في ختام دورتها الـ13... رابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل

شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لصد التطرّف

شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لصد التطرّف
  • القراءات: 474
س. س س. س

أكد المشاركون في اليوم الثاني والأخير، من فعاليات الورشة الإقليمية الـ13 لرابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل المنعقدة بالعاصمة النيجرية نيامي، على أهمية تحسيس المواطنين وخاصة النساء منهم حول مخاطر آفة الغلو والتطرّف الديني في الخطب ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والمدرسة.

وناقش المشاركون طيلة يومين الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في منطقة الساحل، والإمكانيات التي ينبغي أن تتاح لها للاضطلاع به في المجتمع على أكمل وجه.

وتم بالمناسبة تقديم مداخلات حول "دور المرأة في مجال الإصلاحات عبر تاريخ الحضارة الإسلامية"، ودورها "في مكافحة خطاب الكراهية" و"دور المرأة في مكافحة التطرّف"، مع عرض تجارب فعلية تبرز دور المرأة في مكافحة الراديكالية والتطرّف الديني في منطقة الساحل.

وفي كلمة له قرأها نيابة عنه المدير العام للديانة، عصمان الحاج زنايدو، أعرب وزير الداخلية واللامركزية النيجري، ألكاش الهادا، عن أمله في أن "تعكف الورشة على بعث تفكير بنّاء حول الموضوع، وأن تخرج بتوصيات قوية من شأنها تمكين دول المنطقة بعد تجسيدها من دعم وتعزيز إشراك المرأة في مكافحة الراديكالية والتطرّف العنيف".

ومن جهته أكد رئيس الرابطة أبكر ولر، في مداخلة له تم قراءتها نيابة عنه بهذه المناسبة، إن هذه الورشة "تشجع وتحتفي دائما بالنساء اللواتي يفرضن أنفسهن في مكافحة كل أنواع الراديكالية التي تمثل الخطوة الأولى نحو التطرّف  العنيف".

وشدد الأمين العام للرابطة، لخميسي بزاز، على ضرورة "إعطاء كل الوسائل المادية والمعنوية للمرأة لتمكينها من الاضطلاع بدورها في منع ظاهرة العنف".

وفي هذا الصدد اعتبر ممثل النيجر في المكتب التنفيذي للرابطة أن "المرأة تعتبر أحد العناصر القوية في المجتمع ، حيث لها دور فعّال في المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية"، مضيفا أنها "تعتبر كذلك شريكا يمكنه مواجهة كل الممارسات المنافية للإسلام".

وأشار المنسق المؤقت لخلية التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي وممثل الجزائر في هذه الآلية، إلى أنه بإمكان المرأة بالفعل أن "تلعب دورا حاسما في منع التطرّف ومكافحته، من خلال الدفاع عن تفسير معتدل للتعاليم الدينية داخل مجتمعاتها ومن خلال حماية مجتمعاتها وأفراد أسرها من أي انحراف ديني".

وأكد ممثل النيجر بالمكتب التنفيذي للرابطة إبراهيم موسى

سليمان، على هامش الورشة أن مكافحة التطرّف الديني لا تكفي للحد من انتشار هذه الظاهرة بما يستدعي اتخاذ كل الإجراءات العملية للوقاية منها.

وأضاف أن المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والمدرسة، تشكل فضاءات مناسبة للتحسيس حول الأخطار الناجمة عن التفسيرات الخاطئة للدين عبر نشر قيم التسامح والتعايش السلمي.

وشدد على أن التطرّف العنيف ليس فطريا، بل يخلق ويتغذى من تنظيمات إرهابية لاسيما عبر الفضاء السيبراني، وهو ما يجب مكافحته بوسائل مشابهة مثل شبكات الاتصال ووسائل الإعلام.

ودعا السيد سليمان، إلى وضع برامج تربوية مناسبة موجهة لا سيما للنساء لمواجهة التطرّف العنيف وتخفيف العناصر التي تغذّي هذه الظاهرة.

وأكدت جمعيات إسلامية نيجيرية، من جهتها على ضرورة الاستمرار في محاربة التطرّف العنيف والغلو "بلا هوادة"، من خلال إشراك المرأة في الوقاية من هذه الآفة.

وقال رئيس الجمعية الإسلامية ثقافة وتربية وسلم، ساني سابيو،  إن "جمعيته تناضل منذ عام 1997 لقطع الطريق أمام المتطرّفين من جميع الأطياف، وخاصة المتدينين من خلال استهداف الفتيات والأطفال على وجه الخصوص لغرس قيم الإسلام فيهم".

وأضاف سابيو، بإنشاء لجنة الحوار بين الأديان والبين دينية من أجل تعزيز السلم بين المسيحيين والمسلمين ومكافحة التطرّف العنيف".

وتضم الرابطة 11 عضوا من بينهم ثمانية دائمو العضوية في خلية التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي، وهي الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر ونيجيريا والتشاد، إضافة إلى الأعضاء الملاحظين الثلاثة في نفس الخلية وهي غينيا والسينغال وكوت ديفوار.