حرية العبادة لغير المسلمين مكفولة في إطار القانون.. بلمهدي:

مواجهة الخطاب الديني الوافد من الخارج حفاظا على الاستقرار

مواجهة الخطاب الديني الوافد من الخارج حفاظا على الاستقرار
  • القراءات: 1081
شريفة عابد شريفة عابد

كذب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس، بعض التقارير الأجنبية التي تحدثت عن وجود تضييق على ممارسة الحريات الدينية بالنسبة بغير المسلمين بالجزائر، "مؤكدا أن ممارسة الديانات وحماية دور العبادة للمسلمين ولغيرهم في الجزائر مكفول  في إطار القانون". وأشار في المقابل إلى أن ما هو محظور من قبل الدولة يخص النشاطات غير المرخص به حتى وإن كان لمسلمين من أصل جزائري، مبرزا من جانب آخر الاهتمام الذي توليه وزارته لتكوين الأئمة ورفع مستواهم التعليمي، حيث كشف في هذا الإطار عن مشروع لإنشاء مدرسة عليا للإطارات الدينية، تندرج أهدافها ضمن مواجهة كل أشكال الخطب الدينية الدخيلة، القائمة على مرجعيات غريبة على المذهب المالكي وعن قيم المجتمع الجزائري.

وأوضح الوزير، خلال جلسة عرض برامج القطاع في إطار مخطط عمل الحكومة، أمام لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، أن هناك ادعاءات  مغرضة من طرف بعض الجهات الأجنبية حول وجود تضييق في ممارسة العبادة لغير المسلمين بالجزائر، مشيرا إلى أن هذه الادعاءات "كاذبة وغير مؤسسة".

واستشهد بلمهدي، بجلسات الحوار التي يجريها دوريا مع الجمعيات المسيحية المعتمدة بالجزائر ومع القساوسة وممثلي الفاتيكان، موضحا أن  كل الجمعيات الدينية بما فيها المسلمة تخضع لترخيص لممارسة نشاطها بدور العبادة  التي تخضع هذه الأخرى للتنظيم في إطار القانون، "حيث يطال التوقيف أو المنع أية جمعية دينية أو جماعة تمارس عبادتها خارج الإطار القانوني" وأضاف الوزير، أن دائرته حريصة على إقامة منظومة دينية متماسكة متجانسة، قائمة على الوسطية والاعتدال، تستمد مرجعيتها من الموروث الثقافي الإسلامي، مشيرا إلى أنه "وتحقيقا لهذا الغرض، تم توحيد القراءة برواية ورش، إذ وزعت 200 ألف نسخة من المصاحف، مقابل سحب كل النسخ القرآنية التي تطبع خارج هذا اّلإطار. كما تم، حسبه، توحيد الأذان  وفق المرجعية الثنائية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الإعلام والاتصال، ممثلة في سلطة ضبط السمعي البصري، فضلا عن توحيد مناهج التعليم القرآني، الموجهة لأزيد من 900 الف تلميذ من طلبة القرآن الكريم.

كما تقوم لجنة الإفتاء، يضيف السيد بلمهدي، بتقديم التوجيهات والنصائح لكل المسلمين، مع مواجهة الخطاب الديني الوافد من خارج الجزائر، كونه لا يتطابق بالضرورة والمرجعيات التي تعتمدها الجزائر. فيما تم كذلك تكوين المرشدات الدينيات عبر 700 ندوة تم تنظيمها عبر الوطن، فضلا عن ايام تكوينية بمسجد باريس. وتطرق الوزير لمجال تشجيع السياحة الدينية بالجزائر بالتنسيق مع وزارتي السياحة والثقافة، من خلال الاعتناء بالمواقع الدينية الأثرية، وخص بالذكر مسجد "مهاجر بن دينار" بميلة ومسجد "عقبة بن نافع" ببسكرة، فضلا عن ضريح القديس الفاضل "أوغستين" بعنابة الذي حظي مؤخرا بزيارة  وفد رئاسي من إيطاليا. وكشف في هذا السياق، عن الإعداد لبطاقية وطنية للمعالم الأثرية، حتى تستغل في الترويج للسياحة الدينية، كما عدد المكاسب التي ستجنيها الجزائر من الزيارات السياحية التي ستخص مسجد الجزائر الكبير. وفي إطار التعاون في مجال التكوين، الذي تشرف عليها الجزائر مع دول الساحل الإفريقي، وتلقين الطرق المعتمدة بالزوايا، القادرية، التيجانية الكونتية، ذكر الوزير ببرامج التكوين التي يقدمها معهد عين ماضي حول الطريقة التيجانية لصالح الطلبة السنغاليين. كما يتم نقل نفس البرامج التي تطبق بمسجد باريس إلى طلبة أفارقه "وهي كلها قائمة على الاعتدال والوسطية".

وكشف بلمهدي عن إنشاء مدرسة عليا للإطارات الدينية قريبا، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لرفع مستوى الأئمة، أسوة بما هو معمول به في بعض الدول، كسوريا مثلا، مشيرا إلى أنه يمارس  مهمة الإمامة حاليا نحو 100 دكتور مع 170 متحصل على شهادة الماجستير وعدة من حاملي شهادة ليسانس. بالإضافة إلى هذا، أكد الوزير أن قطاعه يواكب مسار الرقمنة  والعصرنة، مشيرا إلى أن 57 دولة تتصل بالجزائر من أجل الاستفادة من دراسة القرآن الكريم عبر المنصات  الإلكترونية.

وفي مجال تعزيز الأملاك الوقفية وتثمينها وكذا تشجيع الزكاة، ذكر الوزير بعمل الديوان الوطني للزكاة والأملاك الوقفية، الذي سيتم تعزيز علمه مستقبلا بقانون لتطوير هذا الفرع المهم، لاسيما في ظل الاهتمام الذي يبديه المواطنون بهذا المجال. وأشار إلى أن البحث عن الأملاك الوقفية لا زلال جاريا، مسجلا وجود نزاعات كبيرة بشأنها، حيث أحصت الوزارة لحد الآن 1100 هكتار من الأراضي الفلاحية الوقفية، سيتم توجيهها للاستثمار.

من ناحية أخرى، تحرص وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حسب السيد بلمهدي على الاهتمام بالجالية الجزائرية بالخارج وتلقين أبنائها أسس الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية الأصيلة.

مستعدون لتنظيم شعيرتي العمرة والحج

أكد السيد يوسف بلمهدي، أن الوزارة "مستعدة تماما" لاتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتنظيم شعيرتي العمرة والحج في حال إقرار السلطات العمومية بفتح المجال لذلك.

وأوضح أن الوزارة لم تتوقف أبدا عن التحضيرات الخاصة بالشعيرتين حتى خلال فترة جائحة كورونا، مضيفا أنه "بالرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، إلا أن القطاع عمل على استمرار ترتيب كل ما يتعلق بأداء العمرة والحج فور عودة الأمور إلى طبيعتها". وأضاف أن ذلك تم "بالتنسيق مع السلطات السعودية وبالتعاون مع وزارات الشؤون الخارجية والصحة والداخلية"، كما يجري التنسيق للاستعداد الجيد لموسم أداء هاتين الشعيرتين، بالتنسيق مع الوكالات السياحية المعنية بتنظيم الرحلات.

وأكد السيد بلمهدي أن الوزارة تعمل على تحسين نوعية الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن انطلاقا من أرض الوطن ووصولا إلى البقاع المقدسة، قائلا أنه "في حال إقرار السلطات العمومية إعادة فتح تنظيم هاتين الشعيريتين، فإن آليات التنفيذ لتحقيق هذا الغرض سيكون على الخصوص من خلال ترقية دور الديوان الوطني للحج والعمرة"، مشيرا إلى أنه يجري العمل على "تحسين خدمة الإسكان الإلكتروني وخدمات النقل والإعاشة وبالفنادق والمشاعر مع تقييم الموسم"، إلى جانب ضمان "المرافقة المتواصلة" للوكالات السياحية المعنية بهذا الجانب.

القارئة صونيا بلعاطل ستحظى بالتكريم الذي يليق بها

أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن القارئة صونيا بلعاطل، التي شرفت الجزائر في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، بدبي (الإمارات العربية المتحدة)، "ستحظى" بالتكريم الذي يليق بها.

وأشار بلمهدي، إلى أنه أعطى تعليمات لاستقبالها فور عودتها لأرض الوطن من قبل لجنة مكونة من إطارات بالوزارة، مضيفا بأ القارئة صونيا بلعاطل التي أحرزت المرتبة الرابعة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم بدبي في طبعتها الخامسة، "شرفت الجزائر بتميزها في هذه المسابقة، مثلها مثل طلبة الجزائر المتفوقين في مختلف المسابقات الدولية لحفظ القران الكريم تستحق ‘التكريم والتشجيع’’.