إعادة تشجير المساحات الغابية التي أتلفتها الحرائق.. مختصون:

المطلوب مخطط استعجالي لتفادي انجراف التربة

المطلوب مخطط استعجالي لتفادي انجراف التربة
  • القراءات: 746
م. م م. م

دعا مختصون في حماية البيئة إلى وضع مخطط استعجالي من أجل تثبيت تربة الغابات، قبل حلول فصل الشتاء القادم، لاسيما بالمناطق الجبلية التي مستها الحرائق مؤخرا، والمعرضة لظاهرة الانجراف. وأكد المختصون أن هذه الحرائق قد تؤدي إلى إتلاف حتمي للتربة بتساقط الأمطار وإحداث مشكل خطير لانجراف التربة، ولذلك يتعين التصدي لذلك فورا على مستوى المناطق الجبلية، موضحين بأن حرائق الغابات تؤدي الى إتلاف النباتات التي كانت جذورها تثبت التربة وتعمل على تفادي الانجراف، "ومع قدوم الأمطار فمن غير المستبعد أن نشهد تفاقم ظاهرة انجراف التربة".

لمواجهة هذا المشكل، يقترح المختصون تقنيات من شأنها الحفاظ على التربة و أنواع الغابات، حيث أوصى الأستاذ الباحث في مجال البيئة والثروة الغابية بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين باب الزوار، البروفيسور بن سعيد صحراوي، في هذا الصدد، باللجوء الى بناء أسوار من الحجارة في شكل هلاليات لوقف زحف التربة و تفادي إتلافها وحفر خنادق تسمح للمياه بالتسلل إليها. في نفس الإطار، تطرق المتدخل إلى أهمية اللجوء إلى وضع "مصاطب" لامساك المياه وتقليص الطاقة الحركية التي تؤدي الى تحرك التربة وانجرافها، مشيرا إلى أن "هذه التقنيات غير مكلفة يمكن للسكان التكفل بها، حيث يكفي فقط تعميم هذه الأنظمة المضادة للانجراف، قصد المساعدة على حماية التربة والفضاءات الغابية".

من جانبها، أكدت المديرة الفرعية المكلفة بالحفاظ وتثمين الأنظمة البيئية بوزارة البيئة حفيظة مفيدة لعمش أنه "سينجم عن الحرائق الأخيرة دون أدنى شك، تدهور للتربة، مما سيؤدي الى مشاكل انجراف وبالتالي جعل المنطقة المتضررة منطقة قاحلة". ودعت إلى اعتماد خطة مستعجلة لوضع حد لانجراف التربة لتفادي توحيل السدود بعد تساقط الأمطار. وبخصوص عملية التشجير، أشار الأستاذ بن سعيد إلى أهمية ترك الغابة التي مستها الحرائق تتجدد طبيعيا لمدة لاتقل عن سنة، وإن لم تتجدد الأشجار طبيعيا عندها فقط، يمكن اللجوء إلى إعادة التشجير. وحسب ذات المتحدث، من الأفضل غرس الأنواع الأصلية، أي التي كانت متواجدة بالمكان، لضمان المحافظة على هذا التراث الطبيعي. أما عن البساتين والفضاءات المزروعة فإن إعادة تشكيلها، حسبه،  ممكنة بدعم من الدولة، عن طريق غرس أنواع تساهم في اقتصاد المنطقة، مثل الزيتون والخروب والتين.

تجدر الإشارة، إلى أن الحرائق المسجلة منذ بداية الصيف، أتلفت أكثر من 8900 هكتار من الغابات في ولاية خنشلة، في حين قضت على ما يقارب 62000 هكتار في المناطق الأخرى من الوطن، بما يعادل 1000 بؤرة حريق في 35 ولاية. وتعتبر ولاية تيزي وزو الأكثر تضررا من الحرائق، حيث فقدت أكثر من 30000 من مساحتها الغابية على مستوى 42 بلدية، أي ما يقارب 60 بالمائة من المساحة الغابية.