ينتصر.. أو "يموت واقف"

  • القراءات: 806
بلسان: جمال لعلامي بلسان: جمال لعلامي

تهبّ رياح الجزائر الجديدة بما لا تشتهيه بقايا السفن "المخرومة" لعبدة المستعمر وكهنته، وأذنابه من الخونة والحركى، فلا تعرف أيّ اتجاه تفرّ إليه مذعورة، ولا أيّ بوصلة تتبعها يائسة للوصول إلى برّ أمان في مضجع غير آمن، في ظلّ مطاردتها من لعنة الشهداء الأبرار، وجيل الثورة" الذي لن ينقرض مثلما حلم به قيّاد تلك المراكب التي تلطمها أمواج التاريخ.

الموقف الرسمي الجزائري على "الشطحة" الفرنسية العرجاء والمائلة إلى الارتماء في سراديب مستعمر طرده الجزائريون شرّ طردة، حيث كسروا بكلّ بسالة وشجاعة أسطوانة "الجندي الذي لا يُهزم"، وها هي "فافا" تحنّ إلى غريزتها الاستعمارية، فتنطق بلسان "رئيسها" ما تخبئه من أحقاد وضغائن وجرائم ضد الإنسانية!

هبّة شعبية وحزبية عارمة اتخذت أيقونة الثورة رافقت الموقف الرسمي، الذي كان بشهادة الجميع قويّا وصارما وحازما، وكان كذلك "سابقة" تعكس كبرياء الجزائر الجديدة التي ترفض الركوع والسجود لغير الله، وتجهر بمواقفها الثابتة ومبادئها غير القابلة للتنازل أو التفاوض أو البيع أو المقايضة مهما كانت الفاتورة والثمن.

وتزامنت "الانتفاضة" الجزائرية الجديدة ضد "أحفاد المستعمر" مع تأكيد مجلة "الجيش"، لسان حال الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، أن الجزائر قوّة ضاربة قولا وفعلا وعملا، ومن اعترض فعليه بحائط المبكى، وهذه رسالة أخرى لهؤلاء وأولئك من المتآمرين والمتربّصين والماكرين.

إن المنهجية الاستعمارية البلهاء، المريضة بعقدة "التفوّق"، ستصطدم بصخرة صلبة لجيل الاستقلال الذي يُعتبر امتدادا طبيعيا وغريزيا لجيل الثورة، الذي مازال يشكّل شوكة في حلق أحفاد بيجار وأوساريس وبيجو وغيرهم من السفّاحين والقتلة الذين خابوا في حياتهم ومماتهم.

على فرنسا الاستعمارية أن تركب سفينة الزمن لتعود فورا ودون انتظار، إلى المقاومات الشعبية والثورة التحريرية الكبرى، فتعود إلى ما فعله بها الشيخ بوعمامة والشيخ بوبوغلة والأمير عبد القادر ولاّلاّ نسومر.

عودوا إلى أزقة القصبة، وما فعلته بكم الجميلات الفحلات والبطل علي لابوانت في "معركة الجزائر".. عودوا إلى الأوراس الأشم وإلى القبائل الأحرار وإلى الأبيض سيدي الشيخ وإلى كلّ ربوع الوطن المجاهد.

توجّعوا ببسالة بن مهيدي وديدوش وعميروش وبن بولعيد وزبانة وغيرهم لا يعدّ ولا يُحصى من الرجال الشجعان والفرسان الذين عاهدوا الله، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا.

لن تنفع "التوسّلات" الماكرة ولن ينجح السمّ المدسوس في العسل، ولن يمحو أحفاد المستعمر "الذاكرة" من ذاكرة الجزائريين الذين يتنفسون حلم وفكر وجهاد مليون ونصف مليون شهيد.. بل 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحوا بالنفس والنفيس في مقاومات بطولية خالدة وفريدة من نوعها ضد الغزو الاستعماري الفرنسي، وكذا ثورة التحرير المباركة والمظفّرة والمنتصرة.

نعم، خسئتم وبئس المصير.. وكما بالأمس واليوم وغدا وإلى الأبد، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فإن الجزائري الفحل مثل الطير الحرّ، ينتصر أو يستشهد و"يموت واقف"، فتوقّفوا وأوقفوا ضجيجكم ونعيق الضفادع، ولن يُنجيكم استعماركم و"استحماركم"، فأين المفرّ؟