المحامية بن براهم في مداخلة بقصر رياس البحر:

استرجاع مدفع بابا مرزوق واجب وطني

استرجاع مدفع بابا مرزوق واجب وطني
  • القراءات: 654
لطيفة داريب لطيفة داريب

دعت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم إلى استغلال السبل السياسية أو الدبلوماسية لاسترجاع مدفع بابا مرزوق من فرنسا، باعتبار أن الطرق القانونية تستغرق وقتا طويلا، رغم نتيجتها الإيجابية، لأن الاتفاقيات الدولية حول موضوع استرجاع التراث المنهوب في صفنا، مضيفة في المداخلة التي ألقتها، أول أمس، بقصر رياس البحر، حول “تاريخ مدفع بابا مرزوق والسبل القانونية لاسترجاعه”، أن “استرجاع بابا مرزوق الذي يعتبر جزءا من هويتنا وتراثنا... واجب وطني”.

طالبت المحامية ورئيسة “اللجنة الوطنية لاسترجاع مدفع بابا مرزوق”، فاطمة الزهراء بن براهم، بضرورة استرجاع مدفع بابا مرزوق الذي تعرض للنهب سنة 1830 على يدي الأميرال دوبري، رئيس الأسطول البحري الاستعماري، مضيفة أنه يمكن للرئيس عبد المجيد تبون مطالبة نظيره الفرنسي بتسليمه بابا مرزوق، المدفع الأسطورة، خاصة أن هذا الأخير لم يتم جرده في التراث الفرنسي، بالتالي لا يدخل في خانة سحب التصنيف التي تطبق على التحف الأجنبية، التي دخلت في قائمة التراث الفرنسي، وصدر الحكم بإعادتها إلى ديارها. كما أنها ليست سلاحا عسكريا لتتكفل وزارة الدفاع الجزائرية باسترجاعه، بل هو تراث ثقافي جزائري.

تابعت بن براهم، أنه يمكن أيضا تشكيل لجنة مشتركة تضم باحثين جزائريين وفرنسين لاسترجاع مدفع بابا مرزوق، الذي اعتبرت عودته إلى أرض الديار، “استرجاعا لكرامتنا”، وتابعت مجددا “يمكن لنا اتباع الطرق القانونية لاسترجاع مدفعنا الذي سرق منذ 191 سنة، لكن هذا الأمر يتطلب هدر وقت كبير، رغم أن النتيجة ستكون حتما في صالحنا، لأننا سنستند على ترسانة قانونية دولية تقف في صف الدول التي تعرض تراثها للنهب ”.

أشارت المحامية إلى أن فرنسا وضعت مدفع بابا مرزوق بساحة الترسانة العسكرية لبرست منذ 1833، بعد أن كان مهملا لمدة ثلاث سنوات، وقد كان مزارا للفرنسيين، إلى أن صدر قانون يمنع ذلك. مؤكدة في السياق نفسه، براءة بابا مرزوق من التهمة التي ألصقت به، والتي تتحدث عن قذفه للقس فاشيي، حيث أكدت وجود وثيقة كتبها جوزيف جيانولا، جاء فيها أن القس فاشيي الذي كان محبوب الجزائريين، مات بعد معاناة من المرض.

أضافت في السياق، أن فاشيي لو كان حقا ضحية للمدفع باسم المسيحية، لتحول إلى قديس، لكن الأمر غير ذلك، بل تعرض للتجاهل من أبناء بلده، حتى أنه لم يتم ذكره في الرخامة التي تعرف بالمدفع. كما أن مدفع بابا مرزوق الذي صنع سنة 1542 بغية الدفاع عن البحرية الجزائرية، لم يرسل أي قذيفة منذ سنة 1666م.

عادت بن براهم للحديث عن التراث الجزائري المسروق من طرف المستعمر الفرنسي، حيث تم استرجاع 272 لوحة من ضمن 300 تم سرقتها، مضيفة أن فرنسا أخذت كل التحف التي صنعتها في الفترة الاستعمارية، من بينها تمثال جان دارك، لكن لا يحق لها أن تأخذ التراث الجزائري الذي صنع قبل الاستعمار الفرنسي.

كما تطرقت بن براهم إلى تصريح الباحث في التراث الراحل بلقاسم باباسي لها، حينما أخبرها بأن رئيس بلدية براست طلب منه ترحيل المدفع من بلديته. مضيفة أن المدفع لم يلمس أرض فرنسا، حيث وضع على ارتفاع، كما تم ترقيمه (221) وهو دليل على وجود تحف جزائرية أخرى مسروقة في فرنسا. وأشارت إلى طلب الرئيس الفرنسي ماكرون سنة 2017 بجرد التراث الإفريقي الموجود في فرنسا في مدة خمس سنوات، متمثلة في 90 ألف تحفة إفريقية، إلا أنه أقصى منطقة شمال إفريقيا من هذه الخطوة.

من جهته، قدم الأستاذ اسماعيل بولبينة، معلومات عن مدفع بابا مرزوق ومصيره في الجزائر، قبل أن يسرق من طرف الاستعمار الفرنسي، حيث يبلغ طوله 7 أمتار، وهو مصنوع كليا من معدن البرونز، وكان مدى قذائفه (4.872 متر) ووزن 12 طنا.