رئيس الاتحادية الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة، لـ "المساء":

علينا رفع التحدي لإسعاد الشعب الجزائري

علينا رفع التحدي لإسعاد الشعب الجزائري
  • القراءات: 789
حاوره: ع .إسماعيل حاوره: ع .إسماعيل

سيحاول الرياضيون الجزائريون لذوي الاحتياجات الخاصة، أثناء مشاركتهم القادمة في الدورة البارالمبية القادمة المخصصة لهذه الفئة الرياضية بطوكيو، تحقيق نتائج إيجابية، تسمح للرأي العام الرياضي بنسيان الخيبة الكبيرة التي طبعت مشاركة الرياضيين الأصحاء في الدورة الأولمبية الأخيرة، وهذا ما تمناه رئيس الاتحادية الجزائرية الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة سليمان معاشو، في هذا الحوار الذي أجريناه معه.

❊ كيف تقيّمون استعدادات عناصر الفريق الوطني قبل أيام من انطلاق ألعاب طوكيو لذوي الاحتياجات الخاصة؟

❊❊ معنويات المجموعة على ما يرام؛ لقد تجاوزنا بصعوبة كبيرة، صدمة وفاة أحد رياضيينا متأثرا بمضاعفات "كوفيد 19"، ينتمي لمجموعة الرمي بالرمح، أصيب بالفيروس اللعين أثناء التربص الذي أقمناه بملعب 5 جويلية، كان ينتمي لفريق ذوي الاحتياجات الخاصة بمعسكر. الحمد لله على أننا تجاوزنا هذه الصدمة، التي آلمتنا كثيرا، وتقبلناها بكثير من الصبر ما عدا هذه الخسارة المؤلمة، فقد توصلنا إلى احترام البروتوكول الصحي المبرم بين اتحاديتنا ووزارة الشباب والرياضة، وهذا ما سمح لرياضيينا بإتمام تحضيراتهم للموعد الأولمبي بشكل جيد. لقد اتخذنا كل التدابير والاحتياطات لمنع وقوع أي طارئ يعكر أجواء التحضيرات، مثلا قسمنا إيواء الرياضيين في الفنادق إلى مجموعتين، واحدة تتواجد على مستوى فندق مهدي بسطاوالي، والثانية بفندق بالماريوم بدالي إبراهيم. الرياضيون يحترمون مسافات التباعد بينهم، ويتناولون وجباتهم الغذائية على مستوى غرفهم، وهي احتياطات احترازية لا بد منها.

❊ كيف جرت مراحل تحضير رياضيّيكم؟

❊❊ بطبيعة الحال، الرياضيون تأثروا، شأنهم شأن الرياضيين الأصحاء، بقلة التحضيرات عند انتشار وباء كورونا في بلدنا. وخاضوا التدريبات بشكل فردي لبعض الشهور. بعد ذلك دخلوا في استعدادات جماعية هنا في الجزائر وفي الخارج، وبالضبط في تركيا وقطر، بلدان شكلا وجهة رياضيينا في التحضيرات خارج الوطن. حققنا أهدافنا في هذا الجانب بفضل الملف المالي الذي خصصته لنا مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، التي أخذت على عاتقها كل نفقات الإقامة والنقل والتحضير خارج الوطن.

❊ سينتقل وفدكم الرياضي إلى طوكيو يوم 19 أوت الجاري، بينما المنافسة الأولمبية تنطلق في 25 من نفس الشهر، ألا تخشون من صعوبة التأقلم مع فارق التوقيت الزمني الموجود بيننا وبين اليابان؟

❊❊ هو، فعلا، مشكل لرياضيينا. الخطأ في برمجة تاريخ السفر إلى اليابان ليس من الاتحادية الحالية، بل من الهيئة الفيدرالية السابقة، التي لم تأخذ هذا الجانب الهام بعين الاعتبار؛ كان يتوجب عليها برمجة تنقّل وفدنا الرياضي مبكرا إلى طوكيو. لم تفعل ذلك لأسباب أجهلها، لكن تجاوز هذا العائق يتوقف على إرادة الرياضيين، الذين يتعين عليهم التأقلم بسرعة مع التوقيت الزمني لمدينة طوكيو وضواحيها.

❊ لقد تراجعت في الشهور الأخيرة حدة احتجاجات رياضييكم حول أوضاعهم المادية وحتى في جانب الاستعدادات؛ كيف تفسر ذلك؟

❊❊ يتوجب علينا اليوم القول إن رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة ابتعدت عن الأوضاع الصعبة التي كانت تتخبط فيها من قبل. لقد وجدت اتحاديتها أذنا صاغية لمطالبها؛ إذ نستفيد اليوم من دعم مادي ومعنوي دائم من السلطات العمومية المكلفة بالرياضة  بشكل خاص، فضلا عن المساعدات التي نلقاها من هنا وهناك، وأخص بالذكر شركة "سوسييتي جينيرال"، التي ترتبط مع هيئتنا الفيدرالية بعقد تمويل واضح المعالم، نستفيد من مزايا كثيرة من هذه المؤسسة المالية، لكننا لم نتوقف عن البحث عن التمويل من أطراف اقتصادية أخرى، تلقينا منها وعودا بإبرام عقود تمويل رياضتنا، ونحن ننتظر منها أن تجسدها على أرض الواقع.

❊ ما هي الاختصاصات الرياضية التي سيشارك فيها الجزائريون خلال هذه الألعاب؟

❊❊ لدينا ألعاب القوى التي تضم سباقات المسافات الطويلة ونصف الطويلة وسباقات السرعة، كلها لدى الذكور ورمي الجلة والرمح،  وحمل الأثقال في كلا الصنفين، وكرة السلة والجرس والجيدو ـ ذكور. كل رياضيينا سيستفيدون فور وصولهم إلى طوكيو، من مرافقة طبية ونفسانية إلى غاية نهاية هذه الدورة الأولمبية. 

❊  نصل الآن إلى الأهداف المرجوة من هذه المشاركة، إلى أي مدى تم تحديدها مع الرياضيين؟

❊❊ نأمل الحصول على عدة ميداليات في كل الاختصاصات التي نشارك فيها، وتحسين ترتيبنا الأولمبي. لقد تحدثنا في هذا الموضوع مع مدربي كل الاختصاصات، وكل واحد منهم حدد الأهداف التي ينبغي عليه بلوغها في هذه الألعاب. مدربونا بنوا توقعاتهم وتحليلاتهم على ضوء التحضيرات التي أنجزت تحسبا لهذه الألعاب. وعلى ضوء دراستهم مستوى منافسينا في شتى الاختصاصات. لقد قدموا لنا هذه التقديرات الشخصية كتابيا. ونحن نضع فيهم الثقة الكاملة، ونعلق عليهم آمالا كبيرة لإيصال رياضيينا إلى تحقيق نتائج باهرة، تبرز مدى المجهودات التي تبذلها رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر.

❊ مشاركتكم في الدورة الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة تأتي، مباشرة، بعد الفشل الذي عرفته الجزائر في الألعاب الأولمبية للأصحاء، ألا تشعرون رفقة رياضيّيكم بوجود مسؤولية كبيرة على أكتافكم، لمحو تلك النكسة الرياضية؟

❊❊ لقد تأثرنا، ككل الجزائريين، بالنتائج المخيبة للأمل، التي طبعت رياضتنا مؤخرا في الألعاب الأولمبية. وقد زاد هذا التأثر من حدة المسؤولية الملقاة على أكتافنا، في مسعانا، لتحقيق نتائج إيجابية تنال رضا الرأي العام الرياضي في الجزائر. نشعر بضرورة رفع التحدي لخلق البسمة والفرحة والافتخار في وسط الشعب الجزائري.