من تنظيم جمعيات خيرية ببومرداس

مبادرات لجمع التبرعات لمنكوبي حرائق تيزي وزو

مبادرات لجمع التبرعات لمنكوبي حرائق تيزي وزو
  • القراءات: 1054
حنان سالمي حنان سالمي

بادرت العديد من الجمعيات والمجموعات الخيرية عبر الفضاء الأزرق "فيسبوك" ببومرداس، بإطلاق حملات تضامنية مع تيزي وزو، أكبر الولايات تضررا من حرائق الغابات، التي لقيت صدى كبيرا من طرف المواطنين، الذين هبّوا للتضامن مع إخوانهم المنكوبين، حيث انطلقت قوافل تحمل مواد غذائية وألبسة وأدوية على مراحل..

سارعت مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات بمختلف بلديات ولاية بومرداس، إلى إطلاق حملات تضامنية لجمع مختلف المواد الغذائية والألبسة والحفاظات، وكذا الكمامات والمعقمات، إلى جانب الأفرشة والأغطية للتبرع بها للمنكوبين، جراء حرائق ولاية تيزي وزو.

وجاءت هذه العملية، حسب العديد من ممثلي الجمعيات، بصفة عفوية، وبدون أي تخطيط مسبق، وهي السمة الغالبة على الشعب الجزائري المتضامن عند تسجيل أي كارثة طبيعية، كما سُجل، مؤخرا، في ما عُرف بأزمة الأكسجين جراء المتحور دلتا لفيروس كورونا.

وعجت صفحات التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، بمبادرات خيرية مختلفة إلى جانب نداءات معيّنة، بهدف توفير الحاجة من بعض الأدوية ومسكنات الألم، مثل "باراسيتامول" و«سباسفون"، إلى جانب ضمادات وقطن وحفاظات من مختلف الأنواع والأحجام، ناهيك عن طلب التبرع بالكمامات والمعقمات الكحولية ومواد النظافة الجسدية، ومختلف مواد التعقيم، فيما كانت الغلبة للألبسة والأفرشة والأغطية، حسبما أكد عضو جمعية السفير لبلدية الناصرية، السيد فاتح، بالنظر إلى الخسائر الكبيرة المسجلة في المنازل التي أُتلفت كلية بسبب ألسنة النيران.

وفي ظل تفشي فيروس كورونا، كان لا بد من تنظيم جيد حتى لا يتم إغفال إمكانية وجود حالات إيجابية وسط المنكوبين. وأضاف فاتح أنه تم التنسيق مع جمعية "أراش نلعزيب" من أجل تسخير المكتبة العمومية وسط الناصرية لاستقبال مرضى الفيروس، مؤكدا أنه مُنع عنهم الخروج لأي سبب كان، حيث يتم تزويدهم بالمأكل والمشرب إلى غاية استنفاد مهلة الحجر، بينما خصصت القاعة متعددة الرياضات الكائنة على (ط.و/12) لاستقبال التبرعات من ألبسة وأفرشه. وأكد المتحدث أن التبرعات مازالت تصلهم من عدة ولايات، بما فيها ولاية الجزائر العاصمة، وعين الدفلى، وتيبازة، وغيرها، بدون إغفال تبرعات أفراد الجالية الوطنية، خاصة بكل من فرنسا، وإسبانيا، وجنوب إفريقيا ممن هبوا للتضامن من خلال جمع الأموال وتحويلها. وأوضح المتحدث أنه تم في ظرف 24 ساعة، جمع أزيد من 118 مليون سنتيم من مساهمات المحسنين من داخل وخراج الوطن، سيتم توجيهها لشراء مختلف الحاجيات والتبرع بها للمنكوبين بتيزي وزو؛ كونها أكبر الولايات المتضررة من الحرائق، مع الإشارة إلى مبادرة أخرى قام بها أعضاء المجتمع المدني في العزيب أو الناصرية، تتعلق بجعل كل صاحب منزل فردي بالقرى بمحاذاة غابة "سيدي علي بونانب" يقوم بالحراسة، تحسبا لنشوب أي حريق محتمل، تفاديا لأي كارثة أخرى بالنظر إلى كثافة الغابة التي تجمع ولايتي بومرداس وتيزي وزو..

ونشير كذلك إلى مبادرة كل من اللجنة الاجتماعية لجمعية "كافل اليتيم" لبومرداس، وجمعية "سواعد الإحسان" بقورصو، بإطلاق هاشتاغ "أغيثوا تيزي وزو" عبر موقع "فايسبوك"، تضمّن عبارة مكتوبة بالأمازيغية "اليد في اليد" لإغاثة أهلنا في تيزي وزو، حيث أطلقت الجمعيتان نداء لجمع التبرعات، التي شملت المياه المعدنية، ومواد غذائية، ومعلبات، وأفرشة، وصابونا مائيا، وكمادات طبية، وأدوية، وحفاظات أطفال... فيما انطلقت قافلة خيرية أول أمس الخميس، لإغاثة المنكوبين بتيزي وزو، مع وضع أرقام أعضاء الجمعيات تحت التصرف، للتواصل.

وحسب مصدر من جمعية "كافل اليتيم" بقورصو، فإنه تم جمع أزيد من 40 ألف دينار، ستوجه كلها لشراء مواد غذائية. وكذلك الشأن بالنسبة لجمعية الإرشاد والإصلاح ببلدية حمادي، التي بادرت، من جهتها، بإطلاق حملة لإغاثة إخوتنا المنكوبين بتيزي وزو، من خلال هاشتاغ "بردا وسلاما تيزي وزو"، مع نشر قائمة الاحتياجات على صفحتها عبر الفضاء الأزرق من مياه معدنية وأدوية، لاسيما مسكّنات الألم، ومراهم الحروق، إلى جانب الألبسة والأفرشة وحليب الأطفال... وغيرها من الاحتياجات، ووضع رقم الجمعية للتواصل مع ممثلي لجان القرى.

ومن جهتها، أطلقت الجمعية الثقافية الخيرية "أمل الجزائر" لولاية بومرداس، هي الأخرى، هاشتاغ "خيركم سابق يا تيزي وزو"؛ كناية عن التضامن الذي سجلته بومرداس إثر كارثة زلزال 2003 من تيزي ومن كل ولايات الوطن، حيث انطلقت أولى القوافل الأربعاء المنصرم، إلى قرية إيلولا أومالو في أعالي جبال الأربعاء ناثري إيراثن، لتقديم الفطور للمتطوعين، فيما تنطلق قافلة خيرية تتضمن بالدرجة الأولى، أدوية للمتضررين من الحرائق وغيرها من التبرعات.. بينما وجّه أحد الخيرين بالولاية، نداء إلى مختلف الجمعيات بإقليم بومرداس، بأهمية التواصل والتنسيق حتى يتم تقسيم الولاية المنكوبة إلى مناطق، وتوصيل الإعانات، كل منطقة على حده؛ تعميما للخير والفائدة..