زيارة خاصة في ظرف خاص

الجزائر - فلسطين.. عروة وثقى للأبد

الجزائر - فلسطين.. عروة وثقى للأبد
  • القراءات: 864
مليكة .خ مليكة .خ

وزير الخارجية الفلسطيني: هذه هي أهداف زيارة الرئيس عباس

  حضور مركزي للقضية الفلسطينية في القمة العربية بالجزائر

تعزيز دور الجزائر بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية

تكتسي الزيارة الرسمية التي شرع فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى الجزائر منذ أمس، طابعا خاصا لتزامنها مع تطورات إقليمية ودولية متسارعة، بالإضافة إلى كونها تأتي على مقربة  من موعد انعقاد القمة العربية بالجزائر نهاية شهر مارس المقبل، والتي ينتظر أن تطغى تطورات القضية الفلسطينية على جدول أعمالها، وسط مواقف عربية متباينة بين رافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومؤيد له.

وكشف وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في هذا السياق أن زيارة الرئيس، محمود عباس، إلى الجزائر تهدف تنسيق المواقف بين فلسطين والجزائر، حتى تكون القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى في جدول أعمال القمة العربية.

وأضاف المالكي، في تصريح للإذاعة الجزائرية، أن الزيارة ستسمح بـ"التطرق أيضا إلى العلاقات الثنائية بين فلسطين والجزائر، فضلا عن دور الجزائر في الأمم المتحدة وفي بقية المنظمات الدولية والإقليمية". 

وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني التي تشمل أيضا عدة دول، أياما بعد احتفاء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث اغتنم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، المناسبة لتجديد التأكيد على دعم الجزائر لنضال الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المغتصبة، داعيا المجتمع  الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته التاريخية تجاه تمادي الاحتلال في تحدي الشرعية الدولية، ومناوراته لفرض سياسة الأمر الواقع والتملص من التزاماته، وإفراغ كل الاتفاقات من محتواها لتقويض مشروع إقامة الدولة الفلسطينية ذات سيادة على أراضيها".

وتزامن هذا الاحتفاء أيضا مع ذكرى الاعلان عن قيام دولة فلسطين بالجزائر يوم 15 نوفمبر 1988، التي شكلت نقطة تحول في مسار نضال الشعب الفلسطيني ، لتعزز هذه الخطوة رصيد المواقف الثابتة والداعمة للجزائر للقضية العادلة عبر مختلف المراحل والتطورات السياسية التي شهدتها الساحة الوطنية، كونها نابعة من عقيدة الكفاح والتحرر التي تضمنها بيان أول نوفمبر.

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه حملة التطبيع من قبل دول عربية مع الكيان الصهيوني، فضّلت الجزائر الثبات على موقفها رافضة الانسياق وراء هذه الموجة  من منطلق رفضها القاطع للمساومة بـ"شرف الأمة"، مثلما أكد على ذلك رئيس الجمهورية، في إحدى تصريحاته عندما أكد أن الجزائر لن تهرول نحو التطبيع ولا تباركه، كون القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب الجزائري "قضية مقدّسة" و"أم القضايا".

وحظي هذا الموقف الجريء لرئيس الجمهورية، في عز موجة التطبيع بالكثير من الارتياح لدى الشعب الفلسطيني، ما جعل مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية تختار العام الماضي، الرئيس تبون، شخصيةً العام نظير مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية التي عبر عنها أيضا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبرأي متتبعين فإن تمسك الجزائر برفع راية القضية الفلسطينية خلال القمة القادمة، وجعلها نقطة الارتكاز للتقارب العربي وتحقيق المصالحات والتصدي  للاحتلال الإسرائيلي وتغلغله في المنطقة والقارة الإفريقية، تعد إقرارا بالمسؤولية التاريخية المشرّفة التي يحسب لها في  هذا الظرف الحرج.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يجمع فيه متتبعون على أن الجزائر تعد البلد العربي المؤهل للمرافعة عن القضية الفلسطينية في كل الظروف، بالنظر لالتزاماتها المعنوية والمادية تجاه الشعب الفلسطيني.

وأكدت تقارير في هذا الإطار أن مساعدات الجزائر المالية المباشرة للفلسطينيين أخذت الحصة الأكبر من مساعداتها الخارجية، سواء في اطار القرارات المتخذة على مستوى مجالس الجامعة العربية المختلفة، أو من خلال المساعدات المالية التي بادرت بإعلانها بشكل منفرد، دون الحديث عن المساعدات العينية التي ترسلها الجزائر تباعا للشعب الفلسطيني، عقب كل عدوان إسرائيلي كان آخرها تقديم مساعدة  بقيمة 200 مليون دولار لإعادة إعمار مدن قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي خلفه الاجتياح الإسرائيلي لهذا الجزء من الأراضي الفلسطينية، إلى جانب المساعدات المختلفة التي تقدمها مؤسسات مالية وهيئات إنسانية عديدة تشارك الجزائر في تمويلها.

ويرى متتبعون أن الجزائر كانت وستظل سندا لفلسطين دون قيد ولا شرط ولا مزايدة ترويجية، من منطلق قناعتها أن الدفاع عن فلسطين واجب مقدّس والتزام مكرس ستتوارثه أجيال الشعب الجزائري بكل طواعية، كون الحق ونصرته عقيدة في العمق والوجدان الجزائري.