تعيق تقدم إنجاز المشاريع في ولاية البليدة
مساع للتخلص من 5 ملايين طن من النفايات الهامدة
- 737
ق. م
تعاني ولاية البليدة، التي تحصي عددا كبيرا من المشاريع السكنية، من مشكل التكفل بـ"أكوام" النفايات الهامدة المقدرة بـ 5 ملايين طن، والتي تعيق العديد من المؤسسات في مواصلة إنجاز مشاريعها. تحصي ولاية البليدة، استنادا لمدير البيئة، وحيد تشاشي، ما يقارب 5 ملايين طن من النفايات الهامدة المتواجدة أغلبها على مستوى المواقع السكنية الجاري إنجازها بالمدينة الجديدة بوعينان، والصفصاف بمفتاح، اللذان يحصيان تشييد آلاف الوحدات السكنية من مختلف الأنماط.
أضاف أن الولاية بحاجة "مستعجلة"، على الأقل لستة مواقع مماثلة، موزعة على جميع أنحاء الولاية، خاصة بالجهة الشرقية التي تحصي إنجاز العديد من المشاريع السكنية، مشيرا إلى أن أكوام الأتربة التي تعرفها المواقع السكنية لكل من بوعينان والصفصاف، تعيق تقدم إنجاز باقي المنشآت والهياكل المرافقة المبرمجة، وهو الإشكال المطروح حاليا من طرف مؤسسات الإنجاز، والذي "يستوجب حله في أقرب الآجال".
كما أن الأتربة الموجودة حاليا على حواف الطرقات، وكذا الوديان التي يعتمدها الكثير كمواقع "مفضلة" للتخلص من هذه النفايات، يمكن أن تشكل خطرا حقيقيا على السكان، في حال وقوع فيضانات "مما يستدعي ضرورة التكفل العاجل بها".
قال نفس المسؤول في هذا الصدد، إن "أماكن رمي هذه النفايات الهامدة كثيرا ما تتحول إلى مفارغ عشوائية، وهو ما يشكل معضلة لمؤسسة رمي النفايات "متيجة نظافة"، التي تجد صعوبة في رفعها، وغالبا ما تلحق أضرارا بعتادها".
أمام هذه الوضعية، راسلت مديرية البيئة كافة المجالس البلدية، بضرورة تحديد مواقع يمكن استغلالها كمراكز للنفايات الهامدة، شريطة أن تكون مواقع بها منحدرات وبعيدة عن الوديان والشعاب، متأسفا عن "عدم تجاوب معظم رؤساء البلديات مع هذا المطلب".
شدد السيد تشاشي بالمناسبة، على ضرورة قيام رؤساء البلديات، لاسيما الواقعة بالجهة الشرقية من الولاية، ببحث "مستعجل" على مواقع لاستغلالها كمراكز للنفايات الهامدة، خاصة أن هذه الأخيرة عبارة عن أتربة لا تشكل خطرا بيئيا على السكان، مثل النفايات المنزلية التي تلقى معارضة شديدة من طرفهم، كما قال.
نحو فتح موقعين لرمي النفايات الهامدة
لمواجهة هذا الوضع، تتجه مديرية البيئة لولاية البليدة نحو فتح موقعين سيخصصان للنفايات الهامدة، وسيدخلان حيز الخدمة قبل نهاية السنة الجارية، من أجل التكفل ولو "نسبيا" بمشكل النفايات الهامدة المتراكمة على مستوى مختلف بلديات الولاية، وفقا لنفس المتحدث.
أوضح في هذا السياق، أنه "في مسعى لإيجاد حل لهذا المشكل الذي تعاني منه الولاية كثيرا، وفي ظل النقص الفادح لمثل هذه المواقع، تقرر فتح موقعين سيخصصان للنفايات الهامدة على مستوى كل من بلديتي الجبابرة (شرق) ووادي جر (أقصى غرب)".
ويتعلق الأمر بموقع "باب الريح" ببلدية الجبابرة الجبلية، المتربع على مساحة 5،4 هكتارات، وهو عبارة عن منحدر سيتم ملؤه بالنفايات الهامدة (أتربة)، يمكن أن تستغله مصالح البلدية عند تشبعه مستقبلا كفضاء لإنجاز مساحات خضراء.
كما سيخصص موقع وادي جر، الذي كان مبرمجا سابقا لاحتضان مركز للنفايات المنزلية، وتوقف بسبب معارضة السكان، لاستيعاب كميات هامة من النفايات الهامدة، خاصة أن الموقع الذي يتربع على مساحة 11 هكتارا كان عبارة عن محجرة، انتهت فترة استغلالها، مما يستدعي إرجاعه إلى طبيعته السابقة، بملئه بالأتربة لاستغلاله في إنشاء مساحات خضراء، يقول السيد تشاشي.
يأتي هذين الموقعين، ليضافا إلى مركز النفايات الهامدة الوحيد على مستوى الولاية، والمتواجد ببلدية الشفة، وبلغ حالة "متقدمة" من التشبع.
كانت اللجنة الولائية المكلفة بالملف، قد زارت 6 مواقع في كل من تباينات، والعفرون، والشبلي، وبوعينان، غير أنها لا تتوفر على الشروط اللازمة لفتح موقع لرمي النفايات الهامدة فيها، يشير السيد تشاشي، الذي أكد على أن اللجنة، على أتم الاستعداد لدراسة اقتراحات مختلف البلديات في هذا المجال.