لتفادي موجة رابعة لتفشي فيروس كورونا.. خبراء:

تحفيز المواطنين على التلقيح وفرض الجواز الصحي

تحفيز المواطنين على التلقيح  وفرض الجواز الصحي
  • القراءات: 339
ع. ص ع. ص

أجمع مختصون في علم الأوبئة والمناعة والطب الوقائي على ضرورة وضع استراتيجية جديدة للاتصال بهدف تحفيز المواطنين على التلقيح ضد فيروس "كوفيد ـ 19" بما فيها اللجوء إلى اشتراط الجواز الصحي في التعاملات اليومية للمواطنين لتفادي تسجيل موجة عدوى رابعةوقال البروفسور عبد الرزاق بوعمرة، رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لتيبازة، "إن وزارة الصحة مدعوة للكشف عن أسباب عزوف المواطنين عن التلقيح، واتخاذ إجراءات لتشجيعهم على الإقبال على التلقيح، متأسفا لما يروّج له بعدم وجود موجة رابعة للفيروس القاتل رغم وجود معطيات تثبت ذلك"، بدليل  تعرض الكثير من الدول الغربية  لهذه الموجة، بل إنها دخلت في مواجهة موجة خامسة ولكن بدرجة خطر اقل بعد تجاوزها نسبة التلقيح 50 بالمئة من إجمالي عدد سكانها.

وحذّر بوعمرة من صعوبة التحكم في الوضعية الوبائية في ظل استمرار تسجيل نسبة كبيرة من العزوف وانتشار الانفلونزا الموسمية خلال موسم البرد، وهما فيروسان متشابهان من حيث أعراضهما ما "سيخلط الأوراق في عملية التكفل الطبي بالمواطنين في حال وقوع موجة رابعة". وهو ما جعله يؤكد على أن تطبيق إجبارية الجواز الصحي في المعاملات اليومية للمواطنين من شأنه تحفيزهم على الإقبال على التلقيح مثلما تم مع المناصرين في الدخول إلى ملاعب كرة القدم ومختلف الهياكل الرياضية. ودعا إلى تشجيع الإقبال على التلقيح لدى بعض فئات المجتمع كالطلبة والهيئات النظامية وموظفي بعض القطاعات كالصحة والتربية قصد تحقيق نسبة 70% من السكان الملحقين.

أما البروفسور كمال جنوحات، المختص في علم المناعة ورئيس المجلس العلمي للمؤسسة الاستشفائية العمومية بالرويبة، فقد شدّد من جانبه على أهمية استعمال الجواز الصحي لحث المواطنين على الإقبال على التلقيح، واصفا العملية بـ«الهامة جدا" لكسر سلسلة نقل العدوى وضمان حماية واسعة لأفراد المجتمع ومواجهة موجات إصابة بالفيروس في حال وقوعها مستقبلا. ووصف جنوحات عزوف المواطنين عن التلقيح "سلوكا غير مسؤول قد يعرض المجتمع إلى موجات أخرى تكون أكثر شراسة من سابقاتها".

تراجع الإصابات قد يكون مؤشرا عن بداية تلاشي الفيروس

واعتبر جنوحات تراجع عدد الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة إلى دون عتبة 100 حالة يوميا وعدد الوفيات إلى أقل من خمس حالات، قد يكون مؤشرا على بداية تلاشي الفيروس، دون أن يمنعه ذلك من الحث على التزام الحيطة والحذر مادام الوباء منتشرا وسط المجتمع. وقال إن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس  ولم يتم تلقيحهم بقناعة، أن لديهم مناعة كافية، يرتكبون "خطأ فادحا" لأن الفيروس "لم يرحل بعد ولم يتوصل العلماء بعد إلى تحديد مدة هذه المناعة لتحصين الشخص ضد الفيروس وعدم تعرضه إلى إصابة ثانية". وشدد على مواصلة ارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي التي تبقى من بين أهم الوسائل الوقائية، خاصة "وأننا مقبلون على موسم الشتاء والبرد واحتمال التعرض للإصابة بالأنفلونزا الموسمية التي لها نفس أعراض فيروس كورونا، ما سيعقد من حملة الوقاية والتكفل الطبي".

وحذر، الدكتور محمد يوسفي، رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية هو الآخر من "الهدنة" المسجلة في حالات الإصابة وانخفاض نسبة الوفيات، ولكنه استبعد عدم ظهور موجة رابعة، استنادا لما حدث في بعض الدول الغربيةدون أن يمنعه ذلك من المطالبة بوضع الجواز الصحي عبر منصة رقمية أنشأتها وزارة الصحة لهذا الغرض منذ شهر سبتمبر الفارط، غير أن السلطات العمومية لم تجعل تطبيقها إجباريا بالنسبة للمواطن خلال معاملاته اليومية، داعيا إلى تطبيق هذا الجواز على غرار ما قامت به بعض الدول التي توصلت إلى التحكم في الوضعية الوبائيةوجاءت تحذيرات المختصين بعد أن أكد وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد نهاية الأسبوع أن بعض الولايات سجلت تلقيح نسبة 70% من ساكنتها، بينما لم تتجاوز ولايات أخرى، ذات كثافة سكانية عالية نسبة 23%، حاثا المواطنين الذين لم يتلقوا اللقاح، إلى الالتحاق بالمراكز القريبة من سكناهم خاصة وأن اللقاحات متوفرة.