الجزائر ترفض أي وساطة مع المغرب..الرئيس تبون:

لا نريد الحرب..لكن من يعتدي علينا سيندم

لا نريد الحرب..لكن  من يعتدي علينا سيندم
رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون
  • القراءات: 454
م. ب م. ب

❊ الجزائر لم تخطئ.. ولم تتلفظ بأي شيء يمس الوحدة الوطنية المغربية

❊ المغرب آوى الإرهابيين ومنحهم الأموال وجوازات سفر دبلوماسية 

❊ نحن شعب مقاوم ولانريد الحرب.. بل نبحث عن السلم

❊ من يبدأ الحرب ومن يعتدي علينا سيندم على اليوم الذي ولد فيه

❊ راشد الغنوشي لم يطلب اللجوء السياسي للجزائر

عبر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مساء أول أمس، عن رفضه لأي وساطة مع المغرب، مؤكدا أنه "لا يمكن المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه". وأوضح الرئيس تبون في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية أن "الجزائر لن تقبل بأي وساطة مع المغرب"، مذكرا في هذا الإطار بتصريحات وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية، والتي أكد فيها، أن هذه النقطة لن تدرج في جدول أعمال الاجتماع. وقال السيد تبون، إنه "لا يمكن المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه"، مؤكدا أن الجزائر لم تخطئ.. ولم تتلفظ بأي شيء يمس الوحدة الوطنية المغربية". وأضاف أن "المغرب لديه سوابق تاريخية" في هذا المجال، مذكرا باعتدائه على الجزائر سنة 1963ليأخذ أجزاء من التراب الوطني. كما استنكر الفكر التوسعي للمغرب ومؤامرات هذا البلد الذي آوى الإرهابيين ومنحهم الأموال وجوازات سفر دبلوماسية. وأشار الرئيس تبون إلى أن الجزائر تعرف "معنى الحروب، لأنها قدمت ملايين الشهداء"، مضيفا "نحن شعب مقاوم ولا نريد الحرب، بل نبحث عن السلم ولكن من يبدأ الحرب ومن يعتدي علينا سيندم على اليوم الذي ولد فيه".

الأمم المتحدة مطالبة بلعب دورها في تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية

وبخصوص قضية الصحراء الغربية، أكد رئيس الجمهورية أن الأمم المتحدة مطالبة بلعب دورها في تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر "أول من رحب باقتراح تعيين دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية"، معربا عن تمنياته له بالتوفيق. وشدد الرئيس تبون على أن"الأمم المتحدة مطالبة بلعب دورها في تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، باعتبارها قضية مدرجة باللجنة الأممية الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار"، مذكرا بأن بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية" مينورسو" موجودة لهذه الغاية. وأشار في سياق متصل إلى أن الولايات المتحدة رحبت بتعيين دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمين العام إلى الصحراء الغربية، لافتا إلى أن "المغرب يتستر وراء دولة أخرى لها حساب مع الجزائر وهي دولة معروفة". وأشار في نفس الصدد إلى أن "جل الدول الأفريقية مع تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، لكن هناك رهانات وتحديات".

من يهدد أمن تونس يجد الجزائر بالمرصاد

ولدى تطرقه إلى الشفيفة تونس، أكد رئيس الجمهورية أن "ما يمس تونس يمس الجزائر، وأن من تسول له نفسه المساس بأمن تونس سيجد الجزائر بالمرصاد"، مضيفا في هذا الخصوص، "إننا نحرم على أنفسنا التدخل في أمور تونس الداخلية،.. والجزائر لا تقبل الضغط على تونس من قبل أطراف خارجية". وجدد السيد تبون دعم الجزائر لتونس من أجل الخروج من النفق، "فحينما طلبت مساعدة الجزائر أيام جائحة كورونا، كنا حاضرين ولازلنا إلى يومنا هذا". واستطرد قائلا "يبدو أن الأمور دستورية عندهم، ونشهد للرئيس قيس سعيد أنه إنسان مثقف وديمقراطي ووطني إلى النخاع، ولا يمكن أن نحكم عليه بشيء آخر"، قبل أن يضيف، "وأهل مكة أدرى بشعابها".

وبخصوص ما إذا كان رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، قد طلب اللجوء السياسي إلى الجزائر، أكد السيد تبون أن "الغنوشي لم يطلب اللجوء السياسي للجزائر" لافتا إلى أنه "كان مقررا أن يزور الجزائر ويستقبل من قبل مسؤولي المجلس الشعبي الوطني". وفي رد على سؤال حول ما إذا كان ينوي زيارة تونس، أكد السيد تبون، أنه يعتزم زيارتها بمجرد تشكيل الحكومة التونسية الجديدة، حيث سيقوم بزيارة دولة رفقة وفد وزاري هام يتم خلالها التوقيع على كافة الاتفاقيات المجمدة بين الدولتين، قبل أن يخلص إلى أن "تونس جار مثالي بالنسبة للجزائر مثلما هي الجزائر بالنسبة لتونس".

الانتخابات هي الحل النهائي لأزمة ليبيا

أما بشأن الوضع في ليبيا، فقد أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن الانتخابات هي الحل النهائي للأزمة في ليبيا، قائلا أنه "ليس بالضرورة إجراء هذه الاستحقاقات في يوم واحد بل يمكن أن تمتد لشهرين". وبعد أن ذكر بأن الجزائر أكدت في مؤتمر برلين وقبل برلين على أن الحل النهائي في ليبيا يتمثل في الانتخابات"، أشار إلى أن هذه المقاربة "أصبحت فيما بعد مطلبا للأمم المتحدة". وأوضح أن المسؤولين الجدد في ليبيا "اختيروا على هذا الأساس وكانوا متفقين على تنظيم انتخابات.. لكن الوقت يداهمنا فلم يبق سوى ثلاثة اشهر على تنظيمها". وشدد على أن "هناك من يريد العرقلة بصفة غير معلنة وأن عناصر التفرقة موجودة وعلى الدول العظمى أن تتدخل بكل شفافية في هذا الموضوع".

وأضاف رئيس الجمهورية، "اقترحنا على الأشقاء الليبيين الذين حضروا إلى الجزائر والذين يعترفون بالصعوبات التي تواجههم جراء التهديدات التي يصدرها من يريد عرقلة المسار، أنه ليس بالضرورة أن تجري الانتخابات في ليبيا في يوم واحد.. ويمكن أن تجرى هذه الانتخابات منطقة بمنطقة أخرى، وقد تستغرق هذه العملية شهرين، معتبرا أن "المهم أن يكون هناك تعبير شعبي حقيقي وعندها لن يناقش أحد سلطة من أفرزهم الصندوق". وبخصوص موضوع المرتزقة، أعاد رئيس الجمهورية تأكيد موقف الجزائر الداعي إلى ضرورة خروج هؤلاء من الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن جميع الذين شاركوا في مؤتمر برلين، بما فيهم الأعضاء الخمس لمجلس الأمن الدولي أكدوا على ذلك.

الحل في مالي يكمن في التنمية وإعادة إدماج الشمال مع الجنوب

ولدى تطرقه للأزمة في مالي، أكد رئيس الجمهورية أن حل هذه الأزمة في نظر الجزائر يكون عبر تحقيق التنمية وإعادة إدماج الشمال مع الجنوب في الجيش والإدارة وغيرها، مضيفا بقوله، "نحن نرفض رفضا قاطعا أن يقسم مالي شعبا أو أرضا ونطالب بمالي موحد، بناء على ما نص عليه اتفاق الجزائر.. ونحن مستعدون للعب دور في هذا الإطار". وأوضح الرئيس أن "الجزائر تتعامل مع دولة مالي كدولة شقيقة ولا تتعامل معها على أساس الوصاية، فالجزائر لا تملك وصاية على أحد، كما لا تقبل أي وصاية عليها. كما أكد أن الجزائر دولة تتعامل مع دول الساحل باحترام متبادل،" لافتا إلى أن استقلال دول الساحل "لا يكون شكليا". وقال السيد تبون "نظرتنا لدول الساحل نظرة تطوير اقتصاداتها وحل المشاكل المتعلقة بالصحة والتعليم، والجزائر مستعدة للمساهمة في ذلك. مستعدون لمساعدة الشعب المالي الذي نعتبره شعبا شقيقا قبل أن يكون شعبا جارا، مثله مثل شعب النيجر"، مؤكدا في الأخير التزام الجزائر بمساعدة مالي في مسعى تحقيق التنمية، حيث سبق له وأن عبر عن التزامه بالمساعدة على تحقيق ذلك في منطقة كيدال بمالي، عبر بناء مدرسة وحفر أبار للمياه الصالحة للشرب وبناء مستوصف وغيرها.