجد صعوبة في فهمه هو عدم تقبل المواطن لأهمية التلقيح، مع أن الأمر صادر عن منظمة العالمية للصحة وعلى سنة المختصين.

مؤكدا في سياق ذي صلة، أن تفشي جملة من المعتقدات الخاطئة أعاق عملية التلقيح، على الرغم من أننا، يقول: “لم نسجل منذ بداية التلقيح أي انعكاسات سلبية على المواطنين الملقحين”، وعلى العكس، يوضح “فإن الأشخاص الملقحين محميون بصورة كبيرة، وأن الوافدين على المؤسسات الاستشفائية يجاوز 95 بالمائة من غير الملقحين”.

العودة إلى التحسيس كفيل برفع الوعي

أشار المختص في الأمراض المعدية، إلى ضرورة العودة للتوعية بأهمية التلقيح، ووضع حد أمام المعتقدات الخاطئة التي لا تزال تعيق العملية، وحسبه “فإن الدول التي أحرزت تقدما في تلقيح مواطنيها، أبدت تخوفها من الدول التي لا تزال فيها نسب التلقيح ضعيفة، بالنظر إلى سرعة انتقال الوباء”، الأمر الذي يتطلب وفق المتحدث: “الرفع من مستوى الوعي الجماعي والإسراع في تلقي غير الملقحين لجرعات اللقاح، خاصة أن كل الأنواع متوفرة”، مشيرا إلى أن “مجتمعنا يصنف إلى ثلاث مجموعات، مجموعة ترفض التلقيح، ومجموعة لقحت بالجرعتين الأولى والثانية، أما المجموعة الثالثة فهي التي بادرت إلى تلقي الجرعة الثالثة، هذه الأخيرة التي سبق لنا كمختصين أن وجهنا لهم دعوة لإعادة إحياء المناعة، خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة، وكذا العاملين في القطاع الصحي”.

... تلقيح الأطفال محل دراسة

حول إمكانية تلقيح الأطفال، يرى المختص في الأمراض المعدية قايدي “بأن هذه الفئة التي يتراوح سنها بين 5 و11 سنة، بحاجة أيضا لأن تلقح، وهناك بالمناسبة، لجنة علمية تجتمع وتدرس إمكانية تلقيحها”، موضحا “أن فيروس كورونا أصاب مؤخرا فئة منهم”.

كما يجري وفق المختص: “التفكير في فتح مصالح خاصة للتكفل بالأطفال المصابين بالفيروس، غير أن الأكيد في انتظار الفصل فيما يتعلق بتلقيح الأطفال، الذين انتقلوا من مجرد حاملين للفيروس إلى مصابين به، تبقى المدارس مفتوحة ويراعى فقط ضرورة تطبيق البروتوكول الصحي، لتفادي تسجيل أعداد كبيرة منهم”، وحسبه “فقد تم تسجيل حالات مصابة بكوفيد 19، لكن في المقابل، هناك بروتوكول صحي يطبق لمنع تفاقم عدد الحالات، حيث يجري العمل بالتنسيق مع مصالح الصحة والتربية، لإعطاء صورة واضحة حول الوضعية الصحية للمتمدرسين”.