برج بوعريريج

التحضير لعيد الأضحى المبارك ببلديات البيبان

التحضير لعيد الأضحى المبارك ببلديات البيبان
  • 1199
أسيا عوفي أسيا عوفي

تشهد محلات بيع التوابل بعاصمة البيبان في برج بوعريريج، إقبالا منقطع النظير من قبل النسوة، لشراء مختلف التوابل التي يحتجنها يوم عيد الأضحى، على غرار القسبر، الفلفل الأسود والأحمر والكمون، التي تعد الأكثر طلبا، لأنها تعطي نكهة خاصة في الطهي، لاسيما إذا تم استعمالها في إعداد "أحشاء الكبش" أو ما يسمى بالعصبان، وغيرها من الأكلات المشهورة لدى العائلات البرايجية خلال أيام العيد، إضافة إلى الزعيترة، القرفة، الحمص وغيرها.

ونحن نتجول في السوق المغطاة، وسط مدينة برج بوعريريج، التقينا بإحدى السيدات، كانت بصدد شراء مختلف لوازم العيد، ومن بينها التوابل، لتخبرنا أنه دونها لا يمكن الطهي، خصوصا صبيحة العيد، باعتبار أن هذه التوابل هي التي تضفي "بنة" خاصة على الأكل، لننتقل إلى محل آخر، إذ وجدنا امرأة طاعنة في السن منهمكة في شراء العديد من هذه التوابل، وبكميات كبيرة، على اعتبار أن هناك العديد من الأطباق التي تحضر أيام العيد، مع التركيز على أن تكون جديدة وذات نكهة معينة، من خلال ملاحظتنا لها، مركزة جل اهتمامها على اختيار أنواع محددة من التوابل وشمها قبل اقتنائها، وعند محاولة استفسارنا عن طريقتها هذه، صرحت قائلة: "بحكم سني وخبرتي في شراء هذا النوع من التوابل، فإنني أتعرف عليها إن كانت جديدة وذات طعم خاص، من خلال شمها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالقسبر، الذي لا يمكن لأحد تجاهل رائحته عندما يكون جديدا".

ويبقى لكل موسم ديني مستلزماته الخاصة، التي لا يمكن لأي عائلة جزائرية الاستغناء عنها وتجاهلها، بل على العكس، تحرص على الاستعداد التام والكامل لمختلف المناسبات، خصوصا إذا ما تعلق الأمر بتأدية واجب ديني. يعد "البوزلوف، البكبوكة، العصبان" والشواء، من الأطباق الحاضرة في مطبخ نساء البيبان، في أولى أيام عيد الأضحى، إذ تتفنن ربات البيوت في ولاية برج بوعريريج ببلدياتها الـ34، خلال أيام عيد الأضحى، في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ البرايجي، منها "البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة"، وخصوصا "العصبان"، هذه الأطباق لا يكاد يمر العيد دون حضورها على المائدة في اليوم الأول والثاني من العيد، حرصا من العائلات على المحافظة على التقاليد وإرضاء رغبات عشاق تلك الأطباق والأكلات، لكن في المقابل، هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والجهاز الهضمي، تجنبا لتنظيفها وإعدادها، معتبرين أنها من الأعمال الشاقة، ليكون "الحل" في الأخير؛ التصدق بها للعائلات التي لم تقتن كبش العيد، ولازالت العائلات البرايجية تحافظ كذلك على عادتها في عيد الأضحى المبارك، منها صيام العائلة لليوم التاسع من شهر ذي الحجة، والامتناع صبيحة يوم العيد عن الأكل من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد، والإفطار على كبد الكبش الذي ينحر.

وعن أجواء العيد اقتربنا من إحدى السيدات التي قالت لنا، إن رب الأسرة وبعد عودته من صلاة العيد، يستعد لنحر الأضحية، في حين تقوم الأم أو ربة المنزل بالتحضير لطهي كبد الأضحية مباشرة بعد النحر، كي تفطر عليها العائلة، لاسيما من يصوم إلى غاية الإفطار عليها، أي على السنة. في نفس الإطار، نجد بعض العائلات لازالت متمسكة بالعادات التقليدية، فمن الأساسيات؛ طهي طبق "البوزلوف" في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى "الدوارة"، وفي المساء وبعد الانتهاء من تنظيف أحشاء الكبش، ترى نساء العائلات يستعدن للتحضير لأكلة "العصبان" المتعبة في إنجازها والمحبوبة في ذوقها، إذ تقوم سيدات البيت بتقطيع الدوارة إلى قطع كبيرة، وخياطتها، قبل ملئها بالأمعاء الدقيقة والغليظة والحمص والأرز، والتي تكون مطهوة ببعض البهارات، ويتم غلقها بالإبرة والخيط، وبعد أن تطهى، تقدم كطبق رئيسي يوم العيد، وهكذا يقضي أبناء عاصمة البيبان أول أيام عيد الأضحى المبارك.