مجلة “أوروك” تحتفي بواسيني الأعرج

ومضات من نصوص “ألف ليلة وليلة”

ومضات من نصوص “ألف ليلة وليلة”
  • القراءات: 1060
مريم. ن مريم. ن

خصصت مجلة “أوروك” الثقافية، غلاف عددها 44، للروائي واسيني الأعرج، حيث ثمن صاحب “ليليات رمادة” هذا الاهتمام الجميل، معتبرا ذلك تكريما نبيلا يمس القلب، ونشرت المجلة لواسيني نصا بعنوان “ألف ليلة وليلى”، يستعرض فيه جانبا من طفولته وحياته المليئة بالأحداث والشواهد.

تمنى واسيني الاستقرار للعراق معلقا “أملي أن يشفى العراق الحبيب من كل جراحاته قريبا، ونجدد اللقاء به بعد ذاك الذي كان بمعرض الكتاب قبل سنوات قليلة، وكان لحظة فارقة أكدت لي للمرة الألف، أن الشعوب قد تجرح في كبريائها، لكنها لا تموت مهما كانت قسوة ظرفيات مغول زماننا الذي لا يختلف في شيء، عن مغول الزمن العابر”.

هكذا احتفى العدد 44 من ملحق “أوروك” الأدبي بالكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج، بنشر فصل من إحدى رواياته مع أخذ صورته كغلاف. تضمن العدد نصوصا ومقالات ودراسات لنخبة طيبة من المبدعين، وخص العدد بتخطيطاته المميزة الرسام التشكيلي الأمريكي مارك جوسلين.

نالت رواية “ألف ليلة وليلة” الرواج، واعتبر النقاد أن انتقال مبدأ الحكي من العجيب، بوصفه يرتبط بالخرافي والخيالي، إلى الشر، دليل على رغبة الرواية في مفارقة الحكاية الخرافية، وتأسيس السرد على الاجتماعي والواقعي، بدلا من الخرافي والخيالي، بوصف الشر نتيجة لعلاقة الإنسان بالآخر والمجتمع.

جاء استبدال الشر بالعجيب على مستوى مبدأ الحكي متوافقا مع ما نهدت إليه الرواية، وهو استبدال ما يحدث بما حدث، من خلال تحويل الخيالي إلى واقع، وأعادت هذه الرواية سرد حكايات ألف ليلة وليلة على أنها حكايات راهنة، تحدث في الحاضر، لا في الماضي، بالتالي فإن صدق الحكاية هو ما تسعى إليه الرواية، وهكذا، تضفي الرواية على مفهوم الحكاية بعداً آخر، ومدلولا جديدا، يثمن الحكاية بدل أن يحتقرها.

واسيني الأعرج رائد الرواية التاريخية العربية بهذا المفهوم، من أبرز الروائيين العرب الذين عملوا على استدعاء التاريخ وتوظيف التراث، من خلال استخدام معطياته استخداما فنيا لا يخلو من أبعاد ودلالات، وتوظيفها رمزيا لتحمل رؤى المعاصرة للتجربة الأدبية، حيث يعمل الروائي على مزج معطيات التاريخ بمتغيرات العصر، فتغدو هذه المعطيات تراثية معاصرة في الآن ذاته، وتصير العناصر التاريخية التراثية خيوطا أصيلة، لا دخيلة، يُعتمد عليها في نسج العمل الروائي.