الفنان القدير حاج إسماعيل يترجل

قامة من زمن الرواد تغيب

قامة من زمن الرواد تغيب
الراحل الحاج اسماعيل
  • القراءات: 753
مريم. ن مريم. ن

رحل عن عالمنا الفنان القدير محمد الصغير حاج إسماعيل، الذي ارتبط اسمه بفترة عز الفن الجزائري؛ حيث شارك في العديد من الروائع المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، التي بقيت راسخة في الذاكرة. الحاج إسماعيل أحد أهم الفنانين الكبار في المسرح والسنيما، عشق المسرح منذ صغر سنه، فاندمج فيه، ودرسه، وأبدع في عدة مسرحيات؛ حيث اشتغل الراحل مع المسرح الوطني، ولاتزال أدواره حية من خلال أدائه المميز. كما كان له في السينما والتلفزة حضور كبير من خلال الكثير من الروائع التي شارك فيها.

الحاج إسماعيل الذي تولي إدارة مسرح قسنطينة الجهوي في مرحلة من مشواره الطويل، كان له عطاء كبير معه، وتولى الإخراج في بعض المسرحيات، فأبدع، ونال إعجاب الجمهور. والراحل ممثل من بين الفنانين الأوائل الذين أقاموا الأسس الأولى للفن الرابع بالجزائر، وهو من مواليد 1932 بقسنطينة. وكانت بداياته مع هواة فرقة "ألف ليلة وليلة" المسرحية، ثم "رفقاء الصخر القديم" مع العموشي والشريف شعيب. وقدّم مع توفيق خزندار مسرحية بعنوان "الطيور المفترسة" في الخمسينات. كانت له تجربة ضمن الفرقة المسرحية الجزائرية قبل الاستقلال، ثم فرقة المسرح بدار الشباب بحسين داي قبل الالتحاق بالمسرح الوطني مباشرة بعد الاستقلال. وكان له حظ المشاركة في العديد من الأعمال، منها "معركة الجزائر" لبونتيكورفو، و"ريح الأوراس"، و"وقائع سنوات الجمر"، و"الصورة الأخيرة" للخضر حامينة، وكذا "دورية نحو الشرق" لعمار العسكري، و"مغامرات بطل" لمرزاق علواش، و"الانتحار" لمصطفى بديع، وأيضا "صرخة حجر" لبوقرموح، و"أطفال نوفمبر" لموسى حداد.. ومسرحيات كثيرة؛ منها "الحياة مجرد منام" للمخرج بيدرو كالديرون دي لا باركا، و"ورود حمراء لي" التي اقتبسها علال محب من نص لشين أو كازي، و"إيفان إيفانوفيتش" لنزيم حكمت وأخرجها مصطفى كاتب، و"بندقيات الأم كرار" لبرتولت بريشت، وغيرها من الأعمال.

كان يقول: "ليت الفن ينال بعض الحظ الذي تحظى به كرة القدم عندنا!"؛ إذ لم يكن يخفي حسرته على واقع المسرح اليوم، وحنينه لزمن الرواد. كما كان، رحمه الله، دائم الحنين للأيام التي جمعته بالكبار؛ كمصطفى كاتب، وباشطارزي، وعبد الرحمان كاكي، وعلال المحب، وغيرهم ممن كان له حظ الظهور في أعمالهم داخل وخارج الجزائر. ظل الراحل وفيا لمبادئه ولجيله الذي خدم الثقافة والفن الجزائري. وكان يتمنى أن يرى جيلا من الفنانين يكون في نفس مرتبة التحدي؛ يحمل رسالة الفن السامي، ولا ينقاد وراء الأضواء الزائفة والربح السريع.