مسلسل انهيار البنايات الهشة بسكيكدة متواصل

المدينة القديمة تتهاوى وتساؤلات عن جدوى الترميمات

المدينة القديمة تتهاوى وتساؤلات عن جدوى الترميمات
  • القراءات: 772
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تَسببت رداءة الأحوال الجوية التي تجتاح سكيكدة منذ أول أمس، في انهيار جزئي لبناية فندق عتيق خال من السكان يقع بشارع العربي بن مهيدي الرئيس، على بعد أمتار قليلة من النزل البلدي. ولحسن الحظ لم يخلّف خسائر بشرية؛ إذ إن مكان الانهيار كان خاليا من المارة؛ حيث تدخلت، على الفور، مصالح الحماية المدنية بمعية المصالح الأمنية والبلدية، ليتقرر إغلاق الطريق في وجه حركة السير كإجراء احتياطي؛ خوفا من تواصل عملية الانهيار.

ومعلوم أن بناية الفندق المنهار جزئيا تعود إلى الحقبة الاستعمارية الأولى، التي كانت مصنفة، حسب مصادر "المساء"، ضمن الخانة الحمراء؛ حيث قررت والي سكيكدة حورية مداحي، هدم الجزء المتبقي للبناية؛ تفاديا لوقوع أي أضرار بفعل هشاشة البناية. كما انهار سقف غرفة مسكن يقع بـ 41 شارع مصطفى بن بولعيد بالحي الإيطالي العتيق، إلا أنه لم يتسبب في حدوث أي إصابة مع أنه أحدث هلعا كبيرا لدى قاطني المسكن. وتسببت الأمطار الغزيرة في تسرب المياه إلى العديد من السكنات الواقعة بالمدينة القديمة، بما فيها بعض سكنات الأقواس.

المدينة القديمة تتهاوى..

وتشهد العديد من البنايات القديمة بمدينة سكيكدة خلال الفترة الأخيرة، انهيارات وتشققات في جدران المنازل، التي لم تعد تصمد أمام العوامل الطبيعية، خاصة أن جلها يعود إلى الحقبة الاستعمارية الأولى، لتبقى المدينة القديمة بعاصمة الولاية، سواء تلك المتواجدة بالحي النابوليثاني أو السويقة أو على طول شارع علي عبد النور، عرضة للانهيارات. وقد استفادت المدينة القديمة من غلاف مالي ضخم قُدر بمليار دينار، لإعداد دراسة علمية دقيقة لـ 127 بناية قديمة، تضم في مجملها 604 مسكن، أُسندت لمكتب "آكويدوس" الجزائري - الإسباني؛ من أجل إعادة ترميم بنايات المدينة القديمة، مثلما رُممت مدينة برشلونة بإسبانيا، لكن بقي المشروع يراوح مكانه لأكثر من 3 سنوات من انطلاق أشغاله الكبرى، مباشرة بعد إخضاع تلك البنايات للدراسة التي استغرقت 15 شهرا، ومست ما يقارب 80 ألف متر مربع من المباني القديمة المتواجدة بشارع ديدوش مراد الرئيس.

وتم، كمرحلة أولى استعجالية، الشروع في تأمين البنايات المهددة بالانهيار؛ بغرض حماية المواطنين والسكان والتجار، تلتها عملية ترميم المباني المعنية، التي مست 4 عمارات تضم في مجملها 19 مسكنا و16 محلا تجاريا، ليتقرر، بعدها، إعادة إخضاع أكثر من 250 عمارة مصنفة في الخانة الحمراء، لخبرة ثانية، أُسندت للهيئة التقنية لمراقبة البنايات للشرق رغم أن العمارات نفسها سبق أن خضعت للخبرة الأولى من قبل مكتب الدراسات الجزائري الإسباني"آكويدوس" سنة 2012، وكان الغرض من إعادة إجراء تلك الخبرة، معرفة السكنات المهددة فعليا بالانهيار، حتى يتم التكفل بالعائلات في إطار عملية الترحيل التي أطلقتها السلطات المحلية منذ أكثر من سنة، ومست قاطني سكنات المدينة القديمة المصنفة في الخانة الحمراء.

تساؤلات عن جدوى مشاريع الترميم

خلال تواجدنا بموقع تهدّم البناية بشارع العربي بن مهيدي الأسبوع الماضي، ناشد العديد من المواطنين، من خلال حديثهم مع "المساء"، رئيس الجمهورية، إيفاد لجنة تحقيق، للوقوف على ما وصفوه بـ فضيحة ترميم النسيج العمراني القديم بسكيكدة، أمام رداءة الأشغال التي مست الحصة الأولى، وثانيا التأخر المسجل في المشروع، خاصة أن المبلغ الذي تم رصده كبير. ويتأسف من تحدثنا إليهم، لتبذير المال العام في أشغال لم ترق إلى المستوى المطلوب، أمام صمت الجميع... فهل سيُفتح ملف ترميم المدينة القديمة لسكيكدة؟