خسئ كهنة الفتنة والخراب!

  • القراءات: 1243
بلسان: جمال لعـلامي بلسان: جمال لعـلامي

عندما تصل النذالة بمجموعات إجرامية إلى حدّ إشعال النيران في الغابات لترويع المواطنين وتعذيبهم و"تحريضهم"، فهذا مؤشر آخر، لا يستدعي الكثير من التفكير والتحليل لاكتشاف "مؤامرة" أخرى، تستهدف أمن واستقرار البلاد والعباد!

سواء تعلق الأمر بـ"مافيا الفحم"، أو بسماسرة "عيد الأضحى"، أو بمغرّر بهم وفئات ضالة، فإن الفعل الإجرامي يبقى قائما ونقطة مشتركة بين هذه الاحتمالات.. وفي كلّ الحالات فإن الهدف في الأول والأخير، هو تيئيس النّاس وتأليبهم ومحاولة صناعة وضع غير طبيعي لغايات إجرامية.

توقيف متورطين في إضرام نيران الغابات مع سبق الإصرار والترصّد، هو دليل آخر على أن مثل هذه الوقائع تبقى مفتعلة ومفبركة من طرف أشخاص ومجموعات "ضالة"، تحرّكها ربما بـ "التيليكوموند"، أطراف مستفيدة سابقا ولم تعد كذلك، ولذلك فهي تصطنع "المشاكل" وتفتعل "المصائب"، متجاهلة بأن السحر سينقلب على الساحر!

لولا وقفة الرجال والأبطال، من الجيش والدرك والأمن والحماية المدنية وحراس الغابات، إلى جانب الشجعان من المواطنين لكانت الكارثة أكبر والعياذ بالله، ولعلّ ما حدث في خنشلة على سبيل المثال لا الحصر، يكشف النوايا الحقيقية لهؤلاء المجرمين، ومثلهم من تمّ توقيفهم في العاصمة وولايات أخرى وهم بصدد حرق غابات الجزائر، التي من المفروض أنها في حماية الجميع.

لا يُمكن لحرق الغابات ولا لغيرها من الجرائم البشعة والشيطانية التي يرتكبها جناة مع سبق الإصرار والترصّد، أن تقوّض المسعى الوطني في بناء الجزائر الجديدة بسواعد كلّ أبنائها المخلصين والخيّرين والوطنيين، مهما كانت الصعاب والتحدّيات، ومهما نسج المتآمرون الخطط والدسائس، ومهما "استورد" كهنة معابد الفتنة المخططات الجهنمية من عند أسيادهم!

ستكشف الأيام كلّ الحقائق بالأدلة الدامغة، وسـ"تشوّط" نيران الجزائر المتربّصين مثلما أوقدوا أو أوعزوا لصبيان وغلمان بحرق الغابات وتحويلها إلى رماد، وسينتهي بهم الطريق إلى العار واللعنة، تلاحقهم مثلما لاحقت كلّ من أراد شرّا بهذا البلد الآمن العزيز.

لم يعد خافيا أو خفيّا أو مخفيا أن "شرذمة" الإجرام المنظم وغير المنظم، تسعى دائما وكلما لاح بصيص الأمل، إلى صبّ البنزين على بقايا النّار، وهي كالثعلب المذعور الذي لا يعرف إلى أين يفرّ، ولا إلى حيث يختبئ!

لن تنفع حرائق الغابات ولا محاولة "حرق" العقول بالقيل والقال والإشاعات والدعايات المغرضة والأكاذيب والتلفيقات والتزييف والتحريف.. لن يفلح المعتوهون والمغامرون وقديسو "التخلاط" ومشعوذو السياسة، في اختلاق أوهام خيالية لا أساس لها من الصحة، وسيصطدمون إن آجلا أم عاجلا بصخرة الواقع الذي سيفضحهم.

مشكلة هذه الثلّة والحفنة التي بقلبها مرض مستعص وخطير وغير قابل للشفاء والدواء، أنها دائما تبحث عن "القمل في راس الفرطاس"، وتحاول يائسة بائسة أن تتعامل مع المتغيّرات حتى وإن كانت إيجابية، بمنطق "العجوز التي أمسكت لصّا فوق السطوح"، ولذلك تخيب دوما ويبلغ بها الحال إلى الطريق المسدود!

ستنتصر في النهاية قوى الخير على "قوى الشرّ" والتدليس، وسيعلم النّاس بأن مجموعات انتهازية ووصولية و"انفصالية" وفاسدة ومحتالة ونصّابة ومعتوهة، لا تريد الخير لهذا البلد الآمن، وأنها تبحث فقط وحصريا عن مصالحها الشخصية الضيقة، حتى وإن كانت ضدّ المصلحة العامة، وتتعارض مع القانون والأخلاق والضمير.

والحال، أنه في مثل هذه الوضعيات فإن لسان حال الأغلبية الساحقة والمطلقة من الجزائريين، يردّد بلا تردّد: اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منّا.. آمين يا ربّ العالمين.