لمؤلفها باولوس هوخغاترير

“كلمة” يصدر ترجمة “يومَ كان جدي بطلاً”

“كلمة” يصدر ترجمة “يومَ كان جدي بطلاً”
  • القراءات: 643
(الوكالات) (الوكالات)

أصدر مشروع “كلمة” للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ترجمة رواية “يوم كان جدي بطلاً” لمؤلفها باولوس هوخغاترير. وقد نقلها إلى اللغة العربية عن اللغة الألمانية الدكتور الفارس علي، وراجع الترجمة مصطفى السليمان.

تدور أحداث رواية “يوم كان جدي بطلا” في نهاية الحرب العالمية الثانية، بإحدى المزارع النمساوية؛ حيث تتولى عائلة يعقوب لايتنر رعاية الفتاة المنكوبة كورنيليا داينهارت ذات ثلاثة عشر عاما، التي تعاني من صدمة عصبية فقدت على إثرها ذاكرتها، عقب إحدى الغارات الجوية لدول الحلفاء على بلدتها سانت فالنتين في أكتوبر 1944، فأصابت منزلها، وأفقدتها عائلتها.

وينقل المؤلف ـ وهو اختصاصي في علم نفس الأطفال ـ أجواء الحرب من منظور كورنيليا، التي أطلقت عليها عائلتها الجديدة اسم نيللي؛ فقد درجت على تدوين تفاصيل الحياة في هذه المزرعة في دفترها البني، سواء علاقاتها بأفراد العائلة المكوّنة من المزارع يعقوب وزوجته باربرا وبناته الخمس وأخيه الأكبر لورنز، أو بغيرها من الأسر والشخصيات المجاورة، وأن ترصد بقلمها ملامح هذه الشخصيات بدقة فائقة، وتستعرض علاقاتها المتأرجحة مع بنات المزرعة، خصوصا الفتاة أنتونيا التي اتسمت علاقتها بها بالغيرة والشك،، والغضب، والحقد، في مقابل علاقتها بآنيماري المتميّزة بالدفء والمودة الممزوجة بالحدب. وبعد خمسة أشهر تفد إلى المزرعة مجموعة من سكان البلدة للاحتماء من الغارات الجوية التي لا تتوقف، وفي معيّتهم شاب روسي هرب من أسر القوات الألمانية، كان بحوزته لوحة فنية بها أشكال هندسية غريبة، مدعيّا أنها له. توليه الفتاة نيللي اهتماما خاصا، وتتطور بينهما علاقة مرهفة، وترقُب في الوقت نفسه علاقته بالفتاة أنتونيا.

رواية قصيرة منسوجة نسجا بليغا محكما، تطالع في مرآتها أشكالا متعددة من الموت والحياة؛ الموت العبثي في “الزمان الأصفر”، على نحو ما عبّـرت به إحدى فتيات المزرعة.

علاوة على ذلك، فهي رواية تحتوي على الكثير من الحياة التي تتراءى لك في ثنائيات مختلفة، تجمعهما أحيانا لحظة واحدة؛ الحب والغيرة، والشغف والجفوة، والرضى والسخط، والقناعة والشره، والخيبة والرجاء، والتعاطف والتحامل، والحقائق والأساطير.

ويكتشف القارئ مع آخر سطر من سطور هذه الرواية، أنه كان بحضرة عمل متميّز، حري بأن يُدرج ضمن روائع الأدب العالمي، بل الألماني.. عمل يسمح بتأويلات أخرى عديدة، ربما بعدد قرائه.

باولوس هوخغاترير هو كاتب، ومتخصص في علم نفس الأطفال. حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، آخرها شهادة الفن النمساوي عام 2010. ونشر عدة أعمال، أشهرها: “حديث عن الجراحة” (2005)، و”قاعدة نيستن” (1995)، و”قصة المياه البرية” (1997)، و”كاريتا كاريتا” (1999)، و”حديث عن الغربان” (2002)، و”حلاوة الدنيا”  2006)، و”بيت المراتب” (2010).

الفارس علي؛ هو أكاديمي ومترجم، تخرج في جامعة القاهرة، وحصل منها على ماجستير الدراسات اللغوية المقارنة عام 1995، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة برلين الحرة عام 2006 في الدراسات السامية واللغوية المقارنة. يعمل أستاذا مساعدا بجامعة القاهرة، وجامعة زايد. وللمترجم عدد من المؤلفات والمقالات المحكمة في مجال تخصصه والترجمات عن الألمانية، أبرزها “مادلين الزائفة” عن مشروع “كلمة” عام 2017. وقد نال جائزة جامعة القاهرة في النشر العلمي.