بداية التحكم التدريجي في الحرائق المندلعة

آلاف الهكتارات الغابية تتحول إلى رماد في ساعات معدودات

آلاف الهكتارات الغابية تتحول إلى رماد في ساعات معدودات
  • القراءات: 755
المساء: مراسلون المساء: مراسلون

بعد قرابة أسبوع منذ اندلاع أولى بؤر الحرائق بولاية تيزي وزو، واندلاعها بعد ذلك في 16 ولاية أخرى بدأت الجهود المبذولة من طرف الحماية المدنية والمواطنين وسكان المناطق المتضررة ووحدات الجيش الوطني الشعبي في التحكم في  السنة اللهب وخاصة بعد دخول طائرات الإطفاء المختصة في عملية احتواء هذه الحرائق الكارثية. وعاشت ولايات تيزي وزو وبجاية والى غاية ولاية الطارف مرورا بولايات البويرة وجيجل وسطيف وسكيكدة وقبلها بولايات المدية وعين الدفلى والبليدة، نفس حالة الاستنفار من كل الأطراف المعنية في محاولة لاحتواء هذه الحرائق ووضع حد لكارثة بيئية لم يسبق للجزائر أن شهدت مثيلا لها.

طائرات "كاندير" لاحتواء حرائق ولاية بجاية

وتواصلت الحرائق التي اندلعت بالعديد من بلديات ولاية بجاية، لليوم الرابع على التوالي أمس، بتجنيد مصالح الحماية المدنية وعناصر الجيش الوطني الشعبي، حيث تم الاستنجاد بوحدات ولاية جيجل، إلا أن ذلك لم يكن كافيا للسيطرة على الوضع الذي تدهور أكثر منذ الأربعاء الماضي.

وتعتبر بلديات توجة وأدكار وكنديرة وبرباشة، الأكثر تضررا من هذه الحرائق، حيث قضى السكان ليالي بيضاء بعد وصول النيران إلى منازلهم، وهو ما جعلهم يتجندون من أجل مواجهتها والمحافظة على الأرواح والممتلكات، رغم تسجيل بعض الضحايا بعد أن فاجأتهم النيران بمنازلهم بقرية آيت سيدي علي ببلدية برباشة. ووصلت طائرات "كنادير" المخصصة لإطفاء الحرائق، إلى المناطق التي لا تزال تحت رحمة الحرائق والتي تمكنت من إخماد الحرائق الكبيرة التي اندلعت بكل من توجة وأكفادو في الوقت الذي تواصلت فيه العملية أول أمس الجمعة.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه النيران تحاصر السكان بالعديد من القرى، بالبلديات المذكورة والتي  خلفت 4 ضحايا من عائلة واحدة على مستوى قرية، آيت سيدي علي، ببلدية برباشة بعد أن فاجأتها النيران، بالإضافة إلى إصابة البعض الآخر بجروح متفاوتة الخطورة.

إتلاف أكثر من ألف هكتار من غابات ولاية الطارف

وشهدت ولاية الطارف، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة اندلاع اكثر من 40 حريقا في يوم واحد وتوقيت واحد عبر بغابات 14 بلدية  التي تحولت إلى رماد والى مساحات سوداء  بعد أن أتلفت ألف هكتار خلال ساعات معدودات.

وجندت مصالح الحماية المدنية ومصالح الغابات وفرق الدرك الوطني وعناصر الجيش الوطني الشعبي كل إمكانياتها المادية والبشرية لإخمادها وحماية المواطنين بالتجمعات السكانية المتاخمة لمكان وقوع الحرائق التي اندلعت بالتزامن مع حرائق ولايات سوق أهراس وقالمة وحتى الجمهورية التونسية لاشتراكهما في الغطاء الغابي.

وأدخل هول الحرائق المواطنين القاطنين على مقربة من أماكن اندلاع الحرائق في هستيريا كبيرة مما استدعى تحويل العشرات منهم إلى مستشفيات الولاية طلبا للأكسجين الذي ازداد عليه الطلب مع ندرته تزامنا مع جائحة كورونا .

يذكر أن اندلاع حرائق غابات ولاية الطارف تزامن مع ارتفاع قياسي لدرجة الحرارة التي بلغت 49,1 درجة ومما زاد في صعوبة احتوائها هبوب رياح قوية ساعدت على اتساع رقعة المساحات الغابية التي التهمتها ألسنة اللهب التي تسببت في انفجار ألغام أرضية تعود إلى الحقبة الاستعمارية وهو ما صعب من مهمة عناصر الحماية المدنية ومصالح الغابات في عمليات الإطفاء.

ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية بسبب هذه الحرائق، إلا أن ذلك لم يمنع المحسنين من القيام بمبادرات لجمع تبرعات وصلتها من ولايات قالمة وعنابة وعديد الولايات الأخرى.

تواصل إخماد النيران بغابات ولاية سطيف

كما واصل عناصر الحماية المدنية بولاية سطيف، عمليات إخمادالحرائق بالجهة الشمالية الغربية للولاية، وخاصة على مستوى غابات آيت تيزي وآيت نوال مزادة، مسرحا لها نهاية الأسبوع.

وتمكن عناصر الحماية المدنية بالولاية قبل ذلك، مدعومين بالرتلين المتحركين لولايتي المسيلة وبرج بوعريريج، من إخماد ثلاثة حرائق ببلديات حمام قرقور وتيزي نبشار والدهامشة.

وذكر مصدر محلي للحماية المدنية، أن رجال الإطفاء استأنفوا عملية إخماد الحريق الذي اندلع بجبل آقني إزوران ببلدية آيت تيزي في شمال ـ غرب الولاية،بتجنيد إمكانيات مصالح الغابات والبلدية، وبعض المواطنين وعناصر الدرك الوطني، وهو الحريق الذي أتى  على مساحات شاسعة من الأدغال والأحراش، بالإضافة إلى حريق ثان ببلدية، آيت نوال مزادة على حدود ولاية بجاية، حيث استمرت عمليات الإطفاء إلى غاية فجر أمس وإخماد ثلاثة حرائق غابية وفلاحية أخرى أهمها حريق أحراش وبساتين أشجار مثمرة بدوار إغيل مبادر، ببلدية حمام قرقور تولت إخماده فرق الحماية المدنية التابعة لبلديات، بوقاعة وقنزات بمعية مصالح الغابات والبلدية، حيث أتى الحريق على مساحة هامة من الأحراش وبساتين الأشجار المثمرة.

كما تمكن أعوان الحماية ببلديتي عموشة وبني عزيز بدعم مصالح الغابات البلديات المعنية ومساعدة المواطنين، تمكنت في عمليتين متفرقتين بتالة غودان، ببلدية، تيزي نبشار ودوار الرحاحلة ببلدية الدهامشة من محاصرة حريقين غابيين ومنعهما من الانتشار وحماية سكنات مواطنين.

..وغابات الزبربر بولاية البويرة

وفي مشهد مماثل واصل أعوان الحماية المدنية بولاية البويرة، جهودهم لإخماد حرائق الغابات التي اندلعت ببلديات شمال ـ غرب الولاية البويرة، والتي كان آخرها الحريق المهول الذي اندلع بغابات جبال الزبربر. وتمكن أعوان الحماية من إخماد، حريقين بغابات ولبان وبقاص ببلدية قاديرية، في وقت تواصلت فيه الحرائق التي اجتاحت غابات الزبربر في وقت وصلت فيه أرتال متنقلة لرجال الإطفاء من ولاية المدية.

وعمدت مصالح الحماية المدنية إلى إقامة نقاط متقدمة لحماية السكان من ألسنة اللهب، حتى بعد إجلاء عديد عائلات باتجاه الأخضرية إلى حين إخماد هذه الحرائق. في وقت تدخلت فيه الوحدة الجوية للحماية المدنية التي باشرت عملية الإخماد بمشاركة الجيش الوطني الشعبي وأعوان محافظة الغابات وكذا سكان الولاية ومتطوعين من خارجها.

إخماد 7 حرائق وجهود مكثفة للسيطرة على حريقين بجيجل

نجح أعوان الحماية المدنية بجيجل رفقة عناصر محافظة الغابات وأفراد الجيش الوطني الشعبي  وبمساعدة فعالة للمواطنين في اخماد 7 حرائق منتشرة عبر الولاية، في حين تتواصل الجهود للسيطرة على الحريقين المتبقيين.

وأشارت المديرية المحلية للحماية المدنية أمس، إلى أنه تم إلى غاية الواحدة من ظهر أمس، إخماد حريقين بمنطقة لعرابة ببلدية العنصر ومنطقة لمعاندة ببلدية الميلية، مضيفة أن عملية إخماد حريقين آخرين بكل من منطقة الشريعة بني خزر ببلدية زيامة منصورية والطيانة ببلدية الجمعة بني حبيبي لا تزال مستمرة، بتجنيد كافة الإمكانات البشرية والمادية للسيطرة عليها.

يشار إلى أن ولاية جيجل سجلت 30 حريقا عبر العديد من البلديات، خلفت في حصيلة أولية إتلاف نحو 600 هكتار من الفلين.