على خلفية الاعتداء على صحفيين جزائريين بدوالا

مسؤول كاميروني يؤكد: سنفعل كل شيء لإلقاء القبض على الفاعلين

مسؤول كاميروني يؤكد: سنفعل كل شيء لإلقاء القبض على الفاعلين
  • القراءات: 577
فروجة.ن/ (واج) فروجة.ن/ (واج)

أكد حاكم المنطقة الساحلية بدوالا، صامويل ديودوني، إيفاها ديبوا، أول أمس الخميس، أن المصالح الأمنية لن تدخر أي جهود من أجل إلقاء القبض على المعتدين على الصحفيين الجزائريين الثلاثة، سهرة الأحد الماضي بدوالا، تنقلوا لتغطية كأس إفريقيا للأمم-2021 (المؤجلة إلى 2022) بالكاميرون (9 جانفي- 6 فيفري).

أوضح المسؤول الأول على المنطقة الساحلية في ندوة صحفية، نشطها بدوالا رفقة سفير الجزائر الكاميرون، بومدين ماحي، أنه "منذ وقوع الحادثة، فتحت المصالح الأمنية بالكاميرون تحقيقا معمقا للتعرف على هوية المعتدين.. إنها حالة معزولة تماما ارتكبها هؤلاء السارقون.. وقد تم تسخير تعزيزات أمنية على مستوى الفندق الذي يقيم به الصحفيون الجزائريون.. لكن يجب اتخاذ إجراءات فردية تفاديا للتعرض لأي حادث".

كان ممثلو وسائل الإعلام الوطنية الثلاثة (محمد عيساني، إسماعيل محمد امقران ومهدي ضحاك) الذين حلوا بمدينة دوالا لتغطية "كان-2021"، قد تعرضوا إلى اعتداء بالسلاح الأبيض أمام الفندق الذي يقيمون به، سهرة الأحد الماضي.

كما دعا صامويل ديودوني إيفاها ديبوا، وسائل الإعلام إلى "عدم اتباع وسائل التواصل الاجتماعي" فيما يتعلق بمعالجة هذه القضية، والاعتماد على المصدر والمعلومة الموثوقة، وليس ما تروجه الشبكات الاجتماعية.. سنبذل كل ما بوسعنا للقبض على المعتدين."

غير أن المسؤول الكاميروني، تأسف عن استعمال هذه الحادثة من طرف بعض الأشخاص من ذوي النوايا "المبيتة"، بهدف النيل من صورة الكاميرون والتنظيم العام لـ«كان-2021".

وقال: "الأشخاص الذين استغلوا هذه الحادثة، يعملون على إفساد العرس القاري، وحتى لا تقام المنافسة في ظروف جيدة.. باسم الحكومة الكاميرونية، نعبر عن التزام رئيس الدولة، بول بيا، بمرافقة كاس أمم إفريقيا إلى نهايتها.. أعداء الجمهورية متواجدون في كل مكان. طموحنا هو إنجاح المنافسة.. يتوجب علينا تشجيع الصحفيين الثلاثة، إذ على الرغم من الاقتراحات التي قدمت لهم لتغيير الفندق الذين يقيمون به، إلا أنهم قرروا البقاء فيه، لإكمال جو الفرح.. هم متواجدون هنا كل يوم مُتفرغون لعملهم"، مضيفا "سنواصل التحقيقات إلى غاية العثور على الأغراض المسروقة".

سيكون تنقل محتمل للوفد الإعلامي الجزائري إلى مدينة ليمبي (الجهة الانغلوسكسونية الكاميرونية غير مستقرة من الناحية الأمنية)، لتغطية مباراة ثمن نهائي المنتخب الوطني، دعا المحافظ الصحفيين، إلى إعلام السلطات المحلية مسبقا بهذا التنقل، قائلا لهم: "إذا ذهبتم إلى ليمبي فواجبنا ضمان الحماية اللازمة لكم".

السفير ماحي: الملف تتابعه السلطات الجزائرية عن كثب

من جهته، أكد سفير الجزائر بالكاميرون، السيد بومدين ماحي، بأن السلطات الجزائرية تتابع عن كثب، بالتنسيق مع نظرائهم الكاميرونيين، قضية الاعتداء الذي استهدف مساء يوم الاحد الماضي بدوالا.

وأوضح السفير خلال ذات الندوة صحفية: "إننا على اتصال دائم مع السلطات المختصة لأشقائنا الكاميرونيين، من أجل متابعة هذه المسالة عن كثب، لاسيما تحديد وتوقيف مرتكبي هذا العنف، وقد تم إجراء اتصالات مع وزارة العلاقات الخارجية بالكاميرون، حيث أعرب الوزير مبيلا مبيلا، عن أسف حكومته بخصوص هذا الحادث المعزول، مشيرا إلى أن بلاده اتخذت جميع التدابير من أجل ضمان أمن مواطنينا المقيمين مؤقتا بالكاميرون، في إطار كأس أمم إفريقيا 2021، وهي القضية التي تولي لها السلطات الجزائرية اهمية كبيرة".

تجدر الإشارة إلى أن ممثلي الصحافة الوطنية، الذين كلفوا بتغطية كأس أمم إفريقيا 2021، ويتعلق الأمر بكل من (عيساني محمد واسماعيل محمد أمقران وضحاك مهدي)، قد تعرضوا لاعتداء بمحاذاة فندقهم، في مساء يوم الأحد الماضي، وتم تجريدهم من بعض الأغراض الشخصية، من بينها جواز السفر وثلاثة هواتف نقالة، كما تم نقل أحد الصحفيين إلى المستشفى من أجل العلاج.

أضاف أن "الهدف من وراء تنظيم هذه الندوة الصحفية، بالتنسيق مع السلطات الكاميرونية، يتمثل بشكل أساسي، في تسليط الضوء على هذا الحادث المؤسف والمعزول والتعبير عن وجهات النظر الجزائرية والكاميرونية في هذا الخصوص، وبمجرد إبلاغي بهذا الحادث، اتصلت بالسلطات المدنية والأمنية بدوالا من أجل التكفل الطبي بضحايا هذا الاعتداء، وتقديم الدعم والأمن الضروريين للجزائيين المتواجدين بالفندق الذي وقع فيه الاعتداء".

قبل أن يشير إلى أن "الحالة الصحية للصحفيين الذين تعرضوا للاعتداء قد تحسنت، ولا تثير الانشغال، حيث عاد جميعهم إلى عملهم كصحفيين معتمدين لتغطية هذا الحدث الرياضي القاري الهام".

ضمان أمن الصحفيين والمناصرين الجزائريين

في هذا الصدد، كشف المسؤول الأول عن ممثلية الدبلوماسية الجزائرية بياوندي، عن مضمون المبادلات بين وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة، ونظيره الكاميروني، لوجون مبيلا مبيلا، بخصوص هذا الاعتداء.

وأضاف قائلا؛ إنه "تم التأكيد خلال هذه المحادثات على ضرورة ضمان أمن المناصرين والصحفيين الجزائريين المتواجدين بالكاميرون، الذين جاؤوا لمشاركة إخوانهم الكاميرونيين فرحة وحماس كأس أمم إفريقيا التي طالما انتظرها الشعبان الشقيقان، كما عبر السيد لعمامرة لشقيقه مبيلا مبيلا، عن التضامن الثابت والراسخ مع الكاميرون من أجل تنظيم هذه المنافسة في التاريخ المحدد، ودعمها من أجل إنجاح تنظيم هذه الدورة القارية".

كما حرص السيد بومدين على "شكر نظيره الكاميروني للإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها في الوقت المناسب، ومن أجل ضمان أمن وسلامة مواطنينا (صحفيين معتدى عليهم)، وكذا الوفد الرسمي خلال هذه التظاهرة الكروية الإفريقية".

وشدد السيد ماحي في هذا الصدد، على ضرورة "تفادي بعض المناورات" التي تهدف إلى استغلال اسم الجزائر للمساس بعلاقاتها مع الكاميرون. أضاف سفير الجزائر بالكاميرون أنه "يجب تفادي بعض المناورات والتصريحات التي في غير محلها، وتهدف إلى المساس بالعلاقة التي تربط الجزائر بالكاميرون، أو محاولة استعمال اسم الجزائر لإثارة المشاكل مع إخواننا الكاميرونيين، وأن الهدف يتمثل في التأكيد بوضوح أننا نعرب عن تضامننا التام ودعمنا، كما دأبنا على فعله قبل هذه المنافسة، في الوقت الذي كانت بعض الهيئات والبلدان تحاول الحيلولة دون تنظيم هذه المنافسة القارية في الكاميرون، وقد صرحت الجزائر بكل هيآتها، أننا ندعم الكاميرون لتنظيم هذه الدورة، وأن البلد على استعداد لتنظيم هذا الحدث، أما اليوم فإن الكاميرون بصدد إنجاح رهانه".