لجوء دول صناعية إلى مخزوناتها النفطية.. الخبير مهماه:

القرار أثاره محدودة على أسعار الخام

القرار أثاره محدودة على أسعار الخام
  • القراءات: 673
ق. إ ق. إ

توقع خبير شؤون الطاقة، بوزيان مهماه، أن يكون لجوء الولايات المتحدة الأمريكية ودول مستهلكة كبرى للنفط، إلى استخدام احتياطاتها الاستراتيجية لكسر الأسعار أثر ”محدود” على سوق النفط العالمية، دون أن يمنعه ذلك من دعوة دول مجموعة ”أوبك +” إلى مزيد من ”ضبط النفس” والثبات على استراتيجيتها في التعاطي مع تقلبات أسعار الخام وتأثرها من تبعات تفشي جائحة كورونا.

وقال مهماه، إن أثر اللجوء إلى الاحتياطات النفطية الاستراتيجية سيكون محدودا على أسعار الخام المتداولة في السوق العالمية، داعيا دول ”أوبك+” إلى توخي الحيطة لمنع كل مسعى للدخول مجددا في حرب براميل النفط، التي من شأنها تقويض كل الجهد التاريخي الذي قامت به وضحت من أجله”.

وأوضح أن استخدام الاحتياطات النفطية الاستراتيجية هدفه خلق حالة من ”تدافع هستيري بين المضاربين”، لإلقاء ما في أيديهم من ”براميل ورقية”، وبالتالي توفير ”طوفان من المعروض النفطي بنية التأثير سلبا على الأسعار المحققة.

وقال إن الأسواق النفطية تفاعلت إلى حد الآن بشكل مغاير لما كان متوخى من قرار هذه الدول، والتي تتعارض مع أهداف الشركات النفطية العالمية التي تقوم بتنفيذ أجنداتها وخططها الاستثمارية. وعرفت أسعار النفط أول أمس، ساعات بعد قرار الولايات المتحدة ودول أخرى الاستنجاد باحتياطاتها الاستراتيجية لمنع استمرار المنحى التصاعدي الذي عرفته أسعار الخام في الفترة الأخيرة.

فقد ارتفع سعر خام برنت بقيمة 2,61  دولار للبرميل ليبلغ 82,31 دولارا، في حين ارتفع سعر برميل خام تكساس بـ 1,75 دولار إلى 78,50 دولارا.

وأشار الخبير مهماه، إلى أن ”أوبك+” ظلت دوما حذرة في قراءتها لتطورات السوق النفط العالمية، خاصة وأن الموجة الرابعة لفيروس ”كوفيد-19” بدأت تضرب بقوة بما يهدد الاقتصاد العالمي بانكماش جديد. وأضاف أن هذه الوضعية تنبئ بـ"حدوث فائض في المعروض النفطي خلال الأيام القادمة، وليس وجود ندرة في إمدادات النفط، بما يستدعي الإفراج عن الاحتياطات النفطية الاستراتيجية”.

ولفت إلى أن المخاوف من فائض لا يمكن امتصاصه سوى من قبل المضاربين الذين يسعون إلى تنظيم أرباحهم عبر إعادة تجميع كل الكميات التي ستُعرض بعد إعلان البيت الأبيض عن سحب 50 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي وإعلان الهند عن الافراج عن 5 ملايين برميل من احتياطاتها بالتنسيق مع مستهلكين آخرين من بينهم الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وقال مهماه، إن لجوء هذه الدول إلى احتياطاتها الاستراتيجية للتأثير على الأسعار يستأهل الإدانة بسبب تنكره لتضحيات دول مجموعة ”أوبك+” التي قامت بعمل تاريخي غير مسبوق من خلال تنازلها عن حقها في إنتاج النفط، وعن ضخ قرابة 10 مليون برميل من النفط يوميا من حصتها الإجمالية بغرض إنقاذ أسواق النفط وإنقاذ الاقتصاد العالمي. وأضاف أن هذه ”التضحيات” جاءت في وقت تخلّفت فيه كبريات الاقتصاديات العالمية عن الالتحاق باتفاق المجموعة، حيث سارعت الدول الصناعية والمستهلكة للنفط بدلا عن ذلك إلى تعزيز خزاناتها الاستراتيجية بالنفط المتدنية أسعاره لتقوم اليوم، بجعله سلاحا ضد من أنقذ الجميع من حالة الانهيار المحتوم في أوج إعصار جائحة كورونا”.

وقال إن الاستنجاد بالاحتياطات يعد إعلان حرب ضد جهات محددة أو التصدي لحرب تشنها جهات ما، في حين أن الحرب الوحيدة التي ينبغي أن يصطف حولها الجميع هي الحرب الكونية ضد جائحة ”كوفيد-19”، بقناعة أن هذه الاحتياطات لم يكن هدفها خفض أسعار الخام لأن مسعى في هذا الاتجاه يتناقض مع الفلسفة الليبرالية في مختلف تجلياتها، ولا يتلاءم مع طبيعة هيكلة الأسواق الرأسمالية.