فرسان الإرادة يتألقون في 2021

فرسان الإرادة يتألقون في 2021
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 762
ق٠ ر ق٠ ر

مرّة أخرى، صنعت رياضة المعاقين الجزائرية التميز، وكتبت مجددا صفحة مشرقة من صفحات الرياضة الجزائرية، من خلال النتائج الجيدة التي حققتها في 2021 سواء في الرياضات الجماعية أو الفردية، بفضل الحصاد الثري الذي أهدته للجزائر في منافسات ألعاب طوكيو البرالمبية، في مردود أكدت به نتائجها المحققة طيلة الدورات السبعة الأخيرة.

فبفضل مشوارهم الحافل بالألقاب خلال دورة طوكيو وحصاد جد وافر  بمجموع 12 ميدالية (4 ذهبيات، 4 فضيات، 4 برونزيات)، مدعم برقمين عالميين وآخرين خاصين بالألعاب وأربعة أرقام افريقية، تكون نخبة ذوي الهمم قد كتبت اسمها بأحرف من ذهب وارتقت بالجزائر لتكون ضمن ترتيب البلدان الـ30 الأوائل في الموعد البرالمبي من مجموع أكثر من 160 دولة مشاركة. هذه النتائج حظيت بإشادة كبيرة وبإعجاب التقنيين الأجانب واللجنة الأولمبية الدولية التي لم تتوان في تهنئة أبناء الجزائر على نتائجهم المشرفة. تألق رياضة فرسان الإرادة، لم يمر مرور الكرام، بل حاز على إشادة وتقدير واعتراف السلطات العمومية التي أثنت على هذه النتائج التي غطت نسبيا عن خيبة "الأصحاء".

واستحق رياضيو نخبة المعاقين "التكريم الذي خصهم به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي أكد لذوي الهمم أنه لن تكون هناك مستقبلا تفرقة بين نتائجهم وتلك التي يحققها الأصحاء، لأن كليهما يمثل الجزائر ولا مجال لوجود هذا التمييز بين رياضيين يرفعون جميعهم الراية الوطنية في المحافل الدولية". وقد أثر هذا العرفان والتقدير كثير في نفوس الرياضيين الذين اجمعوا على أن مثل هاته الالتفاتة من شأنها أن تزيدهم عزما وحرصا على التحليق بعيدا وإهداء الجزائر أثمن الميداليات في أعلى وأرقى المواعيد التنافسية.

مشاركة جزائرية مخيّبة في أولمبياد طوكيو

في المقابل، منيت الجزائر بخيبة أمل كبيرة جراء مشاركتها السلبية في أولمبياد طوكيو 2021، حيث لم تحصل على أي ميدالية، عكس بعض البلدان العربية  وغير العربية التي لا تملك تقاليد في رياضات النخبة. وأثارت هذه الانتكاسة جدلا كبيرا وسط المتابعين للشأن الرياضي الجزائري، حيث اعتبروا مشاركة النخبة الوطنية في طوكيو هي الأسوأ على الإطلاق، وسبق أن كانت النتيجة صفرية في أولمبياد أثينا، إلا أن عدد المشاركين كان أقل من العدد الحالي، لتبقى أولمبياد سيدني الأحسن في تاريخ الجزائر، حيث تم جلب خمس ميداليات.

وشاركت الجزائر في أولمبياد طوكيو بأربعة وأربعين رياضيا في مختلف التخصصات غير أن النتيجة كانت سلبية على طول الخط، وانكشفت معها أزمة رياضة النخبة في البلاد. وشكل الوفد المرافق المكون من 210 أعضاء علامة استفهام لدى الشارع الرياضي، واعتبروه وجها من أوجه الفساد الذي عمّ مختلف القطاعات بما فيها الرياضة، التي لا تزال حسب هؤلاء تمثل فرصة للسياحة والتبضع على حساب آمال الجمهور الرياضي الطامح إلى رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية.

"كورونا".. شماعة لتعليق الإخفاقات

ومع عودة الوفد المشارك من طوكيو، بدأ التراشق بالتهم وتحميل المسؤوليات بين رياضيين يشكون من غياب الإمكانيات الضرورية لتحضير منافسة من حجم الأولمبياد، ويتهمون مسؤولي الاتحادات واللجنة الأولمبية بالاستهانة بالرياضة عموما، وبين مسؤولين علّقوا كل شيء على جائحة كورونا والإغلاق، الذي أعاق عمل الرياضيين والهيئات المختصة.

ويبدو أن انسحاب العداء توفيق مخلوفي (1500 متر) في اللحظات الأخيرة قبل سفره المقرر إلى طوكيو بداعي الإصابة التي تجددت لديه، حطم آمال هيئة الرياضة التي كانت تراهن عليه لإنقاذ الموقف، وهو الذي تعوّد على حفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية في الأولمبياد.لكن اللافت أن الظروف الاقتصادية والمالية للبلاد، ألقت بظلالها على القطاع الرياضي، فقد كلفت المشاركة في أولمبياد طوكيو، حسب أرقام أولية، غلافا ماليا قدر بـ6 ملايين دولار، بينما قدرت في الأولمبياد الماضي بحوالي 18 مليون دولار، وهو ما انعكس على ظروف التحضير لمختلف الرياضيين ونفقاته. وظهر الارتباك على المشاركة الجزائرية وسوء التخطيط والبرمجة والاستشراف من خلال خسارة عدد من الرياضيين، أعلن عن إصابتهم بوباء كورونا في آخر المطاف قبل سفرهم إلى طوكيو من تركيا التي كانوا يتدرّبون فيها.

انسحاب فتحي نورين يأخذ بعدا سياسيا وايديولوجيا

كما فقدت الجزائر مشاركة فتحي نورين في رياضة الجودو، بعد قراره الانسحاب، كون القرعة أوقعته ضد خصم من إسرائيل، وهو الانسحاب الذي أثار لغطا كبيرا في الجزائر، حيث سجل انقسام بين مؤيدين ومعارضين، لكن غياب قرار مركزي حاسم بدا واضحا من خلال تصريحات المصارع.

وأخذ قرار فتحي نورين بعدا سياسيا وإيديولوجيا، بعد دخول قوى ومؤسسات على الخط بدعمها للمصارع وتنظيم تكريمات رمزية له، على غرار جمعية علماء المسلمين الجزائريين. وصرح المصارع للصحافيين عقب عودته من طوكيو بقوله أنه وبعد لإعلان عن القرعة، لم يجد أي مسؤول من الاتحادية أو اللجنة الأولمبية للتشاور حول القرار النهائي ، ولأن خطاب الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية، يتبنى قرار المقاطعة والتضامن مع القضية الفلسطينية، أعلن انسحابه من المنافسة. وفي حين، اتهم مدربه المصارع عمار بن يخلف مسؤولي رياضة النخبة بالتسيب والإهمال وسوء التخطيط، برر رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس اتحاد ألعاب القوى لوعيل النتائج المخيبة،  بقوله أن "وباء كورونا وغلق الأجواء أثرا كثيرا على المشاركة الأولمبية"، وهو المبرر الذي شاركه فيه وزير الشباب والرياضة السابق، لكن للرياضيين والفنيين يبقى لهم رأي آخر وهو أن "فيروس كورونا يصيب الجميع وليس الجزائريين فقط".