تنظمه وحدة البحث بتلمسان

ملتقى دولي حول اللغة والعربية ورقمنة التراث

ملتقى دولي حول اللغة والعربية ورقمنة التراث
  • القراءات: 2248
لطيفة داريب لطيفة داريب

تنطم وحدة البحث بتلمسان، التابعة لمركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية (المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنلوجي)، ملتقى دوليا بعنوان: (اللغة العربية ورقمنة التراث الثقافي المادي واللامادي، السياحة والتحول الرقمي)، يومي 21 و22 ديسبمر المقبل.

جاء في ديباجة الملتقى، أنه أصبح النظر إلى المشاريع الرقمية في العالم، أكثر موضوعية وواقعية ونضجا ووعيا بالتحديات والسبل الواجب اتباعها، من أجل تحسين أساليب المعرفة للجميع. مما أعطى للمعلومات الرقمية أهمية اقتصادية بالغة، لا سيما أنها تلعب دورا مهما في مضمار التنمية الوطنية المستدامة. بالإضافة إلى كونها منتجا ثقافيا ومصدرا معرفيا مهما.

منذ بدء الجهود الدولية في مجال التنمية المستدامة، المجسدة في خطة الأمم المتحدة ما بعد 2015، باتت أهمية الرقمنة تتضح أكثر فأكثر، خصوصا بعد "القمة العالمية لمجتمع المعلومات ما بعد عشر سنوات"، التي ركزت على أهمية استمرار الجهود الدولية، لسد الفجوة الرقمية بين الدول النامية والمتقدمة. كما سجلت القمة إلحاحا واضحا على أهمية المحتوى الرقمي المحلي الذي يخدم حاجات المجتمعات المحلية وتطلعاتها، ويسمح بالتنوع الثقافي واللغوي على الأنترنت.

مما لا شك فيه، أن البحث العلمي والرقمنة من الأعمدة الأساسية في كل استراتيجية تحظى بالتعريف الدقيق للتراث، وتنميته عبر وسائل التواصل الجديدة، والمبنية على تكنلوجيا المعلومات، بحيث تجري رقمنة المعرفة والثقافة الخاصة بكل شعب أو أمة، لتصبح تلك المعرفة الوطنية رافدا يصب في الثقافة الإنسانية بصفة عامة، حيث أتاحت تقنيات الكمبيوتر إمكانية تحويل مخزون ثقافي بأكمله إلى بحر من النصوص والوثائق والوسائط المتعددة والمتاحة للجميع.

إن استخدام اللغة العربية على مستوى المحتوى الرقمي، يكتسب أهمية كبرى في تخطي الحاجز اللغوي. إذ حظى هذا الموضوع باهتمام متزايد في السنوات العشر الماضية، من مختلف الجهات الحكومية والأكاديمية والخاصة، ويظهر ذلك من خلال إدراج موضوع اللغة في معظم الاستراتيجيات الوطنية لتكنلوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك إطلاق المبادرات لتعزيز استخدام اللغة العربية على الأنترنت.

لا شك أن مستقبل اللغة العربية مرهون برؤية تحديات العصر، التي تندرج تحت امتلاك سلطة المعرفة بمفهومها الجديد، وقوامها المعلوماتية، ومقوماتها الثقافية. وإذا أردنا تقييم مستوى اللغة العربية على الشبكة، فهي تحتاج إلى مشروع متكامل يمكنها من اللحاق بلغات العالم الحية على الأنترنت، ويسمح برقمنة ما هو  موجود حتى الآن من محتوى عربي مبعثر، ومن ثمة إيجاد آليات لتطويره.

الجزائر كغيرها من البلدان، تنحو بقطاعاتها نحو الرقمنة، وهذا ما عملت به وزارة السياحة والصناعات التقليدية التي أحدثت مؤخرا، بوابة رقمية تقوم بالتعريف بالتنوع السياحي الجزائري وثراء الصناعة التقليدية.

في ضوء ما ذكر، تتحدد اشكالية هذه الفعالية فيما يلي: ما هي المبادرات والمشاريع الاستراتيجية في مجال رقمنة التراث؟ وماهي انعكاساتها على إثراء المحتوى العربي الرقمي؟

وفي هذا السياق، يحاول منظمو هذه الفعالية تحقيق ما يلي: التعرف على الدور المتنامي للغة العربية على الخريطة المعرفية، باعتبارها ركيزة أساسية للمعرفة ومسايرة الإبداع في العصر الرقمي. التعريف بالمبادرات والمشاريع الاستراتيجية العربية في مجال الرقمنة. إثراء المحتوى الرقمي العربي في مجال السياحة والصناعة التقليدية. إبراز أهم التحديات والمعوقات التي تواجه الدول العربية عموما، والجزائر على وجه خاص، في سبيل تفعيل رقمنة التراث الثقافي. ووضع سياسات استشرافية وخطط عملية تسمح بتفعيل الرقمنة في مجال السياحة باللغة العربية.

أما عن محاور الملتقى، فتنقسم إلى المحور الأول بعنوان: "الواقع الرقمي للغة العربية محليا وإقليميا ودوليا"، والذي يتفرع بدوره إلى عدة نقاط هي: راهن اللغة العربية في عصر الرقمنة. واقع المنصات الإلكترونية العربية محليا وإقليميا ودوليا. وانعكاس التحول الرقمي على اللغة العربية، وسبل ردم الفجوة الرقمية.

أما المحور الثاني، فيحمل عنوان" التراث المادي واللامادي الجزائري في زمن الرقمنة"، وسيتم من خلاله، التعرف على مقاصد الرقمنة في مجال تثمين التراث الثقافي الجزائري. متطلبات الترويج الرقمي للتراث الثقافي المادي واللامادي. والاستراتيجيات العملية لدمج التراث المادي واللامادي في المنصات الرقمية.

المحور الثالث" القطاع السياحي والرقمنة في الجزائر-الراهن والآفاق-"، سيتم من خلاله مناقشة واقع قطاع السياحة في الجزائر. دعائم التسيير الرقمي (إدارة المعرفة، إدارة التغيير، التصدي للأزمات المستقبلية...). ودور التشريعات العامة في تفعيل الرقمنة. أما المحور الرابع "اللغة العربية والسياحة في الجزائر"، فسيتم فيه دراسة التحديات التي تواجه اللغة العربية في المجال السياحي والرقمنة. وعرض تجارب محلية وإقليمية ودولية للسياحة والتحول الرقمي بالعربية.

تم تنصيب الأستاذ الدكتور الطاهر لوصيف، مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية، رئيسا شرفيا للملتقى الذي يرأسه الأستاذ الدكتور خربوش عبد الرحمن، مدير وحدة البحث تلمسان.

كما أوكلت رئاسة اللجنة العلمية الدكتورة عباسي سعاد، باحثة دائمة وحدة البحث تلمسان، في حين أن رئيسة اللجنة التنظيمية هي الدكتورة سعدي فاطمة باحثة دائمة وحدة البحث تلمسان.

وحدد تاريخ الفاتح من سبتمبر المقبل، آخر أجل لاستلام الملخصات. أما آخر أجل لاستلام المداخلات كاملة، ففي 30 أكتوبر 2021، بينما سيكون الرد على المداخلات المقبولة في 25 نوفمبر 2021.