الجزائر تحيي اليوم العالمي للتطوع

السعي لتسجيل "التويزة" كتراث غير مادي

السعي لتسجيل "التويزة" كتراث غير مادي
  • القراءات: 1002
نوال جاوت نوال جاوت

تكريسا لثقافة التطوع والتلاحم المتجذرة في مجتمعنا وتراثنا الوطني، وتثمينا لطبيعة هذا النشاط الاجتماعي والسلوك الذي يترجم قيمة راقية في التكافل الاجتماعي، الذي يعكس صورة التراث غير المادي المتأصل في هويتنا الوطنية، أحيت الجزائر، أول أمس، الخامس ديسمبر، اليوم العالمي للتطوع، بتنظيم العديد من النشاطات التي حملت شعار "التويزة موروث ثقافي، بين الإرث والممارسة".

بالمناسبة، حضرت وزير الثقافة والفنون، وفاء شعلال، الفعالية الثقافية التي احتضنها قصر الثقافة "مفدي زكريا"، وضمت معرضا للعديد من الجمعيات الوطنية والمحلية التي تنشط في المجال الثقافي، بهدف استعراض تجاربها العملية فيما يتعلق بجميع أشكال العمل التطوعي وطبيعته وجوهره، على غرار جمعية "التويزة" لولاية الجزائر، جمعية "فقارة تغجمت" لحماية التراث لقصر ودغاع بأدار، وجمعية "الأمراض النادرة"، بحضور وزير الاتصال محمد بوسليماني، المفوضة الوطنية لحماية الطفولة مريم شرفي، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، ومستشار رئيس الجمهورية مكلف بالجمعيات الدينية والزوايا عيسى بلخضر.

في هذا الصدد، أشادت الوزيرة شعلال بأهمية التطوع، باعتباره "قيمة إنسانية عظيمة"، وأوضحت أن "وزارة الثقافة والفنون قررت ابتداء من هذه السنة، الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع، لما له من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، خاصة في أبعاده الثقافية والتراثية"، مؤكدة أن التويزة عادة اشتركت فيها جل مناطق الوطن، من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، كموروث توارثته الأجيال وحافظت عليه، لما يحمله من دلالات ثقافية واجتماعية عميقة، ومن الواجب حمايته وتثمينه، من خلال تسجيله كتراث ثقافي غير مادي. كما أثنت على أشكال التكافل والتضامن الاجتماعي الذي شهدته البلاد، بعد موجة الحرائق الأخيرة، من خلال الهبة التضامنية بين أفراد الشعب، معتبرة هذه المظاهر خير دليل على الانتصار المستمر للضوابط الإنسانية في الشعب الجزائري، وشددت على أن مثل هذه المبادرات تحقق الانسجام، وتعزز الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن. تابعت الوزيرة بالقول، إن التويزة "تحقق الانسجام وتعزز الوحدة الوطنية، وعليه علينا كحكومة ومجتمع مدني، العمل على حمايتها وتعزيز انتشارها، من خلال إحياء مكوناتها وتكييفها مع التطور المادي والتكنولوجي"، مضيفة أنه "من أدوات الحماية والتثمين، أن نسجل هذا الموروث كتراث ثقافي غير مادي"، ودعت الباحثين والأكاديميين إلى "الاهتمام بصفة مركزة بالموضوع".

شهدت هذه الفعالية، تنظيم المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان، مائدة مستديرة تناولت أهمية التطوع والتكافل، باعتبارهما رافدا تراثيا وسلوكا اجتماعيا وحضاريا يبرز العادات والممارسات التضامنية في الجزائر "التويزة انموذجا"، ودور الحركة الجمعوية في تثمين هذا الرافد، من خلال ما بذله التطوع في شقه الثقافي، على ضوء حملات الحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية كتجربة ميدانية، حيث ركزت الدكتورة مريم بوزيد من جامعة المسيلة، على تحليل مفهوم مصطلح "تويزة والممارسات" على المستوى الأكاديمي والدراسات الاجتماعية، فيما استعرضت الأستاذة فاطمة ديلمي من جامعة تلمسان، "مظاهر تويزة في الري الجزائري بين عالمي الرجل والمرأة"، كما شرح الدكتور نوح أحمد من غرداية، إشكالية "التويزة كموروث ومفهوم التطوع في القرن 21"، بينما تناولت الدكتورة فايزة رياش "دور الحركة الجمعوية في المحافظة والترويج للتراث الثقافي".