المشاركون في منتدى الذاكرة

انزلاق خطير للدبلوماسية المغربية والجزائر واحدة موحدة

انزلاق خطير للدبلوماسية المغربية والجزائر واحدة موحدة
  • القراءات: 460
ك .م ك .م

ندّد دبلوماسيون وبرلمانيون وإعلاميون بالتدخل المغربي السافر في الشؤون الداخلية للجزائر وبدعمها الصريح لما تزعم الرباط، بأنه "حق تقرير المصير للشعب القبائلي"، معتبرين أن الوثيقة الرسمية التي وزعتها الرباط على أعضاء حركة عدم الانحياز "انزلاق دبلوماسي خطير".

جاء ذلك خلال الوقفة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للصحفيين الجزائريين المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي أمس السبت في إطار منتدى الذاكرة بمناسبة الذكرى 103 لميلاد الزعيم الراحل الرئيس السابق لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا تحت  شعار "مونديلا من الثورة التحريرية إلى دعم حركات التحرر.. الصحراء الغربية نموذجا".

واعتبر ممثل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج السفير صالح بوشة في هذا الإطار ما أقدمت عليه الممثلية الدبلوماسية للمغرب بنيويورك، بتوزيع وثيقة رسمية الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، تدعم فيها لما تزعم بأنه "حق تقرير المصير للشعب القبائلي"، بمثابة تعدٍ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية من جانب جار شقيق تربطنا معه علاقات الاخوة والجغرافيا.

وأبرز بوشة أن الجزائر تعيش حاليا جملة من التحديات التي لا بد من مجابهتها، آخر هذه التحديات حسبه ما قامت به المغرب خلال اجتماع دول عدم الانحياز، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش حاليا فترة ما يسمى بإحياء الذاكرة، أننا نؤمن أنه من دون توثيق الذاكرة لا يمكن أن نثبت ثورة نوفمبر وقيمها. كما أشار في سياق متصل، إلى أن الجزائر تملك إرثا لا نظير له يجب ترقيته وتبليغه للأجيال القادمة حتى نتمكن من مجابهة التحديات. وأضاف في ذات السياق "يجب على السياسي والإعلامي والدبلوماسي الاطلاع على ذاكرة  ثورة التحرير وتاريخ مانديلا وكفاح الشعب الصحراوي الذي يعيش ظروفا صعبة جدا تحت الاحتلال".

وقال الدبلوماسي الجزائري نور الدين جودي أن "المغربي عمر هلال ليس سفير لأنه لا يحترم قوانين الدبلوماسية"، مؤكدا أن القبائل أحرار وأعطوا البرهان عام 1963 عند هجوم المغرب على الجزائر نزل العقيد محند أولحاج للدفاع عن الدولة الجزائرية. وتابع موجها كلامه للمغرب "بدل أن تتكلم علينا يجب أن تتكفل بقضية الأمازيغية في الريف الذي يعاني من عدة جرائم". 

وتأسف  نور الدين جودي لكون بعض الدول تؤيد وتحمي المغرب بصفة رسمية في مجلس الأمن وكذلك لكون بعض الشركات الاوروبية تنهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية بالرغم من قرار المحكمة الأوروبية، معبرا عن أسفه أيضا لكون بعض الاخوة متحالفين مع المخزن ضد الجزائر.

وبصيغة التعجب والتهكم يقول جودي "النظام المغربي الذي تحالف مع إسرائيل ويهدد ويعذب شعبه يأتي لكي يقدم لنا الدروس"، مشيدا في ذات السياق بالرد القوي لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج. وأردف يقول "لن ننزل إلى مستوى المغرب.. العالم كله يعرف أن الجزائر تحترم الشعوب وتقف مع حقوقها". ونبّه ذات الدبلوماسي إلى أن المغرب لا يبالي بالاتحاد الإفريقي وانضم إلى الهيئة الإفريقية بطلب من الكيان الصهيوني، "الذي اعتبر انسحابه من الاتحاد القاري، خطأ لأنه ترك الميدان للجزائر والجمهورية العربية الصحراوية".

في سياق متصل، ندّد رئيس الجمعية الوطنية للصحفيين الجزائريين المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي مصطفى أيت موهوب بتدخل الجار الذي يحتل الصحراء الغربية في الشؤون الداخلية الجزائرية، مشيرا إلى أنه بهذه الخرجات يخلق تناقضات ويبين عن هوايته في الدبلوماسية لأنه يدعم حركة انفصالية.

وشدّد أيت موهوب على أن منطقة متواجدة في قلب الجزائر ومنطقة معروفة بنضالاتها من أجل استقلال الجزائر ويكفيها "التجربة والكم الهائل من النضالات من أجل الحرية والانعتاق من الاستعمار".

وأضاف المتحدث أن الموازنة بين القضية الصحراوية وقضية ما يسمى من طرف عمر هلال بقضية "استقلال شعب القبائل" هو "انزلاق خطير في الدبلوماسية المغربية يفضح الوجه الحقيقي لهذه المملكة التي تستعمل كل الطرق للعدوان على الجيران والتاريخ حافل بالأدلة".