في الذكرى 89 لتأسيس مجمع اللغة التركية

أصولها والدول التي تتحدث بها

أصولها والدول التي تتحدث بها
  • القراءات: 891
(الوكالات) (الوكالات)

يُثير احتفال الأتراك بمرور 89 عاما على تأسيس مجمع اللغة التركية، الفضول لمعرفة ظروف تكوينها، وأصولها التاريخية، وعائلتها اللغوية، والأقوام والدول التي تتحدث بها حاليا، وجهود تركيا في نشرها عالميا.

أُسس مجمع اللغة التركية بتوجيه من الرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك، في جويلية 1932، تحت اسم “مجمع تدقيق اللغة التركية”. وشارك في تأسيسه نواب وشخصيات أدبية معروفة في تلك الحقبة، مثل سميح رفعت، الذي تقلد منصب أول رئيس للمجمع.

وفي مؤتمر عام 1934 تم تغيير اسم المجمع إلى “مجمع أبحاث اللغة التركية”. وفي عام 1936 تم تغيير الاسم إلى “مجمع اللغة التركية”.

انتشار اللغة التركية

تُعد اللغة التركية من بين اللغات الأكثر استخداما في العالم، فوفقا للدراسة التي أعدها رئيس جمعية اللغة التركية (TDK) السابق شُكري خلوق أقالين عام 2008 التي جاء فيها أن من بين إجمالي 6 آلاف و912 لغة متحدَّث بها في أنحاء العالم، تُعد التركية من بين أكثر 5 لغات استخداما في العالم؛ إذ يبلغ عدد متحدثيها قرابة 3% من عدد سكان المعمورة.

وفي السياق، ذكر نائب رئيس جمعية الأدب واللغة التركية (TDED) محمد أويماك، أن “اللغة التركية هي خامس أكبر لغة منطوقة في العالم، ويقارب عمرها 5 آلاف عام. ويبلغ عدد المتحدثين باللغة التركية اليوم نحو 250 مليون شخص، فالمتحدثون بها يتوزعون على جغرافية تمتد على قرابة 12 مليون كيلومتر مربع”.

وقال أويماك إنه مع اتساع رقعة الدولة العثمانية انتشرت اللغة التركية، وتوسعت باتجاه الغرب، وارتفع عدد متحدثيها، فمع إحكام العثمانيين قبضتهم على بلاد الأناضول بعد فتح مدينة إسطنبول عام 1453، اعتمدت الدولة العثمانية اللغة التركية التي كُتبت بحروف عربية لغة رسمية في جميع الإدارات بمختلف الولايات، لكن في عام 1927 أقدم أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، على إجراء تغييرات عدة على المستويين الإداري والثقافي للبلاد، كان منها استبدال الأبجدية التركية العثمانية عربية الحرف بالأبجدية اللاتينية. وأنشئت في وقت لاحق جمعية اللغة التركية  (Türk Dil Kurumu)؛ من أجل إزالة العديد من التأثيرات الأجنبية (العربية والفارسية) عن اللغة التركية”.

ومن خصائص اللغة التركية - وفقا لأويماك - أنها تعتمد على اللواحق في آخر الكلمة أو الفعل، وتساوي بين الجنسين (المذكر والمؤنث)، ولا يوجد بها أداة تعريف. وتشكل الحروف الصوتية عنصرا مهما في تركيب الكلمات والأفعال، فضلا عن أن الصفة تسبق الموصوف، والفاعل يأتي في بداية الجملة، والفعل في نهايتها.

واللغة التركية ليست اللغة الرسمية الوحيدة في تركيا فقط، بل في جمهورية شمال قبرص التركية أيضا، فضلا عن كونها لغة رسمية إلى جانب اليونانية في قبرص الرومية.

وتعتمد 5 دول أخرى إلى جانب تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، اللغة التركية ولهجاتها لغة رسمية لها؛ هي أذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزيا وكازاخستان.

وفي السنوات الأخيرة، اتخذت الحكومة التركية استراتيجية لنشر الثقافة واللغة التركية على حد سواء. ولأجل ذلك أنشأت العديد من المؤسسات والهيئات للاضطلاع بهذه المهمة. واليوم تخطو المؤسسات التركية مثل رئاسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة (YTB) و"معهد يونس إمره” (Yunus Emre Enstitüsü)، خطوات ملموسة ومهمة لتعليم ونشر اللغة التركية؛ إما من خلال الدورات التعليمية المباشرة، وإما من خلال التعليم الإلكتروني.

وإلى جانب برامج تدريس اللغة التركية المجانية التي تقدمها مؤسسات الدولة والبلديات والجمعيات الخيرية لمن يرغب في تعلم التركية، يلتحق، سنويا، الآلاف من الطلبة الأجانب القادمين إلى تركيا؛ بغرض استكمال دراستهم الجامعية ببرامج اللغة التركية التحضيرية في سنتهم الأولى قبل البدء بدراسة تخصصاتهم الجامعية.

مجمع اللغة التركية

وفي الذكرى 89 عاما لتأسيس مجمع اللغة التركية، قال رئيسه غورير غولسفين: “يولي جميع مسؤولي الدول اهتماما باللغة والثقافة والتاريخ، كما أولى كمال أتاتورك لها الأهمية نفسها وأكثر، آمرا بإنشاء مجمع اللغة التركية الجديد (TDK)، وتأسيس مؤسسة التاريخ التركي (TTK)”.

وذكر غولسفين أن المجمع نشر أكثر من 1400 عمل منذ إنشائه. وأضاف: “عندما ننظر من الماضي إلى الحاضر ينبغي لنا ذكر أهم عملين؛ الأول قاموس التجميع، وهو عبارة عن جمع الكلمات باللهجات الأناضولية غير الموجودة في اللغة الأدبية. وقد نُشرت في 11 مجلدا مع آخر ملحق، والثاني قاموس الطباعة، وهو خاص بالنصوص العربية المكتوبة في العصور التاريخية، في 8 مجلدات. وأتيح القاموسان لمستخدمي الإنترنت عبر الموقع الإلكتروني للمجمع”. ولفت إلى أن “القاموس التركي المعاصر” الذي أعده المجمع، يحتوي على أكثر من 100 ألف مُدخَل. ويتم تحديثه باستمرار. كما أعد المجمع تطبيق قاموس اللغة التركية المعاصرة لأجهزة الهواتف واللوحات الإلكترونية قبل عامين. ويمكن تنزيله مجانا، واستخدامه من دون اتصال بشبكة الإنترنت.

وأكد غولسفين أن المجمع منذ تأسيسه، لم يركز فقط على القواعد والقاموس والأعمال التركية، بل أعد أبحاثا ومنشورات عن العالم التركي في الماضي والحاضر. ونشر النقوش التركية القديمة لحسين نامق أوركون، وأعمال طلعت تكين باللغة التركية. كما أنجز أعمالا مطبوعة؛ مثل ديوان اللغة التركية وديدي كوركوت.

وأشار رئيس مجمع اللغة التركية إلى إكمال المجمع دراسة لجمع قاموس للغة التركية العثمانية، استمرت نحو 15 إلى 20 عاما. وزاد: “اكتملت المواد A-K في المجلد الأول لقاموس اللغة التركية العثمانية، وتم تسليمها. وسيتم تسليم المجلد للمادة Z في غضون شهر إلى شهرين”.

وقد بدأ المجمع تسجيل جميع النصوص المكتوبة باللغة الأوغوزية أول مرة، قبل 30 عاما، وهي اللغة التركية الأناضولية القديمة، التي تحتوي على كلمات مستخدمة حاليا وكلمات غير مستخدمة، وكلمات من أصول غير تركية، إلا أنها تُرجمت إلى التركية، وقد تم إعداد مليون و200 ألف قسيمة قاموس.