أمام جفاف حنفيات بلدية تيجلابين (بومرداس)

المطالبة ببرنامج ثابت لتوزيع مياه الشرب

المطالبة ببرنامج ثابت لتوزيع مياه الشرب
  • القراءات: 773
حنان سالمي حنان سالمي

تطالب مصالح بلدية تيجلابين بولاية بومرداس، الجهات المختصة القائمة على تسيير ملف مياه الشرب، بإيفادها بالبرنامج الخاص بعملية التوزيع، ومضاعفة الكمية الخاصة بها؛ كون الوضع أصبح حرجا بعد تسجيل احتجاجات للسكان في الآونة الأخيرة بسبب جفاف الحنفيات، مع المطالبة بإعادة إجراء التحقيق الخاص بنقاط حفر آبار ارتوازية بالبلدية، وعددها 15 بئرا.

كشف رئيس بلدية تيجلابين بالنيابة محمد الصغير قهواجي، أن مصالحه عينت 15 نقطة لحفر آبار ارتوازية، لتدعيم تموين السكان بمياه الشرب، موضحا أن التحقيقات التي جرت بخصوص هذه الآبار، كانت سلبية؛ ما جعله يطالب بإعادتها مرة أخرى، خاصة أن البلدية تعرف أزمة مياه خانقة، أسفرت عن عدة احتجاجات للسكان لتحسين الوضعية. وأضاف "المير" في لقاء خاص بـ "المساء"، أن بلدية تيجلابين التي تحصي 22 ألف نسمة موزعين على 17 قرية ووسط المدينة، تعيش أزمة حادة في التزود من مياه الشرب منذ ما يزيد عن 3 أشهر، مع تسجيل تذبذب كبير في التوزيع يتراوح ما بين مرة كل 4 أيام إلى مرة كل أسبوع في عز فصل الصيف. كما أن انعدام برنامج خاص بتزويد البلدية بهذه المادة الحيوية، يُعد في حد ذاته، إشكالا آخر؛ حيث لا يتم احترام أي جدول زمني في توزيع المياه؛ ما يجعل ساعات التزويد تتأرجح ما بين ساعات الصباح الأولى والناس نيام، إلى ساعة متأخرة من المساء. كما أن الكمية المخصصة للبلدية ـ يضيف المسؤول ـ قليلة، لا تكفي لتغطية الحاجة إلى هذا المورد الحيوي، مفيدا بأن الجهات المختصة كانت وعدت بمضاعفة كمية المياه لصالح البلدية مؤخرا، إلا أن ذلك لم يتجسد إلى اليوم.

وبهدف تحسين وضعية تزويد السكان بمياه الشرب، لجأت مصالح بلدية تيجلابين، إلى إجراء العديد من الخرجات الميدانية لتعيين نقاط حفر آبار ارتوازية بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية ومصالح مؤسسة "الجزائرية للمياه". ولفت "المير" قهواجي في هذا الصدد، إلى أنه تم تعيين 15 نقطة بالنظر إلى وجود مياه جوفية بها، حسبه. وبشيء من التفصيل، فإن النقاط موزعة على 4 بمنطقة محساس، و4 أخرى بالدهوس، ونقطتين بالصفصاف، وأخريين في بلحسنات، ونقطة واحدة بكل من منطقة أهل الكدية، بني فود وبوسط المدينة، غير أن تحقيقات المصالح التقنية جاءت سلبية؛ حيث أوضح أن "التدفق ضعيف، ونحن غير مقتنعين بهذه النتائج، ونطالب بإجراء تحقيقات أخرى"، مؤكدا توفر كميات معتبرة من المياه بالنقاط المذكورة، وفقا للتحقيقات التي أجرتها مصالح البلدية، معتبرا أن حفر الآبار الارتوازية من شأنه توفير كميات لا بأس بها من المياه، وبالتالي تحسين تزويد السكان، وإنقاص حدة الأزمة المسجلة حاليا، متحدثا في السياق، عن تسجيل عدة احتجاجات للسكان بعدة مناطق من البلدية بسبب غياب الماء عن حنفياتهم لأيام متتالية، و"لا نجد سوى تفهّم مطالبهم. كما نطالبهم، في المقابل، بالصبر في ظل شح هذا المورد الحيوي على الصعيد الوطني، في انتظار تجسيد مصالح الموارد المائية وعودها بمضاعفة كمية الماء لصالح البلدية".

وفي سياق متصل، لفت محدثنا إلى وجود بئرين بكل من محساس وبلحسنات، لا يتم استغلال سوى 50 ٪ من المياه الموجودة بهما بسبب ضعف المضخة، مؤكدا أن إعادة تركيب مضخة أخرى أقوى، كفيلة باستغلال كل الكمية الموجودة بهذين البئرين؛ ما يسمح بتحسين تزويد سكان محساس وتزويد قرية الصفصاف المجاورة. ويسجل ـ حسب المتحدث ـ تعطل المضخة الكائنة في منطقة بلحسنات منذ قرابة 4 أشهر، وهو ما حرم سكان المنطقة وكذا سكان أهل الكدية وبعض القرى المجاورة، من مياه الشرب في انتظار تدخل مصالح "الجزائرية للمياه" لتعويض المضخة، مثلما وعدت بذلك من قبل، حيث قال في هذا الإطار: "وعدتنا السلطات الولائية في آخر اجتماع بتزويد البلدية بمضختين لصالح بلحسنات، وأخرى لصالح محساس لتغطية احتياج عدة قرى، ونحن ننتظر ذلك..."، داعيا سكان بلدية تيجلابين إلى التحلي بالصبر؛ فالحال يتقاسمها جميع الجزائريين بصفة متفاوتة بسبب شح الأمطار، وانخفاض منسوب مياه السدود.

ورغم هذا الوضع الصعب جراء النقص الكبير في المياه، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لتيجلابين بالنيابة، أن مصالحه تمكنت من إنجاز بعض المشاريع التنموية الخاصة بقطاع الموارد المائية بالمنطقة، خاصة ما تعلق بقنوات المياه أو شبكة الصرف الصحي، ناهيك عن القضاء على عدة نقاط سوداء بكامل إقليم البلدية، بسبب التسربات جراء اهتراء القنوات، ومنه تهيئة شبكة مياه الشرب بكل من منطقة الورود2 (روزيي2)، وكذا بمنطقة النورس (ليموات)؛ حيث انتهت أشغال هذين المشروعين، وبالتالي تحسين الخدمة العمومية بالقضاء على التسربات المائية. ويضاف إلى ذلك إنجاز شبكة مياه الشرب على مستوى منطقة مناصير، إضافة إلى تهيئة الشبكة بكل من منطقة الربايبية على خط 3200 متر طولي وبحي الورود1 على مسافة 1600 متر طولي، وبحي بني فودة، وكذا بحي أهل الكدية، بينما سجلت البلدية مشاريع أخرى تتعلق بشبكة الصرف الصحي، ومنها مشروع إنجاز شبكة الصرف الصحي على 800 متر طولي في حي بلحسنات "في طور الإنجاز"، إضافة إلى إطلاق مشروع آخر بحي بن جمعة بمنطقة الدهوس، بغلاف مالي قدره 11 مليون دينار قريبا، فيما انتهت عملية إنجاز وتهيئة نفس الشبكة بكل من ابتدائية "عثمان سعيد"، وبحي 300 مسكن اجتماعي على مسافة 400 متر طولي.