الدكتور مشري بن خليفة يطلق ديوانه الجديد

الشعر في "تجليات طين الصمت"

الشعر في "تجليات طين الصمت"
  • القراءات: 874
مريم. ن مريم. ن

أعلن الكاتب الدكتور مشري بن خليفة مؤخرا، عن نزول ديوانه الجديد "تجليات طين الصمت" عن دار "خيال" للنشر، قريبا، في المكتبات. ويُعد هذا الإنتاج الأدبي نوعا من الوفاء للشعر المترسخ في دواخل هذا الكاتب، قدّم من خلاله عصارة تجربة ممارسة نصية مختلفة، لها أبعادها المتعددة .

بعد عشرين سنة من صدور ديوانه الأول "سين" عن اتحاد الكتّاب الجزائريين والذي ترجمه إلى اللغة الفرنسية الشاعر والمترجم عاشور فني ـ وهو نتاج سنوات من القراءة والتمحيص والنقد لكل إنتاجه الشعري ـ اختار مشري خليفة بعض النصوص التي وجدها تمثل تجربته في الكتابة الشعرية، وحاول أن يختار نصوصا من ذلك الكم الكبير منذ نهاية السبعينيات إلى سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، والتي تمثل تجربته الشعرية، وتعبّر عن مرحلة التحول الشعري في الجزائر، التي شهدت تجربة شعرية مغايرة في مرحلة الثمانينيات، انخرط فيها الشعراء في الحداثة والبحث عن نص؛ من منطلق مرجعية مغايرة ومختلفة ورؤيا عميقة، تستند إلى الاختلاف والتجريب. ويقول بن خليفة: "بعد كل هذه السنوات يأتي ديواني الثاني الموسوم بـ "تجليات طين الصمت"، الذي أقدم فيه تجربة أخرى مغايرة ومختلفة في الكتابة الشعرية؛ نصوص تستند إلى تجربة ورؤيا، تبحث عن نص يتخطى ويتجاوز الراهن، وينبني على الفجوة مسافة التوتر، وهي تجربة تتضمن نصوصا من سنوات سابقة، اشتغلت فيها على مفهومي الرؤيا والتجربة، وهي قليلة، ولكن أغلب نصوص الديوان هي نتاج حالة توتر وبحث عن نص مختلف، كان الحراك الشعبي هو مفجرها، فجاءت النصوص متتابعة منذ 2019 إلى غاية 2021".

ويرى الكاتب أن ليس من السهل أن تنشر ديوانا شعريا؛ لأن قناعته أن الشعر ليس كتابة عادية ولا يتأسس على رؤية تقليدية يعاد فيها بناء النصوص وفق شروط مسبقة وأشكال جاهزة، وإنما الشعر رؤية وتجربة صراع بين الموت والحياة، تجربة عميقة جدا، يتشكل الشعر فيها في اللاشكل، وفي أشكال متعددة ومختلفة؛ لأنه في حقيقته استعارة كبرى، تخرج عن العادي وعن البلاغة والخطابة، وكل ما هو جاهز.  الشعر في جوهره ـ حسب الدكتور بن خليفة ـ بحث دائم عن ذلك التضاد والاختلاف والتشظي، ويعبّر عن عمق الإنسان. ويضيف الكاتب: "إن هذه التجربة التي أقدمها للقارئ الكريم، هي محاولة للقبض على لحظة الشعر الهاربة دوما من التحديد. أتمنى أن يجد القارئ في قراءته لهذه النصوص، الإضافة. وفي تقديري، فإن النص بالأساس يبحث عن قارئ، بإمكانه النفاذ إلى عمقه".

ويواصل التعليق: "إن هذا الديوان الذي يأتي في زمن أصبح فيه الشعر محاصَرا بالسرديات المتعددة، حتى إن البعض كرس مفهوما جديدا؛ بأن هذا العصر هو عصر الرواية ولا مكان فيه للشعر، ولكن في تقديري وتصوري الراسخ، فإن الشعر مرتبط ارتباطا وثيقا بالإنسان، الذي هو جوهر هذا الكون، والذي يكتب ذاته وتجربته ابتداء من الشعر؛ لأن الشعر يظل راسخا على مستوى الواقع، وعلى مستوى كل الأشكال والأجناس المتعددة والمختلفة". كما يوضح أن الإنسان باعتباره كائنا لغويا، لا يمكنه أن يتخلى عن الشعر، ولذا بقي هذا الكاتب وفيا للشعر، ولن يحيد عنه؛ لأنه جزء منه، وهو جزء منه؛ لذا كان رجاؤه أن يكون قد وُفق في تقديم هذه التجربة، التي هي بحث عن ممارسة نصية مختلفة، لها أبعادها المتعددة، ويبقى القارئ هو من يبحث عن النص. ويظل النص يبحث عن قارئ يجيد الإنصات إليه.