بين اتهام باريس..ردّ كانبيرا ودفاع لندن

مؤشرات تصاعد أزمة ”الغوّاصات الفرنسية”

مؤشرات تصاعد أزمة ”الغوّاصات الفرنسية”
  • القراءات: 773
ق.د ق.د

لا تزال باريس تحت صدمة قرار استراليا إلغاء صفقة ضخمة بعشرات مليارات الدولارات لشراء غوّاصات فرنسية واستبدالها بشراكة استراتيجية وأمنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا بما يؤشر لأزمة دبلوماسية تتطور فصولها يوما بعد يوم بين باريس والعواصم الثلاث كانبيرا وواشنطن ولندن.   

ولا يبدو أن باريس تريد تهدئة الأجواء في ظل مواصلة تهكمها على أطراف الأزمة بداية بأستراليا التي عادت واتهمتها أمس بـ"الكذب والازدواجية” بعدما قررت كانبيرا إلغاء صفقة شراء 12 غواصة فرنسية تقليدية بقيمة 56 مليار أورو كان قد تم الاتفاق عليها بين الطرفين منذ عام 2016.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إن بلاده تشعر باستياء كبير بسبب ما سماه ”الكذب والازدواجية والازدراء” من جانب أستراليا والولايات المتحدة تجاه باريس بعد إلغاء كانبيرا صفقة ضخمة للحصول على غوّاصات من فرنسا.

وعلق لودريان في تصريحات صحافية، أمس، على استدعاء سفيري فرنسا في كانبيرا وواشنطن بقوله ”لقد حصل كذب، حصلت ازدواجية، حصل تقويض كبير للثقة وازدراء..لذا فإن الأمور بيننا ليست على ما يرام”. وأضاف ”استدعينا سفيرينا لمحاولة الفهم ولنظهر لبلداننا الشريكة منذ وقت طويل أننا نشعر باستياء كبير وأن هناك فعلا أزمة خطيرة بيننا”. ورأى لودريان أيضا أن الأزمة الراهنة ستؤثر على تحديد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي، ولكن من دون أن يشير إلى إمكان الخروج من الحلف ، وقال إن ”القمة المقبلة للحلف في مدريد ستفضي إلى مفهوم استراتيجي جديد”. وأضاف إنه ”على أوروبا أن يكون لها بوصلتها الاستراتيجية وسيكون ذلك تحت مسؤولية فرنسا في النصف الأول من 2022” في إشارة إلى الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي اعتبارا من شهر جانفي القادم.

غير أن استراليا لم تستسغ الاتهامات الفرنسية التي رد عليها وزيرها الأول سكوت موريسون بالتأكيد على أنه سبق وأعرب عن قلقه بخصوص هذه الصفقة منذ عدة أشهر. وقال في ندوة صحافية عقدها أمس بسيدني أنه ”أعتقد أنه كان لديهم كل الأسباب لمعرفة أن لدينا تحفظات عميقة وجادة على أن قدرات الغواصة من فئة الهجوم لا تلبي مصالحنا الاستراتيجية وقد أوضحنا أننا سنتخذ قرارا بناء على مصلحة استراتيجيتنا الوطنية”.

وأكد الوزير الأول الاسترالي أنه غير نادم على قراره بتمرير المصلحة الوطنية لأستراليا أولا وقال ”ولن أندم أبدا”، مشيرا إلى أنه كان من ”الإهمال” المضي قدما ضد نصيحة جهاز الدفاع والمخابرات الأسترالي.

من جهته، شدد وزير الدفاع الاسترالي بيتر دوطون على أن كانبيرا كانت ”صريحة ومنفتحة وصادقة” مع فرنسا بشأن مخاوفها بشأن الصفقة التي تجاوزت الميزانية وتأخرت سنوات عن الجدول الزمني المحدد لها.

ولأن باريس دخلت في أزمة ليس فقط مع كانبيرا وإنما أيضا مع واشنطن وحتى لندن التي أبرمت شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة واستراليا بما أثر سلبا على صفقة الغواصات الفرنسية، فقد دافعت لندن أمس عن مقاربتها فيما يخص هذا الاتفاق.

وقالت وزير الخارجية البريطانية الجديدة، ليز تروس، أن هذا الاتفاق يظهر استعداد المملكة المتحدة ”لتكون حازمة في الدفاع عن مصالحنا” و"التزامنا بأمن واستقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.