أكد التزام الجزائر بالاتفاقيات الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري.. الوزير الأول:

معالجة المسائل المناخية ترتكز على مدى التزام الدول المتقدمة بتحمّل مسؤوليتها التاريخية

معالجة المسائل المناخية ترتكز على مدى التزام الدول المتقدمة بتحمّل مسؤوليتها التاريخية
الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان
  • القراءات: 950
س. ت س. ت

الجزائر مستعدة لدعم كل مبادرة تكبح ارتفاع حرارة المناخ

حرص  الجزائر على الاقتصاد الأخضر  تجسد في دسترة وتكريس البيئة والتنمية المستدامة

أكد الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، أمس، بالعاصمة السعودية الرياض أن معالجة المسائل المناخية يجب أن "ترتكز على مدى التزام الدول المتقدمة بتحمّل مسؤوليتها التاريخية" مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الموجودة بينها وبين الدول السائرة في طريق النمو. وقال السيد أيمن بن عبد الرحمان في كلمة ألقاها في أشغال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن "الجزائر التي سبق وصادقت على مجموع الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تقليص انبعاثات الغاز ومكافحة الاحتباس الحراري، تؤكد على أن معالجة المسائل المناخية يجب أن ترتكز على مدى التزام الدول المتقدمة بتحمّل مسؤوليتها التاريخية وبالأخذ بعين الاعتبار الاختلافات بينها وبين الدول السائرة في طريق النمو".

وبعد أن ذكر بأن هذا الاجتماع يأتي في وضع خاص تمر به دول العالم أجمع نتيجة وباء كوفيد-19، الذي جعلنا أمام تحديات جديدة تضاف إلى حزمة الملفات والمواضيع التي تشغل حكوماتنا وشعوبنا، شدّد الوزير الأول على ضرورة التكيف لإيجاد الحلول العملية الكفيلة بمجابهة المخاطر التي تهدد العالم "لاسيما تلك التي تنشأ جراء المساس بالتوازن البيئي بسبب الاستغلال غير الأمثل وغير العقلاني للثروات الطبيعية في سباق اقتصادي غير متكافئ، أنتج اختلالات، أجمع العالم على انعكاساتها الوخيمة على المناخ"، محذرا من هذه الانعكاسات التي ستؤدي على المدى القريب والبعيد، حسبه، إلى تهديد حقيقي على حياة الأشخاص واقتصاديات الدول.

كما أكد الوزير الأول، وزير المالية، أن الجزائر على "أتم الاستعداد لدعم كل مبادرة من شأنها كبح ارتفاع درجة حرارة المناخ ومكافحة التصحر والجفاف وحرائق الغابات" التي لم تسلم منها المنطقة العربية، مبرزا قناعتها بأهمية البيئة في تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، وتثمينها لهذه الجهود.وقال الوزير الأول إنه "يتعين علينا أن نلبي نداء المناخ، ونضم صوتنا وجهودنا إلى أشغال هذه القمة المباركة"، معبرا عن أمله في أن تكون التوصيات المشتركة التي ستصدر عنها "هادفة وفعالة، بما يمكن من تعميمها على كامل المنطقة"، لاسيما أنها "تتمتع بخصائص مناخية متقاربة" وبما يجعلها "مرجعا في أشغال مجموعة العشرين ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي السادس والعشرين في نوفمبر القادم".وبعد أن أشاد بمبادرة المملكة العربية السعودية، المندرجة في مساعيها النوعية الهادفة إلى خلق رؤية جديدة مشتركة، لتوحيد جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط والعالم"، أوضح بن عبد الرحمان أن "الجزائر لن تتوانى في الانخراط في تبادل التجارب الناجحة مع المملكة وكل الدول التي تهدف إلى رفع حصتها من الطاقة النظيفة في اقتصادها".

كما أشار إلى أن الأهمية التي توليها الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لهذا التحدي "تجسّدت من خلال دسترة وتكريس البيئة والتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، وبالنظر إلى سياساتها للتغلب على كل التحديات ذات الصلة والدفع بعجلة التنمية المستدامة بكل أبعادها" و"تعزيز جهودها أكثر من أجل استدامتها للأجيال القادمة". وأوضح أن الجزائر "تجدد كما سبق وفعلت في عدة مناسبات عالمية وإقليمية، التزامها بمكافحة تغير المناخ ولعب دور فاعل" في هذا المجال، لاسيما من خلال "مخططها الوطني للمناخ للفترة من 2020 إلى 2030" والذي يعتبر "أداة عملية لتطبيق السياسة الوطنية العشرية لمكافحة التغيرات المناخية وتنمية الاقتصاد الأخضر". وتقوم هذه السياسة أساسا، يضيف الوزير الأول، على تشجيع تطوير الاستثمار في مجال فرز وتحويل النفايات وفي مجال الطاقات المتجددة، وذلك بـ"استحداث هياكل وطنية متخصصة، على رأسها وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة" التي تعمل على "تسريع تنفيذ المشاريع قيد الإنجاز في مجال الرصانة والفعالية الطاقوية وإنتاج الهيدروجين الأخضر" وهو، كما قال، "مشروع استراتيجي واعد توليه بلادي أهمية قصوى". 

وذكر ممثل رئيس الجمهورية بالمناسبة أن الجزائر و"منذ عقود خلت، قد بادرت بمشروع واعد آنذاك، ألا وهو السد الأخضر" الذي يمتد على مساحة قدرها 3,7 مليون هكتار، و"تعمل حاليا على إعادة بعث هذا الحصن البيئي، من أجل توسيعه إلى مساحة 4,7 مليون هكتار في السنوات القليلة القادمة في مساهمة نوعية منها، كتلك التي بادرت بها المملكة العربية السعودية الشقيقة، لحماية المناخ، بتضافر جهود الجميع". في الختام، عبر الوزير الأول عن "ارتياح الجزائر لكونها طرفا فاعلا في الديناميكية الدولية للحفاظ على البيئة من خلال مشاركتها" في هذه القمة وكذا "الدور الفعال الذي تضطلع به في مختلف المواعيد الدولية والإقليمية في هذا المجال الحيوي".

للإشارة، فقد استهل السيد بن عبد الرحمان كلمته بنقل تحيات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لصاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع للمملكة العربية السعودية الشقيقة وكذا تمنيات الرئيس تبون بنجاح أشغال القمة.ويشارك في هذه القمة مسؤولو وقادة دول المنطقة ورؤساء حكومات عدة دول إلى جانب مسؤولي هيئات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وخبراء من هيئات دولية وإقليمية ناشطة في مجال حماية البيئة والتغيير المناخي والاقتصاد الأخضر والطاقات البديلة.وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه على افتتاح الأشغال، أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أنه "لمواجهة ظاهرة تغيير المناخ يتطلب منا العمل المشترك وتطوير التقنيات والحفاظ على الثروات الطبيعية التي تمتلكها المنطقة وكذا تعزيز التعاون من أجل ذلك". وأضاف قائلا، "نحن نعيش حقبة خضراء سنجني ثمارها سويا". وحرصا على هذا التنسيق أعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي عن"تأسيس مبادرة المؤسسة الخضراء وهي مؤسسة غير ربحية تدعم أعمال القمة مستقبلا ".