إحياء الذكرى الـ65 لإستشهاد زيغود يوسف بقسنطينة

الحفاظ على الذاكرة الوطنية بالدفاع عن مقومات الأمة

الحفاظ على الذاكرة الوطنية بالدفاع عن مقومات الأمة
  • القراءات: 740
شبيلة . ح شبيلة . ح

أكد المشاركون في الندوة التاريخية حول "جوانب من النشاط النضالي والثوري للشهيد زيغود يوسف"، بقسنطينة أن الحفاظ على الذاكرة الوطنية، يكمن في الحفاظ على مقومات الأمة ووحدة المجتمع الجزائري، مشيرين إلى أن الرهانات الإيديولوجية والخلفيات السياسية التي يضمها التاريخ هي في الغالب التي توجه الدراسات التاريخية.

ونوّه  المشاركون من أساتذة التاريخ ومجاهدين في الاحتفالية التي احتضنتها، أول أمس، دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، تخليدا للذكرى الـ65 لاستشهاد البطل زيغود يوسف، بعبقرية الشهيد وحنكته العسكرية التي مكنته من تحقيق انتصار تاريخي، تجسد في هجومات الشمال القسنطيني، التي تعد منعرجا حاسما في تاريخ الكفاح المسلح. وأشارت معظم الشهادات التي تداولها المشاركون في الندوة إلى أن التكوين الذي خضع له الشهيد في مجال الحدادة جعله مسؤولا بشكل مباشر عن إصلاح وصيانة الأسلحة، فكان  يزوّد المجاهدين بالقنابل اليدوية، لأنه كان مسؤولا عن تصنيعها وسنه لا يتعدى 18 سنة، كما أن تكوينه السياسي ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري الذي التحق به بداية من 1938، خوله ليكون مسؤولا عن تنظيم خلايا الحزب، تمهيدا  لمظاهرات 8 ماي 1945.

من جهته، دعا المفتش العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق عمر بن سعد الله الذي مثل  الوزير في الإشراف على إحياء الذكرى 65 المخلدة لاستشهاد زيغود يوسف، إلى ضرورة المحافظة على أمانة الشهداء وعلى الذاكرة الوطنية، من خلال الوقوف عند السيرة الذاتية لكل من صنع مجد الجزائر، أمثال الشهيد زيغود يوسف، بالإضافة إلى إحياء رموز ومآثر ثورة التحرير بالشمال القسنطيني وجعلها قدوة للأجيال الصاعدة، مؤكدا أن الثورة الجزائرية لديها مبادئ وقيم نبيلة جعلتها ترتقي إلى العالمية.

وتطرق المشاركون في اللقاء إلى جوانب من حياة وكفاح البطل ضد المستعمر الفرنسي، مشيرين إلى تسجيل العديد من المغالطات في الأعمال التي تداولت سيرته ومسيرته، "وهي أخطاء طالت أيضا الكثير من الأحداث الثورية وتمس سير شخصيات هامة"، حسبما تحدث عنه الدكتور علاوة عمارة استاذ التاريخ بكلية الأدب والعلوم الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وباحث في التاريخ، حيث تطرق إلى الأصول الاجتماعية للشهيد البطل زيغود يوسف، وأهم التواريخ التي سجلت حياته النضالية التي كانت انطلاقاتها من بلدية "سمندو" وتنقلاته إلى منطقة خنشلة ثم عودته إلى مسقط رأسه، وتحضيره للثورة التحريرية ثم لمؤتمر الصومام الشهير، إلى غاية سقوطه شهيدا رفقة أربعة من رفاقه في معركة "وادي بوكركر" في 23 سبتمبر 1956، بعدما نصبت له فرنسا كمينا، مع العلم أن المحاضر أرفق محاضرته بالكثير من الوثائق الإدارية وتقارير إدارة الاستعمار والصور عن الشهيد زيغود يوسف.

وتم بمناسبة التظاهرة زيارة معرضين للصور والوثائق التاريخية التي تبين إسهام البطل في تنظيم عمليات هامة على مستوى منطقة الشمال القسنطيني التي استلم قيادتها لاحقا. كما تم تكريم إبنته شامة زيغود وعدد من المجاهدين الذين عذبوا بمركز التعذيب ببلدية زيغود يوسف على غرار المجاهد بوزيان علي والمجاهد زعير أحمد.