مدير المركز الوقائي للعلاج النفسي الطبيعي ببوشاوي لـ "المساء":

المغرب يريد إغراق الجزائر بالمخدرات عبر الواجهة البحرية

المغرب يريد إغراق الجزائر بالمخدرات عبر الواجهة البحرية
عبد الكريم عبيدات، مدير المركز الوقائي والعلاج النفسي الطبيعي، بمركز بوشاوي
  • القراءات: 522
ع. إسماعيل ع. إسماعيل

يصر عبد الكريم عبيدات، مدير المركز الوقائي والعلاج النفسي الطبيعي، بمركز بوشاوي، غربي العاصمة، على مواصلة معركة محاربة تعاطي المخدرات إنقاذا لشباب جزائريين وقعوا في متاهة الإدمان عبر تجريب أساليب علاج تعتمد الحوار وحتى التداوي بالأعشاب والتكفل النفسي  بمن زلت بهم قدمهم في براثن هذه الآفة، دون أن يمنعه ذلك من الدعوة إلى تكفل فعلي بهؤلاء الشباب وإيجاد حلول لمشاكلهم، ولأجل ذلك كان لنا معه هذا الحديث.

ما هي المهمة المنوطة بمركز بوشاوي، وما هي طرق تكفله بالشباب الذين وقعوا في شباك أخطبوط المخدرات ؟

  الوضعية أصبحت، تحتم علينا تطوير أساليبنا للحد من انتشار تعاطي المخدرات في أوساط شبابنا، وهذا ما يفسر لجوءنا إلى فتح مركز جديد بحي بوشاوي، لوقوعه في مكان يكتنفه الهدوء والخلوة إلى جانب احتوائه على أجهزة علاج جد متطورة تدفع بالمدمن إلى الابتعاد عن المخدرات بشكل تدريجي قبل الإقلاع عنها بصفة نهائية.

ونقوم في مرحلة أولى بإخضاع المدمن الذي يقصد مركزنا لتحاليل مخبرية للتعرف على نوعية المخدر والأقراص التي يتناولها، قبل إخضاعه لعلاج بالنباتات في شكل نقيع، يتناوله قصد تخليصه من حالة القلق والتعب والتوتر والضغط النفسي ضمن مرحلة ضرورية لتهيئة المريض نفسيا قبل انتقاله إلى المركز لقضاء مدة علاج تمتد على مدار 3 أشهر، يقوم خلالها نفسانيون وعلماء اجتماع، بمعرفة خبايا نفستيه وتشجيعه على الإقلاع، في نفس الوقت الذي يتم إخضاعه لتمارين رياضية لاستعادة قوته والخروج من دائرة الخمول التي عادة ما تصيب المدمنين، إلى غاية إقلاعه التام. ونعتمد في طرق علاجنا بشكل خاص على 25 مختصا نفسانيا وعلماء اجتماع متطوعون في إطار هذه المهمة النبيلة، حيث ساهموا بشكل كبير في جلسات العلاج بدليل أن نسبة النجاح بلغت ثمانين بالمئة، دون أن يمنعنا ذلك من مراقبة المتعافين وإخضاعهم  لتحاليل مخبرية للتأكد من عدم عودتهم، إلى جانب التركيز على الوازع الديني وتذكير المدمنين بضرورة انتظار الشفاء التام من الله.

هل معنى ذلك أنكم دخلتم مرحلة جديدة في علاج المدمنين ؟

  صحيح، لقد اعتمدنا أسلوبا جديدا في العلاج، بعيدا عن التداوي بالأقراص التي لا تجدي نفعا في كثير من الحالات في إعادة المدمن إلى حالته النفسية الطبيعية، ضمن تجربة تم تطبيقها بنجاح في دولة فنزويلا، حيث وقفنا على طرق معالجة مدمنين في  مراكز علاج خاصة بهذه الشريحة من المرضى التي كللت بالنجاح حتى لدى المدمنين على تعاطي المخدرات الصلبة. وهو ما جعلنا نستنسخ تلك التجربة الناجحة وتطبيقها على المدمنين من شبابنا الذين نقوم بدعوة عدد منهم المدمنين، حيث نخصص لهم نزهة لشاطئ البحر وأماكن استرخاء للجسم والعقل ضمن جلسات العلاج النفساني لإخراجهم من الرتابة التي يعانون منها وجعلهم يخرجون من عالمهم الخيالي الذي أدخلتهم فيه شتى أنواع المخدرات.

كم عدد المدمنين الذين يتابعون علاجا بهذا المركز ؟

 أحصينا إلى حد الآن 6793 مدمن بين إناث وذكور تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة، بينهم جامعيون من الجنسين من مختلف  الاختصاصات، ضمن مظاهر يؤسف لها وبما يؤكد أن هذه الآفة  المدمرة مست مختلف شرائح المجتمع الجزائري بما يحتم على الجميع التجند لمنع  وقوعهم في فخ الإدمان.

  مركز بوشاوي تحول إلى نموذج لعلاج المدمنين، لماذا لا يتم التفكير في إنشاء مراكز أخرى في مختلف ولايات الوطن ؟

هناك خلط كبير في تحديد عدد المراكز التي تقوم بمهمة علاج المدمنين، فالديوان الوطني لمكافحة المخدرات، يؤكد على وجود خمسين مركزا مختصا في هذا العلاج، لكن ذلك غير صحيح  لأن المراكز التي يتحدث عنها الديوان هي في الواقع مجرد مصالح علاج للمدمنين متواجدة على مستوى المستشفيات، كما أن  طبيعة العلاج المقدمة، غير تلك التي يقدمها مركز بوشاوي بما يجعل شفاءهم غير مضمون، حيث يتم استبدال أقراص بأخرى من أجل تهدئة أعصابهم لا أكثر.

ورغم ذلك فإن مسؤولي الديوان لا يكلفون أنفسهم عناء التواصل مع هيئتنا رغم أننا نشترك في الهدف المتوخى وهو مكافحة المخدرات ورغم أن الديوان تابع للدولة ولا يقوم إلا بتقديم دعم معنوي لنا نظير ما نقوم به، للحد من انتشار المخدرات في أوساط الشباب، بل إنهم لا يشركوننا في اجتماعاتهم المخصصة لمحاربة الآفات الاجتماعية  بما يعكس غياب التنسيق بين الهيئات العمومية المكلفة بمحاربة ظاهرة انتشار المخدرات التي تهم الجميع.

هل غياب هذا التنسيق أثر على إرادة منظمتكم لمواصلة  جهودها للحد من انتشار تعاطي المخدرات في بلادنا ؟

 منظمتنا، منذ نشأتها لم تتوان في القيام بمهمتها، بدليل سعينا لإنشاء مراكز شبيهة في كل ولايات الوطن، حيث تقدمنا بطلبات لكل ولاة الجمهورية لأجل ذلك ولكننا لم نتلق أي رد رغم من قيامنا بتكرار نفس الطلب كل يوم سبت عبر القناة الشبابية "أن. وان. 1". وتحقيق هذه الغاية ليس مستحيلا كون إقامة هذه المراكز لا يتطلب موارد مالية ضخمة، ولكن قطع أرضية صغيرة تقام عليها أربعة أو خمسة شاليهات خشبية لإقامة مراكز بنفس مواصفات مركز بوشاوي، كما أننا على استعداد تام لتكوين إطارات تسير هذه المراكز وتتكفل بالمدمنين. وكانت فرحتنا كبيرة، عندما بادرت الجمعية المحلية لترقية الريف بولاية غرداية على إنشاء مركز جهوي لمكافحة المخدرات  بعد أن تبرع أحد المحسنين ببناية هي في طور التهيئة.

  تحدثت عن الأسر التي  لا تقوم بواجبها تجاه أبنائها المدمنين  لمساعدتهم على الإقلاع على  تعاطي المخدرات ؟

    أنا لا استثني مسؤولية العائلات في تفشي ظاهرة المخدرات  والكثير منها لا تدرك الخطر المحدق بأبنائها فهي لا تراقب تصرفات أبنائها وترفض تحمل مسؤوليتها وخاصة تلك التي تعيش تفككا أسريا، حيث يجد الأبناء أنفسهم مهملين ولا أحد يهتم بأوضاعهم مما يجعلهم يقعون في فخ اسمه المخدرات. حاليا سجلنا مليون مدمن من الجنسين  بعد أن كانت الجزائر مجرد منطقة عبور  للمخدرات ولكنها تحولت إلى منطقة استهلاك ضمن حرب غير معلنة ضد بلدنا قصد تدمير طاقاتها الحيوية. 

  من تقصد في كلامك ؟

    الجميع يعرف أن الجزائر في معركة حقيقية  لمحاربة للمخدرات  القادمة من المغرب والتي تصل بلادنا عبر البحر بطرق ملتوية بعد أن تمكن جيشنا  الوطني الشعبي من الحفاظ على سلامة حدودنا مع هذا البلد الذي يستحيل عليه اليوم إدخال هذه الآفة المدمرة عبر الحدود.