مدرب العداء قواند ندير نبشي لـ "المساء":

محمد علي سيبقى في الجزائر ولن ينتقل إلى الخارج

محمد علي سيبقى في الجزائر ولن ينتقل إلى الخارج
بمدرب العداء الجزائري محمد علي قواند السيد ندير نبشي
  • القراءات: 650
 ع. إسماعيل ع. إسماعيل

لا زال العداء الجزائري محمد علي قواند يثير إعجاب وذهول أوساط رياضة ألعاب القوى، لما حققه صاحب 18 سنة، من نتائج باهرة فاقت كل التوقعات، لا سيما تلك التي سجلها في بطولة العالم الأخيرة لصنف أقل من 20 سنة، التي جرت منذ أسبوعين بنيروبي، حيث نال قواند المختص في سباق 800 م الميدالية الفضية، وضمن في نفس الوقت ورقة التأهل إلى البطولة العالمية أكابر، المقررة السنة القادمة بالولايات المتحدة الأمريكية. الاختصاصيون الرياضيون في المسافات الطويلة ونصف الطويلة ينظرون إلى هذا الشاب على أنه العداء الواعد الذي بمقدوره إعادة الاعتبار، لألعاب القوى الجزائرية على المستويين الوطني والدولي. ومن أجل التعرف على بداية مشوار هذا الرياضي الفذ في ألعاب القوى، اتصلنا بمدربه السيد ندير نبشي من بسكرة، الذي يشرف منذ سبع سنوات على تدريباته، حيث تحدث إلينا عن انطلاقة قواند في ألعاب القوى وعن آفاقه المستقبلية، على المستويين الوطني والدولي.

منذ متى وأنت تدرب العداء محمد علي قواند ؟

يواظب محمد علي قواند على تدريباته معي منذ سبع سنوات، أي منذ اللحظة التي اخترته فيها  ليكون تحت إشرافي، وكان قواند آنذاك، قادما من الرياضة المدرسية، أي من الحي الشعبي الذي كان يقطن فيه ببسكرة، كان متعودا على المشاركة في سباقات العدو الريفي، بعدها خاض لأول مرة سباق التأهل إلى البطولة الجهوية وفشل، لكن في الموسم الموالي توصل إلى تسجيل توقيت زمني معتبر، مكنه من خوض منافسة البطولة الجهوية التي اكتشفنا فيها إمكانياته الحقيقية في السباقات، كنت أمنحه دائما فرص المشاركة في شتى سباقات ألعاب القوى التي استغلها لتقوية قدراته، وانطلقت في متابعة خطواته، بعدما أدركت أن له صفة بطل المستقبل، والتي أكدها خلال مشاركته في البطولة الإفريقية بالجزائر، حيث سجل فيها الحد الأدنى المؤهل للبطولة العالمية، لكن مسؤولي الاتحادية لم يأخذوا نتيجته بعين الاعتبار، فلم يلتحق بالفريق الوطني.

متى تفطن مسيرو الاتحادية لموهبته ؟

لم يتأثر محمد علي قواند بما حصل له في البطولة الإفريقية، وواصل التدريبات بجدية كبيرة، لإدراكه التام أنه سيصل لا محالة إلى تقمص ألوان الفريق الوطني، فكانت له الفرصة أثناء مشاركته الأولى خارج الوطن في الألعاب الأولمبية للشباب التي احتضنتها عاصمة الأرجنتين بيونس آيرس سنة 2018، ونال فيها الميدالية الفضية، كانت هذه النتيجة مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا وللأوساط الرياضية وحتى لمسؤولي الهيئة الفدرالية الجزائرية لألعاب القوى، التي أدركت بسرعة، أن محمد علي قواند، يمثل مستقبل ألعاب القوى الجزائرية، الاتحادية أصبحت الآن تتابع خطواته، وقد عبر لنا رئيسها ياسين لوعيل عن سعادته بمحمد علي، وأكد أن هيئته مستعدة لمساعدته والاستجابة لمطالبه في التحضيرات.

❊ كيف استقبلتم في بسكرة، حصوله على الميدالية الفضية في بطولة العالم الأخيرة بنيروبي ؟

محمد لم يشرف مسقط رأسه فحسب، بل شرف الجزائر ككل، في الحقيقة، كنت أنتظر منه أن يحقق نتيجة إيجابية في تلك البطولة، حيث كان مستعدا من كل الجوانب لخوض منافستها، لكن أكثر ما سررنا به وأسعدنا كثيرا، هو تأهله في ذات المنافسة إلى بطولة العالم أكابر، المقررة في السنة القادمة بالولايات المتحدة الأمريكية، التوقيت الزمني الذي حققه محمد علي قواند في تلك البطولة، يعد من بين العشرة الاوائل عالميا في مسافة 800 م، وهذا دليل قاطع على أنه يخطو خطوات كبيرة نحو النجومية.

❊ لكن في انتظار هذا الموعد العالمي، ماذا يمكن أن يحققه محمد علي ؟

صراحة، نأمل في أن يحطم الرقم القياسي العالمي في مسافة 800م في أقرب وقت ممكن ، نحن الآن بصدد تحضيره لتسجيل هذه النتيجة ، لأن هناك مواعيد دولية كثيرة تنتظره في المستقبل القريب، محمد علي عداء مواظب على العمل و يبذل مجهودات كبيرة في التدريبات  .

بعض الاختصاصيين المتابعين لمشواره الرياضي، يؤكدون أن وصول محمد علي، إلى النجومية مرهون بتنقله إلى الخارج ...

سؤالك يذكرني بالمحاولات التي يقوم بها بعض الأشخاص تجاه محمد علي ،من خلال الاقتراح عليه مشروع رياضي في الخارج، يظنون أنها الوسيلة الوحيدة لتطوير إمكانياته والوصول إلى النجومية. هؤلاء الأشخاص أنعتهم بالطفيليات ، يبحثون عن تحقيق مصالح شخصية على حساب العداء، لكن قواند سيبقى في الجزائر ،ولن ينتقل للتدريب في الخارج ، لأن في بسكرة كل شيء متوفر لصالحه من طرف النادي المنتمي إليه اتحاد بسكرة ،الذي يضمن له راتب شهري محترم ، فضلا عن استفادته من الإيواء والمطعم،  بل إن هناك من بين الخواص من يوفرونه له ما يريد  وهو الآن، يجد نفسه محاط  بمودة وتعاطف كبيرين ، لذا ، فإنه يشعر بالراحة التامة في بسكرة و لا يفكر الآن في الانتقال إلى الخارج .

❊ يقال أنه يتدرب أربع مرات في اليوم ؟

لا، هذا غير صحيح ، قواند يتدرب مرتين في اليوم ، حصة واحدة في الصباح يخصصها لشد العضلات  والحركة ، والثانية بعد الظهيرة يقوم فيها بعمل تدريبي جاد، يستعمل فيها طاقاته البدنية من أجل تطوير إمكانياته في الجري،  محمد علي قلل من الحصص التدريبية منذ ظهور وباء كورونا ،الذي يحترز منه بشدة ،من خلال التطبيق الصارم لشروط الوقاية ، أشكر الله على تمكيننا من تكوين هذا العداء، و أشكر المخلصين من رجال الدولة والشعب على إعانتهم لنا لإنجاح محمد علي قواند في مشواره الرياضي.